ذكرى النكبة .. ليلة فرح فلسطينية في الأرثوذكسية

mainThumb

20-05-2016 09:40 PM

بمبادرة  رائعة تحسب له ،نظم إتحاد المرأة الأردنية مساء الخميس الماضي في المدرسة الأرثوذوكسية في منطقة الشميساني بعمّان، مهرجانا في الذكرى الثامنة والستين للنكبة الفلسطينية التي تسبب فيها الغرب المسيحي ممثلا ببريطانيا ،والحركة الصهيوينة  وزعامات الإقليم آنذاك ، وإمتاز المهرجان بعمق ثوري واضح حول الشعور المأساوي إلى فرح تفاعل معه الجمهور الأردني الذي حضر وغالبيته من النساء كون الداعي للمهرجان هو إتحاد المرأة.


إمتازت كلمة  رئيسة إتحاد المرأة الأردني  تهاني الشخشير باثبات على المباديء ، ورفض النهج الحالي الفلسطيني –العربي الرسمي في التعامل مع مستدمرة إسرائيل ، مؤكدة أن الحق سيعود لأصحابه يوما ، وأن هذا اليوم ليس ببعيد .


وفي فقرة مميزة  شارك فيها عزفا  وصدحا الفنان الملتزم  عازف  العود كمال خليل ، وعرضا لواقع الحال  أحد الأسرى الفلسطينيين المحررين ،والذي إستعرض ثقافة الأسر في المعتقلات الإسرائيلية ومعاناة المعتقلين الفلسطينيين، والسجناء في الدول العربية ، من حيث الشعارات التي قرأها على جدران الزنازين الداخلية التي كان يوما  مقيما فيها ،وأكد أن شعارات المعتقلين الفلسطينيين في الزنازين الإسرائيلية ،كانت ذات طابع ثوري تحض على الثبات والصمود أمام المحقق الإسرائيلي ، في حين ان شعارات الزنازين العربية كانت  فارغة المحتوى والمضمون.


وبين كل فقرة وفقرة كان  يتلوها الأسير المحرر ،كان عازف العود المميز كمال خليل يصدح صوتا وموسيقة  عن حب الأرض والثبات فيها  والتمسك بالمباديء،الأمر الذي كان  يحرك مشاعر الجمهور ويثيره  تصفيقا وغنفعالا تعبيرا عن حالة الفرح التي كانت تنتاب الجميع ، لأنهم لمسوا ولو بصيص أمل بعودتهم غلى ديارهم التي هجروا منها  بمؤامرة داخلية خارجية .


تحدث الأسير المحرر عن  أطفال فلسطين في معتقلات الإحتلال ، ممثلين بأصغر معتقل إسمه غسان ،  وأقسم أنه هو قائده وملهمه لثباته ،مفضلا هذا الطفل على  من فرضوا أنفسهم قادة كبارا على الشعب الفلسطيني لكنهم لم يحققوا أهدافه ولم يعملوا عليها أصلا.


وإستكمالا  لبعث الفرح في النفوس في مناسبة  يفترض أن تغطيها الكآبة ، حضرت  خصيصا من مخيم الدهيشة قرب القدس المحتلة ،  فرقة "إبداع " الفلسطينية التي  قدمت  كافة الألوان الفلسطينية من حزن على فراق الأرض وفقدانها عنوة وغدر القريب قبل البعيد ، وثورة  مغدورة أسهم في ذبحها القريب قبل البعيد ، وإبداعا في عرض الحالة ،  وأملا قريبا بالعودة إن شاء الله ، وكل ذلك بطبيعة الحال  خلق حالة فرح  ، عمّ القاعة  التي كانت تغص بالنساء والأطفال وقليل من الرجال .


كان أداء  أشبال فرقة إبداع الفلسطينية  أبلغ رد على  أن ضياع فلسطين لن  يطول ، وإن فقد البعض الأمل في ذلك ، فتمسك هؤلاء الأشبال وإتقانهم  لفهم التراث الشعبي الفلسطيني ، دليل ساطع على أن الأمل بعودة فلسطين موجود ، ومادام الأطفال على إتصال بهذا الأمل فإن  التحرير قادم إن شاء الله ، فهذه الحالة السوداء التي نمر بها ، حتما ستكون مؤقتة وإنفاذا لوعد الله جلت قدرته  ،لكن الحق سيعود يوما لأصحابه ،عندما   تخلص النوايا.


هذا المهرجان  الذي نظمه إتحاد المرأة الأردنية ، عبر عن رفض الشعب الفلسطيني-الأردنيلنهجي الإستسلام والإنقسام السائدين  هذه الأيام  ، ودعا إلى التمسك بالمباديء والعمل الجاد والمخلص لتحقيقها ،من خلال الثبات والتضحية وعدم التسليم بالأمر الواقع ،لأن مثل هذه الأمور لا تعرف الثبات ، لأنها متحرك مهزوز أصلا ، وثباتها مرهون  بتخاذل أصحاب صناع القرار في القضية وإمتدادهم ، وما يهمنا هو عدم منح العدو فترة راحة يعيد أنفاسه فيها .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد