التعليم النوعي .. واقع وتوجه تربوي

mainThumb

09-10-2016 09:50 AM

التعليم رسالة إنسانية نبيلة وراقية موجهه ومقصودة , ومخطط لها مسبقا , تهدف لرفع كفاءات وإمكانات النشء بمختلف الأعمار , وهي مهنة شريفة تتطلع للتغييرات التي ممكن أن تحدث لتطور حياة الأفراد والمجتمع بكافة التفاصيل وبكل الاتجاهات , فالتعليم موجود طالما وجدت الحياة و الأشخاص , وهو نتيجة حتمية لأي حياة , لذا فقد يكون ايجابيا موفقا صالح لتطور ايجابي بالسلوكيات والتوجهات , وقد يكون _ لا سمح الله _ عاديا أو سلبيا لا يتناسب مع طموحات ورغبات الآباء والمربين التربويين ولا مع خططهم , وذلك بهدف تمكين الأبناء والتسلح بالإمكانيات والقدرات والمهارات اللازمة لتخطئ مشاكل وظروف الحياة بل والنجاح والانتصار بها والوصول لاماكن ومطارح شخصية تمكن الفرد من مواجهه الحياة بكل أريحية , وتمكنه من القيام بواجباته المتنوعة على أفضل وجه ممكن , والاهم هو عملية التمكن والتمكين للطلاب علميا وفكريا ومهاريا بكل ما يمكن أن يستخدمه الطالب لحياته ومستقبله وطموحه بوضع تعليم الطالب باستخدام التجارب العلمية والعملية بشكل سلس وسهل وضمن خطوط منهج معد بهدف تطوير مهاراته وتثبيتها وجعلها تحت يده , وكأنه يملكها  .

 

معظم خطط التنمية الإستراتيجية التربوية للأمة عموما ,وللمجتمعات تعتني بتطور الفكر والسلوك للأفراد وللموسسات الاجتماعية و وجميعها تسعى لترسيخ التعليم النوعي بنفوس وسلوكيات المجتمعات كي يحدث التطور والتحسن المطلوب بالتنمية المرغوبة استحداثها لنتائج ملموسة مباشرة أو غير مباشرة لتحقق الخطط, ولكن حتما ولو بعد حين سيظهر اثر التعليم على الأفراد والمجتمعات من خلال السلوكيات الحياتية المختلفة داخل منازلهم أو في مواقع العمل والأماكن العامة في جميع تواجد الطالب , كونه تعليم مفتوح لا يقتصر على مكان ولا زمان .
 
 التعليم النوعي لا يعني فقط الاعتماد على التقنيات الحديثة في التعلم وإتقان اللغات الأجنبية، بل لا بد من أن يتزامن ذلك ويسير بخط متواز مع التمسك بثوابت تدعم قواعد التعليم ولا تضعفه و تمكن الطالب من إليه حل المشكلات التي تعترضه بشكل علمي ومنظم , وتمنح الطلاب الثقة بالنفس من خلال الأنشطة والبرامج النوعية المتنوعة والمختلفة في الطرح والأسلوب , بهدف منح الطالب فرص متعددة للتعلم والتدريب , وهذا لا يتم الا  من خلال عدد من البرامج والمبادرات والأنشطة التربوية المتنوعة داخل الغرف الصفية أو بالمدرسة ومرافقها المختلفة تعتمد على إلية إشراك الطالب بان يكون أساس العمل التربوي والانخراط به بشكل تطبيقي وواقعي .
 
 لذا فمن الضروري أن يتعلم  الطلاب منذ الروضة بإتقان وبشكل تطبيقي لأنشطة ومبادرات تربوية أو تعليمية بطريقة تعتمد تجارب حقيقة , فيتعلم لغته العربية بشكل سلس ومحبب بجانب اللغة الانجليزية  والمقررات الاخري بشكل منظم ومدروس يعكس التعليم على حياة الطالب ، وأن تكون المدرسة _صغيرة كانت أم كبيرة _ بيئة جاذبة، يذهب إليها الطالب في الصباح بانشراح، وسعادة, وأن تكون قريبة إلى نفسه، لا أن ينتظر جرس الحصة الأخيرة فيدير لها ظهره هربا وبغضا, بل يكون الانصراف طبيعي وبشكل يترك للطالب فرصة التواصل الفكري مع أنشطة المدرسة وبرامجها .
 
والاهم في مدارسنا أن تتخلص من جمودها، فتصبح ساحة لممارسة كافة الأنشطة الرياضية والموسيقية وأشكال الفنون الجميلة التي تكسر حدة الدروس وتخفف عن الطلبة، لا تقليص حصص الأنشطة وتحويلها إلى حصص لتلقي المواد المقررة، فبغير الأنشطة المختلفة ستبقى المدارس جسدا بلا روح , وتجعل الدوام المدرسي ممتع ومثمر ملي بالأنشطة التفاعلية 
 
وللعلم فان كل المدارس بلا استثناء أو معظمها  توجد فيها أركان وزوايا واسعة في ساحاتها، من الممكن أن تكون ساحات للإبداع والتميز، فيظهر الطلبة ما في دواخلهم ويعبرون عما يسكنهم، وبأيديهم يرسمون مستقبلهم ويصنعون غدهم ويتم تمكينهم من حمل رسالة للمستقبل في سلوكهم وتفاعلهم مع مجتمعهم . 
 
 لذلك كله فان التعليم  يعتبر مسؤولية كبرى ملقاة على عاتق الهيئات التدريسية، والإدارية وكافة المسئولين التربويين , خاصة في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي، وألا يكون التعليم مقصور على المناهج المدرسية فقط , بل يتعدى ذلك للتوسع بانطلاق الإبداع والفكر العلمي والتربوي  للطلاب والوصول لانجازات طلابية خاصة بكل منهج وبكل مقرر دراسي , تمنح الطلاب فرص للإبداع والابتكار والاكتشاف بأنفسهم ما يدور حولهم وما يمكن أن يكون بالمستقبل,وتطيع الموجودات من حوله لخدمته أو حل مشكلاته, وهذه مسؤولية يتشارك فيها البيت مع المدرسة بشكل أساسي وجميع مؤسسات الاجتماعية كونها معنية بمستقبل هؤلاء الطلاب .
 
هذا الزمن لا يليق به تعليم تقليدي لطلابنا , بل ضرورة الإسراع بالتحول للتعلم النوعي والتعاوني المنتج لطلاب يستخدمون أفكار منهجية للاستعداد لحل أي مشكلة تواجههم . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد