المأساة السورية .. جريمة دولية بإمتياز

mainThumb

03-09-2016 11:31 AM

عندما خالف وكيل الموساد الإسرائيلي والسي آي إيه الأمريكية في تونس الخضراء الهارب زين العابدين بن علي ، الأوامر الأمريكية القاضية بإجراء إصلاحات صورية - لذر الرماد في العيون وليخدع بها الشعب التونسي ،  الذي ثار  ردا على  قيام الشهيد محمد البوعزيزي بإحراق نفسه إحتجاجا على ظلم وبطش النظام - كان يقول لهم أن الوضع عنده مضبوط ، لذلك دبروا  له مؤامرة مع مدير أمنه العام بأن  أبلغه أن الجماهير تزحف بإتجاه القصر ، ولا  توجد لديه قوة أمنية لصدها ،خاصة وأن الجيش محجم عن  الوقوف بجانب النظام ، وعندما سأله بن علي عن الحل أجابه  أن الحل الأمثل هو الخروج المؤقت ، فطلب منه تجهيز طائرة تقله والمقربين إليه بعد أن جمعوا ما خف وزنه وغلا ثمنه ، وأخيرا وجد بن علي نفسه يواجه مصير شاه إيران المقبور ، ولولا صداقة كانت تربط إبنته مع إبنة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ، لنفق ومن معه في الجو غير مأسوف عليه!!!؟؟؟
 
وعندما  أصر إبن "رزالا" اليهودية العقيد القذافي ، على إسترداد أمواله من بنوك الغرب ،  بعد إبلاغه أنها طارت مع الأزمة المالية العالمية  ، تخلصوا منه فورا  وقتلوه مختبئا في إحدى العبارات  وأدخلوا في" إسته" ماسورة أنهت حياته  ،بناء على طلب مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية آنذاك ،  التي زارت  العاصمة طرابلس لساعتين وإلتقت  مجلس الحكم الجديد وأبلغته عن مكان وجوده  ، وأنها تريده ميتا ، والغريب في الأمر أن  الجامعة العربية  تقدمت بطلب لمجلس الأمن يطالب بتدخل الناتو  ضد القذافي خوفا من تدميره لطرابلس ، وكانت القاضية .
 
وفي حال رفض وكيل الموساد الإسرائيلي والسي آي إيه الأمريكية  حسني مبارك الذي إعترف انه كان يكتب التقارير عن المحروسة مصر بيده ويقدمها للسي آي إيه ، النصائح الأمريكية  بأن يعلن  تخليه عن التوريث ، أجابهم في كل مره أنه سيورثإبنه ، ولن يلتفت   إلى رفض الشعب المصري لذلك ، وعندها  صدرت الأوامر الإسرا-أمريكية  لرئيس مخابراته عمرو سليمان أن يقوم العسكر بإحتجاز الرئيس ، ويعلن هو شخصيا بيانا  يؤكد فيه  أن الرئيس تخلى عن السلطة ، ومن ثم يتولى العسكر الحكم ، وقد صدق مبارك للمرة الأولى في حياته عندما  قال أنه لم يعلن تخليه عن السلطة ، وكما هو معروف فإن إبن مليكة اليهودية المغربية تولى الحكم لاحقا !!؟
 
وقبل كل هؤلاء  ،وعندما تقرر عربيا ودوليا  التخلص من الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين ، تمهيدا  لشطب العراق من الخارطة السياسية والإجتماعية  والعسكرية ، دبروا  له دروب الشر لتنهكه اولا ،  ومن ثم يقومون هم  بتوجيه الضربة القاضية له  ، والغريب في الأمر أن مبارك وحافظ "..." وملك المغرب  قدموا  جنودهم للمشاركة في  القضاء على العراق ، وتم في نهاية المطاف إغتيال الرئيس صدام حسين شنقا صبحية عيد الأضحى في رسالة نافرة الحروف للأمتين العربية والإسلامية  بقيمتنا بعد أن  تخلينا عن كرامتنا .
 
أما بالنسبة  لبشار "....." فإن الأمر مختلف وها هي خمس سنوات تنقضي ، ويتم تهجير وتشريد نحو عشرة ملايين سوري ، وتدمير نحو ثلثي سوريا  ،بقصف من قبل جيش الأسد الذي لم يصمد ساعة أمام  جيش مستدمرة إسرائيل ، وتحالفه الذي  يرى في صمود النظام السوري عنوانا للمقاومة والممانعة ، ناهيك عن القوة الروسية  التي دخلت الساحة  مصممة على  القضاء على الشعب السوري .. كل ذلك ولم  ينتهي نظام بشار ، بل رأيناه بعد التدخل الروسي يزداد قوة ، وبدأت إحتمالية  ذهابه بعيدا تتضاءل ، ولعل البعض يتساءل عن السر؟
 
 في البدايات وبإعترافات  بشار "..." كان يترقب لحظة  خروجهمن القصر مذموما مدحورا ، وكان مهموما   بسبب نهايته المتوقعة ، لكنه  بعد مرور ثلاثة أشهر ، عاد إلى سيرته الأولى  وتخلص من الكوابيس وأبعد عن نفسه  الهم والغم ، وأصبح ينام  مرتاح البال لأن اوامره بتدمير الأرض وقتل الشعب تنفذ على أكمل وجه ، ولعل أيضا أحدا يسأل عن السبب!!
 
في شهادته يقول صديقه الحميم الممثل جمال سليمان  وهو يروي قصة آخر زيارة قام بها للرئيس المدعوم ، أنه وجده هاشا باشا  وقد إتسعت ضحكته لتحتل المساحة ما بين أذنيه ، وكان  مقبلا على الحياة ، بعد أن كان يجده في السابق مهموما  مكروبا لا يقوى حتى على الإبتسامة ، وعندما سأله  :يا سيادة الرئيس أفرحنا  معك وأخبرنا عن الذي أسعدك بعد ان كنت  في حال غير هذا ، فأجابه الرئيس  :لقد وافق اليهود على بقائي رئيسا لسوريا!!
 
ولعل البعض يريد معرفة الحكاية ، وهي أن نتنياهو بعث برسالة خطية إلى رؤساء مجموعات الضغط اليهودية في الغرب وفي امريكا على وجه الخصوص ،  يطلب منهم فيها الضغط على حكومات بلادهم كي تضغط بإتجاه  بقاء الرئيس  بشار"..." رئيسا لسوريا لأنه حليفهم الإستراتيجي هناك!! وبالفعل فقد تغير  الإتجاه الدولي وخاصة الأمريكي من المطالبة  بمغادرة الرئيس بشار  الحكم ، إلى  الغمغمة والضبابية ، وها هي التحالفات الروسية –الأمريكية تعطي روسيا الحق في التدخل العسكري في سوريا لحماية النظام السوري ، لأن الرئيس أوباما لا يستطيع التدخل في سوريا  ،  بسببموقف الشعب الأمريكي بعد إحتلال أفغانستان والعراق ، ناهيك عن أن الرئيس أوباما ينفذ قرارت الكونغرس ، بينما القيصر بوتين  هو الذي يصنع القرار ويأمر الآخرين بتنفيذه.
لقد كشفت لنا المأساة السورية التي تصنف بأنها جريمة دولية بإمتياز ، عن الكثير من المخالفات الاخلاقية التي إرتكبتها  القوى العظمى في العالم وفي المقدمة أمريكا وروسيا  ، وأولها أن الرئيس أوباما تسلح بالضبابية في موقفه  من الرئيس بشار "..." ، بينما رأينا  بوش الصغير يأمر  الرئيس بشار".." بالخروج الفوري من لبنان بعد جريمة قتل رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري عام 2005 ، إضافة إلى الموقف الروسي  الذي أذهلنا جميعا وخاصة في مجال التنسيق مع مستدمرة إسرائيل ، وقد زار نتنياهو موسكو قبل التدخل العسكري الروسي بيوم واحد ، وأذكر انه صافح  القيصر بوتين وهو جالس .
 
لم يشهد التاريخ  تنسيقا يشابه التنسيق الروسي الإسرائيلي ، وقد إتضح للقاصي والداني أن روسيا ومستدمرة إسرائيل شريكان رئسيان في إرتكاب الجرائم في سوريا  ، وأن مسؤوليتهما  لا تقل عن مسؤولية  النظام السوري ، الذي صمد في وجه الريح العاتية مخالفا  التاريخ وما روى فيما يتعلق بالصراع بين الشعوب والحكام ، ولعل البعض يريد معرفة ذلك بالتفصيل ؟؟!!
 
بدأ ت قصة النظام السوري  منذ محاولات السوريين  للحصول على موافقة فرنسا على  الجلاء من سوريا ، وكان  من ضمن القيادات السورية  المتنفذة  الجد سليمان "..." ، وقد تسلموا رسالة من الحركة الصهيوينة  مفادها:" غضوا الطرف عن جنوب سوريا "فلسطين "، نعدكم بالسعي لدى باريس لمساعدتكم في الحصول على الإستقلال  ". وهكذا كان   فقد غادر الفرنسيون سوريا لكنهم رفضا السماح لإقامة كانتون علوي في  منطقة اللاذقية التي تضم حاليا  قاعدة بحرية عسكرية روسية على شاطيء المتوسط.
منذ تلك الأيام لم تنقطع الصلات بين الصهيوينة  والحكم الجديد في سوريا ، ومن الملاحظ أن الإنقلابات كانت تتوالد في سوريا مثل البراغيث ، ولكنها كانت  تموت في مهدها ، كما أنه تم إفشال  الوحدة السورية المصرية  ، وكان ذلك لصالح مستدمرة إسرائيل التي أرست  الأمور  في نهاية المطاف لحافظ "..." بعد أن "قيّد" في دفاتر المخابرات الإنجليزية  خلال دورة عسكرية له في إنجلترا  ،وإنضمامه لاحقا للموساد والسي آي إيه  ، فاستقر له الحكم بعد أن  شرد رفاقه في الحزب ، وهيمن هو وحده على سوريا  ، وحولها إلى مزرعة  تابعة للعائلة ، وتسلمها لاحقا طبيب العيون  بشار ، وقد أخلص الجد والأب والإبن أيما إخلاص لأسيادهم في مستدمرة إسرائيل ، ولم يشنوا  الحروب عليها ، بل جعلوا جيشهم وقودا  للمؤامرات  التي حاكوها مع مستدمرة إسرائيل ضد سوريا  ، وبيع حافظ الجولان  لإسرائيل  بشيك قيمته 100 مليون دولار قيل أنه كان  بدون رصيد.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد