داعش يمهد لأوروبا إحتلال ليبيا وتقسيمها

mainThumb

07-08-2016 02:56 PM

سابقا  ، كنا نقول أن  تنظيم القاعدة الإرهابي  ، الذي شرعن التواجد الأمريكي في المنطقة ،  بعد جريمة إنهيار البرجين  الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 ، هو حصان طروادة الأمريكي ، إذ أننا إعتدنا  عندما نسمع عن تنفيذ "عملية " إرهابية لتنظيم القاعدة  ، هنا  وهناك ، أن نرى  أمريكا  تشغل المكان بقواتها ، وبالتالي يصبح لها وجودا  مشرعنا  وهو ضرورة  التواجد لمحاربة "الإرهاب "  ،والشواهد كثيرة لا  مجال لذكرها  هنا.
 
وبما أنه جرى  تدوير تنظيم القاعدة  ، على هيئة تنظيم الخوارج الجدد فرع  خدمات الإستخبارات السرية الخارجية "ISIS" ، الملقب بداعش ، فقد تسلم هذا التنظيم الإرهابي المشبوه ، خريج كهف جبل الكرمل ، ومكونه الرئيسي  مرتزقة  "بلاك ووترز – أكاديمي" ، الراية السوداء ، وأصبح بحكم  دوره المناط به  ، يقوم بدور أمه القاعدة  المسؤولة عما  تعرضنا له عربا ومسلمين  منذ تفجيرات  البرجين  الإرهابية ، وخروج الشيخ أسامة بن لادن  لمباركتها واصفا إياها ب "الغزوتين .. غزوة  نيويورك وغزوة  واشنطن" ، علما أن الشعب الأمريكي  بدأ يدرك من هو المنفذ  لهذه الهجمات الإرهابية ، وبالتالي فإن ذلك إدانة  أيضا لتنظيم القاعده وشيخه بن لادن الذي تبنى  ذلك ، وهو يعلم أنه لا علاقة له  بالأمر.
 
نجح داعش كما نجحت أمه القاعدة  في جلب المآسي  للعرب والمسلمين ،  فقد مارس العبث في العراق  وأوصله إلى مذبح التقسيم ، وقد إنتقل إلى سوريا  ومارس العبث فيها  بالمشاركة مع النظام الحاكم الذي مارس التقتيل والتذبيح ضد الشعب السوري ، لا لشيء  ،إلا لأنه تخلى عن  شعار "منحبك" و"أسد إلى الأبد".
 
لكننا أمام حيرة ما بعدها حيرة في الموضوع السوري  ، وهي أن   روسيا بوتين هي التي قطفت ثمار داعش في  سوريا  ، والأسئلة هنا كثيرة  وبعض الإجابات  تؤكد وبالدليل القطعي إدانة  داعش ، ومنها :   هل أن هناك علاقة بين وجود داعش في سوريا  والتدخل الروسي في ذلك البلد ؟ولماذا لم  تنضم روسيا فعليا  للتحالف الدولي للحرب على داعش ؟ علما أن هذا التحالف كاذب في مقصده واهدافه .
 
 وهل حدث خطأ ما  أدى إلى وقوع  سوريا تحت الوصاية الروسية ، ونحن نعرف ان هذه المنطقة  مطوبة  لأمريكا بعد طرد أوروبا منها ؟ وهل أن ذلك  متعلق بكسل أمريكا - أوباما  ونشاط روسيا  -بوتين؟
 
هذه أسئلة تتطلب من مراكز الدراسات الإستراتيجية عقد ورشات عمل للإجابة عليها ، لأم ما حدث في سوريا  قلب  الطاولة  ولخبط الأوراق ، ولم نكن نتخيل ان روسيا  ستجرؤ على  التدخل في سوريا   خاصرة الغرب وأمريكا ، ولا بد من التذكير بمقولة  وزير خارجية  أمريكا الثعلب الماكر" العزيز " هنري كيسنجر  مهندس حرب تشرين "المجيدة " عام 1973 ، الذي قال عقب  حرب حفر الباطن على العراق 1991:إن هذه الحرب كشفت  عن عملاء لنا  ما كان لهم أن ينكشفوا ، وعندما سألوه  عمن يقصد ، قال أنه يقصد حافظ الأسد .
 
داعش وكما هو معروف ،وبعد ان دخلت سوريا تحت الحماية الروسية  ، ظهر في ليبيا  على طريقة " نسخ لصق " ، وبدأ  يمارس إرهابه المعروف ويقتل ويذبح كيف يشاء ومن يشاء ، إلى أن  أصبحت ليبيا  مثار إهتمام عالمي وغربي على وجه الخصوص ، وقيل أن  داعش أصبح على بعد 250 كم  من أوربا  وهذه مؤشر  واضح وجلي على  الرغبة الأوروبية  في إحتلال ليبيا ، وقد أعلنوها صراحة ، ونحن الآن   بصدد رؤية التنفيذ ، وهذا يؤكد مقولتنا أن داعش أصبح مثل أمه المدورة  حصان طروادة  ، لكن ليس لأمريكا فحسب  بل لأوروبا  وروسيا أيضا.
 
التدخل المريكي الخير في "الحرب "على داعش  في ليبيا دليل على ذلك ، وتكون ليبيا هي الهدف القريب للتقسيم بعد العراق وسوريا ، ويكون  فرع الخدمات الإستخبارية السرية الإسرائيلية"ISIS"  داعش قد ادى  المهام  المناطة به بإمتياز.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد