التضحية بقطر لتمرير التطبيع

mainThumb

03-07-2017 11:27 PM

ليست دولة قطر شاذة عن قواعد ولعبة المال السياسي والأجندات ،فهي دولة تعرضت يوما لغدر الشقيق الأكبر بإجتياح حدودها عام 1992 ، فقامت بإعادة حساباتها والغوص في موضوع التحالفات ،وأتقنت اللعبة بما لديها من إمكانيات  انعم  الله عليها  بها وفي المقدمة الغاز وقناة الجزيرة ،ناهيك عن أسطول الخطوط الجوية القطرية وأذرع الخير الإنسانية التي تجوب العالم لغوث المنكوبين والملهوفين دون النظرإلى اللون او الجنس او العرق او الدين.
لكن أن يتم بين عشية وضحاها تصوير قطر على انها راعية الإرهاب  والدولة المارقة ،وفرض حصار ظالم عليها وفي أيام شهر رمضان المبارك ،وهو شهر الرحمة في محاولة لخنق شعبها وحرمانهم من أبسط حقوق العيش الكريم ،ناسين أو متناسين من فرضوا الحصار أن ظلم ذوي القربى أشد  مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند  وهو وانكى انواع الظلم،ومع ذلك شددوا الحصار وعززوه بمطالب تعجيزية تفضي في حال عدم وجود إرادة قطرية إلى الإستسلام.
 
حسب القراءة المعمقة لسير الأحداث فإن موضوعة الإرهاب وحشر حركة حماس الممولة خليجيا بالارهاب والطلب من قيادة قطر طردها من الدوحة والتركيز على جماعة الإخوان المسلمين وكانهم أصحاب دكانة وجب إقفالها في عصر زحف المولات، والمطالبة بإغلاق قناة الجزيرة ،وتجييش الرأي العام الخليجي ضد قطر ونعتها بأبشع النعوت ،وإخراج بيت الخليجيين مجلس التعاون الخليجي من اللعبة، وعدم السماح لأمينه العام بقول كلمة واحدة في هذا المجال ،إضافة إلى تغييب بيت العرب المتخيل جامعة الدول العربية وصمت أمينها العام المطبق ،فإن الوضع يدعو للتفكر مليا وبطريقة منطقية بعيدة عن التحيز لهذا الطرف او ذاك،لأن التفكر نوع من انواع العبادة.
 
يلاحظ أن شيطنة دولة قطر جاءت بعد مغادرة الرئيس الماسوني للولايات المتحدة الأمريكية المستثمر المبتز دونالد ترامب أبو إيفانكا ،الذي أثرى من علاقاته وشراكاته الإقتصادية مع الدول الخليجية ،غادر ومعه نصف تريليون دولار امريكي لهفها من السعودية ،وكان يأمل ان يلهف تريليون ونصف التريليون دولار تدفعها كل من دولة قطر المحاصرة والسعودية والإمارات اللتان تفرضان عليها الحصار وتعملان على شيطنتها محليا ودوليا.
 
كما يلاحظ أيضا للمتفكرين في أسرار الكارثة المصطنعة ،أن دول الحصار التي تتهم دولة قطر بدعم الإرهاب وتحديدا السعودية والإمارات بدأتا بممارسة التطبيع العلني مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية في فلسطين ،بما يعني ذلك الموافقة الرسمية العلنية على شطب الحقوق الفلسطينية وبيع القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين للصهاينة ليعلنوا يهودية الدولة ،اما بالنسبة لمحراك السوء السيسي الذي يحرك دول الحصار الخليجية فهويته معروفة ،كما ان مملكة البحرين والغاية ايضا في التطبيع مع الصهاينة منذ زمن ولم يخفوا ذلك.
 
محراث التطبيع السعودي –الإماراتي مع الصهاينة  يسير في أقصى مداه ،ولم نعد بإنتظار التصريحات الرسمية الصهيوينة حول علاقات مستدمرتهم مع دول خليجية ،بل أصبحنا نرى ذلك علانية وبشكل رسمي ،فالجنرال  المخابراتي المتقاعد انور عشقي انجز مهمته في تعبيد طريق التطبيع مبعوثا من قبل القيادة السعودية ،وبالأمس زار وفد شبابي من مستدمرة إسرائيل نادي الرياض الثقافي بالسعودية التي تفرض حصارا على دولة قطر بتهمة دعم الإرهاب ،ولا ادري من شطب مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة من قائمة الإرهاب ،كما أن مسؤولين صهاينة كشفوا بالأمس أيضا عن زيارة مرتقبة لوزير الشؤون الخارجية في دولة الإمارات القرقاش الذي يهدد دولة قطر ليلا نهارا وكأنه في سباق محموم لنيل جائزة ظاهرها مشرف وباطنها مخزي، إلى مستدمرة إسرائيل لبدء خطوات التطبيع العلني ،ولا نملك إلا ان نقول رحم الله الملك فيصل والشيخ زايد.
 
من هنا نخرج بنتيجة واحدة وهي أن تهمة الإرهاب وإيواء قادة حماس وبعض قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطر وقناة الجزيرة ، ليست مبررا منطقيا لحملة الشيطنة هذه ، فدعم أطراف بعينها ليس سياسة قطرية متفردة بل هي سياسة دولية عامة ،ودول الحصار الخليجية ما عدا البحري ليست بعيدة عن هذا الطابق ،وقد إعترف وزير خارجية دولة قطر في تصريحات بروما امس أن بلاده في آخر قائمة الداعمين لأطراف بعينهم في النزاعات .
 
لسنا بحاجة لإئتلاف سحرة هندي مغربي يهودي ولا  لقارئة بالرمل والودع اوالفنجان ،أو من يستحضرون الأرواح لقراءة  كارثة الخليج المصطنعة وشيطنة دولة قطر ،ولو كان هناك خلاف حقيقي لأوكل الأمر لمجلس التعاون الخليجي ولجامعة الدول العربية ، ولتحرك الحكماء لوضع حد للمهزلة ،ولكن الأمر خارج عن حدود المنطق والمألوف ، ويبقى التأكيد حسب مجريات الأمور ومستجداتها بعد الكارثة أن دول الحصا رالخليجية تريد شيئا واحدا وهو إصطناع غيوم في سماء الخليج لإلهاء شعوبة المتدينة بطبعها ،عن سير التطبيع العلني مع الصهاينة في فلسطين وبيع القدس والأقصى بحجة أن دولة قطر مارقة وتدعم الإرهاب.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد