صحيفة السوسنة الأردنية

أفاد استطلاع للرأي أجري في عدة بلدان أوروبية قبل أسابيع بأن آلة التصوير بالأشعة السينية هي أعظم اختراع بشري عبر العصور وقد تفوقت على البنسلين والقاطرة البخارية وسفينة الفضاء والشريط الوراثي وغيرها من الاختراعات المهمة.

النتيجة دقيقة, ولو أجري الاستطلاع في بلادنا لتكرر الاختيار ذاته وربما بشكل أشد. فآلة الأشعة السينية تتميز عن باقي الاختراعات المذكورة بأنها تعطي للفرد حصته من منتوجها مباشرة, حيث تُعتب?Zر صور الأشعة جزءاً من الوثائق الصحية التي ترافق الشخص لسنوات طوال, ويندر أن يتخلى شخص عن صور الأشعة الخاصة به. ويعتبر مشهد المريض وهو يحمل بين يديه المغلف الكاكي الخاص بالصور نوعاً من الفلكلور الطبي المعاصر, وكثيراً ما توضع الصور الى جانب المريض خلال فترة استقبال الزوار ويجري عرضها أمامهم, ولا يتفوق عليها في مجال مظاهر وجاهة المرض سوى الحصى المنتزعة من المرارة والكلى أو البراغي التي أزيلت عن الكسور الداخلية, وهي أشياء يكون لعرضها أمام الزوار وقعاً أعمق في النفوس, وتعتبر مؤشرات على وجاهة المرض.

ذات مرة التقيت واحدا من أشهر الفنانين الكوميديين الأردنيين في عيادة أشعة, وبالطبع فقد كنت أعرفه كنجم ولكنه لا يعرفني, وقد سارعت الى السلام عليه وطلبت منه أن يسمح لي بالتقاط صورة أشعة تذكارية معه, وقد ظننت أنه سيقابل طلبي باستحسان باعتباره اقتراحاً كوميديا غير انه غضب مني, وربما كان هذا الكوميدي هو الوحيد الذي لا يضحك لصورة الأشعة.0