الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية .. كلام يجب أن يقال

mainThumb

25-05-2016 10:20 AM

أما وقد إنكشف المستور ، وأصبح المعنيون يتحدثون عن الكونفدرالية  الأردنية –الفلسطينية ،  بلغة لا لبس فيها  ، وبات عرابوها  الذين  يسوقونها على الشعب الأردني- الفلسطيني الواحد أصلا ،  يلتقون مع أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الفلسطينية ، وأعني بذلك رئيس الوزراء الأسبق د.عبد السلام المجالي  ،وآخرون يؤكدون أن الوحدة قدر الشعب الأردني  أمثال رئيس الوزراء الأسبق  د.عبد الرؤوف الروابدة ، فإنه بات لزاما علينا  دون التمترس خلف هذه الصخرة أو تلك ، أن نواصل الإدلاء بدلونا  كناصح أمين  ، لمعرفتنا أن الأمر  مخطط له مسبقا  ، وهو مفروض فرضا على الجميع ، ولا يستطيع أحد من صناع القرار في الجانبين الأردني والفلسطيني ، أن  يخالف التعليمات والأوامر .


قبل الغوص في التفاصيل ، يجب القول أن هذه الكونفدرالية  ستكون لمصلحة مستدمرة إسرائيل ، التي ستنضم إليها لا حقا  لتكون هي الأعلى  وتحت إسم  "كونفدرالية الأراضي المقدسة "،  وكما أسلفنا فإن كل الأمور السيادية  من مياه وسماء ودفاع وعلاقات خارجية ستكون  بيد هذه المستدمرة التي لن تعيش بإذن الله طويلا بعد هذه الكونفدرالية ، لأنها بذلك ستعلو العلو الثاني ، وها نحن نشهد ذلك.


يقول البعض أن الأمر يجب أن يتقرر من خلال الإستفتاء ، ونحن برأينا المتواضع ،نرى أن الأمر قد حسم  وقد صدر من  حكومة العالم الخفية ، وأن الإستفتاء الذي يتحدثون عنه  ما هو إلا  هباء منثورا ، وإن تم فإنه سيتم المفاضلة بين اللونين الأبيض والأسود ،!!وبطبيعة الحال  فإن الشعب الفلسطيني الذي قرف الإحتلال وممارسات قيادته الجديدة العاجزة عن منع  ولو جندي إسرائيلي صغير أو مستدمر من العبث بممتلكات  الفلسطيني  ،سيقول غيبا  أنه يود العيش تحت الحكم الأردني ، على أن يستمر  تحت ربق الإحتلال الصهيوني.


وهنا يجب تبيان السلبيات  أولا وهي أن هذه الكونفدرالية ستقتل هوية الشعب الفلسطيني المتجذرة ، وهوية الشعب الأردني المكتسبة  منذ الإستقلال الأردني عن بريطانيا ، وسيكون ذلك مدعاة  لتيارين من الطرفين لتسخين الموقف وربما إيصاله إلى درجة الغليان ،  لأن  أصابع مستدمرة إسرائيل  لن تتوقف عن العبث .


وهناك أسئلة  كثيرة ملحة  سنأتي على بعضها  مثل :هل تؤهل هذه الكونفدرالية  عودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين في"شرق "الأردن  ، إلى الضفة الفلسطينية ؟وهل سيتم التعامل مع الفلسطينيين المقيمين أصلا في الأردن والقادمين إليه من الضفة الفلسطينية  والساحل الفلسطيني المحتل عام 1948 من قبل أجهزة هذه الكونفدرالية؟


ثم هل  غاص المعنيون  وخاصة في الجانب الأردني في موضوع تداعيات عودة الأردن إلى أشلاء من الضفة الفلسطينية   سلما  ،خاصة وأن إسرائيل إحتلتها  من الأردن في حرب ما يطلق عليها حرب الأيام الستة؟ علما بأه قيل بحق ليلة الدخلة " ما لم يراق على جوانبه الدم "! أي أنه لا طعم لهذه الليلة ما لم يظهر الدم  تعبيرا عن فض  البكارة ، والدم الذي أتحدث عنه الآن هو دم التحرير والحرب ، بمعنى  أنني شخصيا  سأبصم مغمضا  على الكونفدرالية في حال تمت  بعد دخول الجيش الأردني محررا .


هناك ملاحظة أخرى يجب النظر إليها بعين الإعتبار،  وهي أن الجيل الفلسطيني الجديد ولد من رحم الإنتفاضات وترعرع في الشوارع ثائرا ، فهل سيقبل هذا التحول السلمي الذي يصب لمصلحة إسرائيل  ، التي لم تحقق رغم جبروتها أهدافها بالقوة  ،فحققتها عن طريق الكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية ، وهنا فإن كافة الإحتمالات  ستكون مفتوحة ، علما  أن الوضع برمته حتى لو لم يتحرك أحد  ، سينفجر في غضون 5-15 عاما ، لأن الله جل في علاه سينفذ أمره ، بخصوص العلو الثاني ليهود.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد