تركيا تنتحر في حضن إسرائيل مجددا

mainThumb

30-06-2016 10:39 AM

رغم الدعوات الساخنات الصادقات  ، بأن ينجي الله تركيا من  الإنتقام الإسرائيلي ، فقد حدث ما هو مكروه ، وعادت تركيا إلى هذا الحضن المسموم ، لتلقى نهاية لا يعلمها إلا الله  والصهاينة الذين إنتقموا من العراق  ، لأن نبوخذ نصر  كان حارسا امينا على فلسطين شأنه شأن فراعنة مصر في الحقب الخوالي.
 
كنت أدرك أن ما نبغيه لن يحدث ، وهمست ذلك في آذان مسؤولين  أتراك كبار ، وقلت لهم أن ما تقومون به لا قيمة له ما دمتم ترتبطون بعلاقات مع مستدمرة إسرائيل ،وإن كانت باردة ، لأن الصهاينة قادرون وقت ما يشاؤون على تسخين الوضع لصالحهم  ، والفوز على خصومهم بالضربة القاضية ،تماما كما كان يفعل البطل الأمريكي المسلم في المصارعة والذي رحل عنا قبل أيام محمد علي كلاي.
 
إستبشرنا خيرا نحن العرب  بالخلاف الذي نشأ بين تركيا  المسلمة وبين  مستدمرة إسرائيل الخزرية ، وكنا نراقب مجريات الأمور وتطورات المواقف ، ونتخيل أن  تركيا عادت لنا بعد أن إبتعدت عن الحضن الإسرائيلي ، ونحن نعلم  حجم  وعمق العلاقات التركية  إبان حكم العسكر، مع هذه المستدمرة التي كانت تعتبر تركيا   وكرا جاسوسيا لها ومصدر قوة ، ولم لا وهي دولة مسلمة  ، وهذا برأيي كان يمثل إختراقا  مهما لهذه المستدمرة أن تجد دولة مسلمة بحجم تركيا ترتبط معها بعلاقات حميمة ، ويقيني أن خطأ القيادة التركية من الأساس في العهد الجديد كان عدم قطع العلاقات مع مستدمرة إسرائيل.
 
ما قام به  الرئيس التركي السيد  رجب الطيب أردوغان  ، الذي رأيناه خليفة مسلما  نرتضي به  ، أثلج صدورنا  عندما  غادر منصة مؤتمر دافوس بسويسرا قبل سنوات ، بعد توجيه إهانات غير متخيلة  لشيمون بيريز ، الثعلب الإسرائيلي الماكر الذي يرتبط بعلاقات حميمة مع الحكام العرب ، علما أن أمين عام جامعة الدول العربية  عمرو موسى آنذاك  كان حاضرا ، وقام بمصافحة أردوغان مودعا ، بدلا من التضامن معه والإسنحاب أيضا لتعزيز موقفه ، لأن السيد أروغان  عنّف بيريز بسبب عدواناتهم الدموية على غزة  وحصارها وتجويع أهلها.
 
فرحنا أكثر  عندما  سمحت تركيا  أردوغان  بانطلاق  أسطول سفن إنساني ، لكسر الحصار الإسرائيلي الضروب على غزة ، وقامت  البحرية الإسرائيلية بإعتراضه في عرض المياه الدولية  والتعرض لسفينة مرمرة وقتل وجرع عدد من الأتراك على متنها ، وبعد ذلك  أهانت خارجية مستدمرة إسرائيل الخزرية  تركيا عندما إستدعت ممثلها  وأجلسه المسؤول الإسرائيلي  الصغير  بطريقة مدروسة لإهانته ومن ثم إهانة تركيا التي يمثلها  .
 
كنا نرقب التطورات  ، ونعلم أن  حجر الزاوية مفقود  ،لذلك كنا واثقين من النهاية وهي أن  تركيا ستضطر للعودة مجددا إلى الحضن الإسرائيلي ، لكنها ستدفع الثمن  في نهاية المطاف ، ذلك أن  يهود لا يغفرون  لمن أساء إليهم أو جابههم ، وهذا الملف كبير  ، ولكن أولى صفحاته تتحدث عن دافوس وأسطول مرمرة  ، وتصريحات أردوغان النارية ضد إسرائيل ، وكسب تركيا أردوغان  شعبية عربية وإسلامية متزايدة ، ما جعلها  منافسا  إقتصاديا كبيرا لإسرائيل ، التي ترتبط بالعرب بعلاقات إقتصادية مهولة أيضا .
 
يقيني أن  مستدمرة إسرائيل  وعندما أرسلت وفدها المفاوض للحكومة التركية  للتوصل إلى  إتفاق  يعيد العلاقة  بين الطرفين وأنجز الإتفاق ، كانت قد أرسلت وفدا آخر لأعداء تركيا  وهم كثر للإتفاق معهم على تنفيذ عمليات إرهابية  ،  كانت اولها عملية مطار أتاتورك في إسطنبول ، ولا أريد مناقشة تفاصيل الموضوع ، لأنني أعرف هذا المطار جيدا ، وأعلم  يقينا  دقة  التفتيش فيه ، وهو  يعد بوابة أوروبا .
 
لست كاشفا أسرارا بأن مستدمرة إسرائيل قامت بالتشبيك مع كافة أعداى تركيا المحليين والإقليميين والدوليين ، وربّطت معهم جيدا لمحاصرة الحكم الإسلامي في تركيا  ، والقائمة تطول وفي المقدمة الأكراد ، وأستغرب من بعض  من وسموا  في الإعلام العالمي من المحللين العرب ،  بأنهم خبراء في حركات الإسلام السياسي ، عندما أسندوا عملية مطار أتاتورك لداعش ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على جهلهم بهوية داعش ، وعليه فإن إتهامهم له بالموضوع جاء لتبرئة إسرائيل منها، وهم لا يجرؤون على القول ان فرع الإستخبارات الإسرائيلية الخارجية السرية "ISIS"  ، الملقب بداعش هو صنيعتها .
 
هناك الكثير من الأمور التي ستتكشف  لاحقا  ، وتكشف بعضها  فورا  مثل حلحلة الأوضاع بين روسيا وتركيا  ، وسينكشف طابق الغاز أيضا بين تركيا وإسرائيل ، وسيكتشف الغزيون أنهم كانوا مثل حصار طروادة ،  وأخص بذلك "المناضلون  الجدد"حركة حماس  ، التي راهنت على الموقف التركي مؤخرا بعد الإنسحاب من الحضن الإيراني حسب الضغوط والطلب  ،بمعنى أن كل ما حدث من الجانب التركي كان  تكتيكا وليس إستراتيجية.
 
يبدو أن السيد أردوغان  لم  يقرأ تاريخ الإمبراطورية العثمانية جيدا ، وتحديدا جزئية  تنحي السلطان عبد الحميد الثاني طيب الله ثراه  ، على يد يهود الدومنة الذين  نجوا من المذابح ومحاكم التفتيش في أسبانيا  ، ووجدوا لم حضنا دافئا في تركيا المسلمة ، ولكنهم ولطبيعتهم عقروها  ،  وتآمروا على السلطان عبد الحميد الذي رفض منح فلسطين لليهود.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد