الغارقين في السيول والمناهل .. الكوارث البشرية في الأردن

mainThumb

15-11-2018 10:23 PM

عاد الحزن الذي اصبح يلازمنا خلال مرحلة الفاجعة ولكن هذه المرة بطريقة غريبة ومستهجنة .. إنه الموت داخل المناهل غير المؤهلة والمهترئة .. فقدنا طفلة بعمر الورد كانت تهرول نحو كتاتيب العلم لتشتري شيئا يفرح قلبها او قرطاسا  يغذي انشدوة حياتها ولكنها هوت نحو الجب العتيق .. لم تنتظر نخوة وشهامة "أسيد اليادوة" أن يترك الغريقة البريئة دون إنقاذ وهب ووثب كالاسد غير مكترثا للعواقب المأساوية لينقذها .. وارتقى الاثنان ليلتحقوا بمواكب الشهداء الذين قضوا في كوارث الفيضانات.
كانت ردة فعل الجهات الرسمية تنحصر في تأكيد أن المنهل لا يقع ضمن اختصاصها ولكن في النهاية هناك مسؤولية محددة .. ومسؤولية مشتركة لكارثة المنهل.
 
قضية جاهزية المناهل.. هي قضية كل مدينة أردنية.. بحيث تجد على الطرق الرئيسية والفرعية مناهل شبكات التصريف إما مكشوفة بلا أغطية أو انها مهترئة وقديمة أو انها وترتفع أو تنخفض لعشرات السنتيميرات عن مستوى الأسفلت.
قديما كانت هذه المناهل تستخدم لتصريف المياه ولكن اليوم مع وجود شبكات الصرف الصحي أصبحت أكثر كثافة وعددا  وأعمق في جوف الأرض .. 
 
إن حوادث المناهل ليست بالقضية الجديدة فلقد أزهقت ارواح كثيرة خلال العقود الأخيرة علاوة على الخسائر في المركبات التي تهوي عجلاتها في المناهل المكشوفة أو شبه المغطاة.
 
العالم اليوم يعتبرصيانة المناهل في الطرقات من الأساسيات الهندسية للطرق .. لا بل وتجد هناك صيانة دورية لها  ولاغطايتها خوفا من حدوث كارثة بشرية.
 
وثمة نقطة هامة لا بد من تفعيلها وهي ان المناهل العميقة تحتاج إلى تجهيزات خاصة مثل وجود سلالم فولاذية على جنباتها لاغراض السلامة العامة والصحية وكذلك شبك تصفية بعد متر من مدخلها حتى لا تنجرف إليها مواد قد تسدها ولسهولة تنظيفها.
 
اليوم ومع تتابع الكوارث البشرية والطبيعية في الأردن أصبح لزاما على كافة الجهات المختصة والمعنية  بأن تضع خطة طوارىء وإنقاذ لتأهيل البينة التحتية في كل المحافظات الأردنية .. وخصوصا صيانة وتأهيل قنوات التصريف لمياه الأمطار والصرف الصحي وصلاحية وسلامة المناهل الصحية.
 
أ.د. أحمد ملاعبة استاذ هندسة الجيولوجيا والبيئة و خبير إدارة الكوارث والأزمات . 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد