ترامب ينزع فتيل كارثة الخليج المصطنعة

mainThumb

11-07-2017 06:03 PM

قلنا في مقال سابق:"من بدأ المأساة ينهيها ،ومن أشعل النيران يطفيها"،ولم نكن بطبيعة الحال ندندن مع صاحبة الصوت المخملي الدافيء الحنون نجاة الصغيرة ،بل كنا نقرأ الواقع بعين المتمحص حسب نظرية "القياس والتطبيق"التي نتبعها في التحليل،وها هي الأمور تأخذ منحى التبريد ،بعد أن نزع "شايلوك"الأمريكي ترامب فتيل الكارثة،ليجد مسؤولو دول الضد أنفسهم في ورطة كبيرة،وإليكم ما جرى.
 
يوم الأربعاء الماضي عقد  رؤساء الأجهزة الأمنية في دول الضد الأربعة "البحرين والإمارات والسعودية ومصر" لقاء ،عقبه لقاء عقده وزراء خارجية هذه الدول بعد إنتهاء مهلة الأيام العشرة الممنوحة لدولة قطر،لتحديد  الرد المناسب على الدوحة لرفضها المطالب الثلاثة عشر المقدمة إليها ،وأغلب الظن أن التصعيد كان سيد الموقف،وبحسب العارفين ببواطن الأمور فإن عدوانا رباعيا كان مخططا له على قطاع غزة لبدء تنفيذ صفقة القرن وبدايتها العدوان على غزة وتهجير أهلها الناجين من الموت إلى سيناء حيث نصب السيسي نصف مليون خيمة لإيوائهم في سيناء التي ستمنح لهم لإقامة إمارة إسلامية هناك.
 
ويكشف العارفون ببواطن الأمور أيضا أن إتصالا جرى يوم الأربعاء الماضي من اعلى المستويات في دولة قطر مع الرئيس الأمريكي ترامب، الذي كان في طريقه إلى ألمانيا لحضور مؤتمر قمة العشرين في مدينة هامبورغ،وأبلغه أن حصة الشركات الأمريكية محفوظة في مشروع الغاز القطري-الإيراني المشترك في الخليج ،إلى جانب الشركات الصينية ،ومن فوره إتصل ترامب من الجو مع السيسي في مصر وطلب منه "لجم"الوزراء الأربعة المجتمعين في القاهرة ضد قطر.
 
وما أن أبلغ السيسي وزير خارجيته سامح شكري بالأمر  حتى دبت الحيرة والقلق في نفوس الأربعة وبدا التخبط واضحا ،وسمعنا لهجات التهدئة المشوبة بالخوف من السيد الأمريكي،ومن هنا لمسنا أن التغير أيضا طال موقف الرئيس الأمريكي الذي كان يغرد في سرب غير سرب البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية ،بما يعني أن صفحة التوتر طويت من ملف كارثة الخليج المصطنعة ،كما أن واشنطن اعلنت أن ترامب سيوفد وزير خارجيته تيلرسون إلى الخليج للعمل على حل الأزمة ،وقد وصل الكويت الإثنين الماضي،وكان مدير السي آي إيه السابق قد سبق ترامب في نزع الفتيل بتوجيه لطمة لدول الضد بخصوص تهمة الإرهاب،بتأكيده أن إستضافة قطر لكل من حركتي طالبان الأفغانية وحماس الفلسطينية كان بطلب من السي آي إيه؟؟؟!!!!!
 
وفي الأثناء توالت الضربات الأمريكية الموجهة لدول الضد"3+1" إذ قال مستشار وزير الخارجية الأمريكية آرسي هاموند أن المطالب الثلاثة عشرة التي تقدمت بها دول الضد للدوحة إنتهت ولا مجال للعودة إليها ،وهذه رسالة ذات مغزى لدول الضد التي تشعر حاليا بالحرج الشديد بعد فشلها في ضمان  وقوف الرئيس المريكي ترامبمعها ،كل ذلك لجهلها في تقدير الموقف ومعرفة سر ثورة ترامب المبدئية على قطر ،كماانها لم تقرأ الهبوط في لهجة ترامب بعد ان وقعت الدوحة عقدا مبدئيا مع واشنطن لشراء عدد من الطائرات الحربية بقيمة 12 مليار دولار.
 
نستطيع القول أن كارثة الخليج المصطنعة في طور الدفن وإن أخذ السعي للحل وقتا لزوم الأتعاب والمكافآت،وعلينا قراءة التحالف الأمريكي –البريطاني الحالي الساعي لطي صفحة الخلاف القطري مع دول الضد،وذلك لم يأت من فراغ بل لأن الساعين للحل من خارج المنطقة ضمنوا حصتهم وحددوا مكافآتهم بأنفسهم ،ولذلك سيطيلون أمد الحوار كما قال هاموند أن إجتماع القاهرة أجّل الحل لعدة أشهر.
 
بقي القول أن دول الضد الخليجية الثلاث ستشعر بخيبة الأمل لفشلها في تحجيم قطر ،وسيبقى الجمر تحت الرماد حتى لو رأينا "بوس الخشوم" بأم أعيننا ،كما ان السيسي الذي سيخرج بإذن ترامب  من المولد بدون حبة سمسم واحدة وليس حبة حمص،سيبقى يحرض دول الخليج على قطر إلى أن يأتي دوره ويتم شطبه قريبا بإذن الله الواحد القهار.
 
ما يتوجب علينا إيضاحه أيضا أن جريمة إرتكبت من قبل دول الضد ،تمثلت في تدويل القضية ،وكان يمكن أن يتم الحل داخليا في بيت الخليجيين مجلس التعاون الخليجي وفق أسس منطقية ،وبشروط معقولة ومقبولة تعزز التضامن الخليجي ،ولا تفرض الوصاية والهيمنة على أحد .
 
ما كان مستهجنا إلى حد الغرابة أن يتم خلال الحديث عن الكارثة عن هرولة الكثيرين لإشهار التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية في فلسطين ،والحديث عن صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية ،والسعي لذلك بتجانوز الأردن .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد