العصفور الذي تحول إلى نسر

mainThumb

06-06-2016 02:07 AM

الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون  الذين كانوا  يقبعون في المعتقلات الفسطينية  في سبعينيات القرن المنصرم على الأقل ، يعرفونه جيدا  ، ويحفظون  حركاته  ورمشات عينيه عن ظهر قلب ، فهو العصفور الذي كان ينزل عليهم مثل البراشوت ، ليتجسس عليهم ، ويلتقط منهم ما لم يعجز المحقق الصهيوني البشع من إنتزاعه ، ولم لا وهو الشاب الفلسطيني صغير السن الذي  تردد على المعتقلات  الإسرائيلية، علما أن "سجنه " من قبل سلطات الإحتلال لم يكن لأسباب ثورية أو وطنية ، وإنما بهدف  إلتقاط المعلومات التي يعجز عنها المحققون الإسرائيليين ، وهذا النوع من السجناء كان يصنف على أنه "عصفور" ، ولذلك كان  لقب صاحبنا  الذي نتحدث عنه هو العصفور!!!
 
عرفناه بداية الإحتلال عندما جاء مع مجموعة من العمال الغزيين للعمل في المصانع والمزارع الإسرائيلية ، وكان معدما ويشكو حتى البؤس من بؤسه ، وقد إلتقطته الموساد الإسرائيلي  ونظمه ، وفرضه على المعتقلات الإسرائيلية أكثر من أحد عشر مرة ، لا لمعاقبته على  مشاركته في عملية فدائية لا سمح الله ، بل للتجسس على المعتقلين الفلسطينيين الذين دوخوا المحققين الصهاينة.
 
إكتسب هذا العصفور-النسر شهرة  لتكرار مرات سجنه ، ووصل صيته  إلى تونس حيث تقيم القيادة الفلسطينية بعد إخراجها عنوة وغدرا وحيلة من بيروت  أواخر عام 1982 بتآمر مع نظام "...."في دمشق آنذاك ، الذ كان يستحق وعن جدارة جائزة الأوسكار في تلويث الأثير بالشعارات القومية وحب فلسطين، وقد إستدعي للقاء القيادة ، وغادر ب"الشبشب " لأن آثار "نعمة "التجسس لما تظهر عليه  بعد ، وإلتقى مع القيادة ، ولا ندري بالضبط ما الذي لقنه إياه الموساد ليخاطب به القيادة الفلسطينية ، لكن كل ما نعرفه أنه إرتقى في سلّم "المجد" ، وأصبح له شأن كبير ، وزد على ذلك انه كان صانع قرار وفي موقع أكثر من حساس.
 
تحول العصفور  الذي كان ينقل أخبار المعتقلين إلى الموساد ، إلى نسر ينقل أخبار القيادة  وما يتيسر له من المعلومات عن الدول العربية بحكم موقعه الأمني المتقدم ، وبدأت "النعمة "تظهر عليه ، وأصبح مليارديرا يمتلك سلسلة مطاعم ومحلات تجارية هنا وهناك ، ووضع رأسه في رأس القيادة الفلسطينية التاريخية  ، وكان الرئيس الراحل بالسم  ياسر عرفات قد إكتشف  ماهية هذا العصفور الذي تحول إلى نسر ، وتحقق من ذلك ، وإتصل به ذات يوم غاضبا وطلب منه  مغادرة مكتبه إلى بيته  ، لكن العصفور –النسر شتم  عرفات  وقال له : أنت يا إبن "....." من سيذهب إلى بيته ولست أنا !!!!!!.
 
عند ذلك أرادت القيادة  التخلص من هذا العصفور –النسر ولكن بعد فوات الأوان ، فقد نسج علاقات فولاذية من الإسرائيليين والأمريكيين على حد سواء ، إلى درجة أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ،  وعندما  غضب من عرفات الذي خيب ظنه في قمة كامب ديفيد 2000 ولم يوقع ، طلب من مصوره الخاص أن يلتقط له صورة جماعية مع القيادة الفلسطينية الشابة وفي المقدمة هذا العصفور-النسر.
 
إتضحت الصورة  لدى القيادة ، وتأكدت أن هذا العصفور قد إستبدل  ريش الزغب  بريش النسر واصبح له مخالب ، جارحة ولكن بعد فوات الأوان ،  وأرادت التخلص منه سلميا لكنه كان  أسرع حركة من القيادة ، إذ سافر إلى لندن  وإشترى له الموساد السم لقتل عرفات بالإشتراك مع آخرين في القيادة بطبيعة الحال ، وتم دس السم لعرفات  الذي قضى شهيدا بالسم.
 
إختلف مع شركائه في المؤامرة على عرفات  ، ووصلت الأمور بينهم  إلى حد الطلاق  البائن بينونة كبرى  ، وإنتصروا عليه بأن جردوه من كافة مناصبه ، وخرج ، ولكنه تسلح بمخالب سامة ، ونسج علاقات مع القريب والبعيد ، وهاهم الآن يمهدون له الطريق ليصبح رئيس "إمبراطورية"  فلسطين!!!!!!!!!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد