حديث للذكرى

mainThumb

21-06-2019 02:47 PM

 في هذا اليوم من العام الماضي اجتهدت بخاطرتي هذه صافية من القلب لانها تخاطب النفس والوجدان  وهل تستحق القراءة؟   

(اي بنيتي  يا صغيرتي وستبقين في نظري كذلك)                       

وانا اراقب  طابور الخريجين في جامعة العلوم والتكنولوجيا ، درة الجامعات الأردنية يعود بي المشهد إلى البدايات عند الولوج للالفية الجديدة عندما حضرت الاحتفال الأول لشقيقتك الكبرى ام محمود بتخرجها من يرموك المنارة بفرحة عارمة كبداية للحصاد واستمرت السنابل في العطاء مرورا باشقائك وشقيقاتك في تنوع طوعي بالتخصصات من هندسة الكهرباء والعمارة والصناعية إلى الطب البشري و الحواسيب وادارتها وإلى سمو الأدب والنقد لشكسبير في رسالة الدكتوراه لشقيقتك ووصولا إلى خط النهاية إليك في طب الأسنان الذي اقدمت عليه برغبة اكيدة .

واليوم وانا ادخل خريف العمر أرى فيك واخواتك واخوانك ما كنت اصبو إليه في حياتي بأن اوصلكم إلى خط البداية بتعليم وتأهيل للحياة  ولكن في هذا اليوم والذي اعتبره من احلى ايام العمر وانا أراك تحملين الشهادة بتقدير امتياز لعلها تنير الطريق أمامك في الحياة وأود أن أهمس في اذنك ومن خلالك لكل جيلك وصديقاتك قبل اشقائك وشقيقاتك على ان الطب بكافة فروعه  رسالة قبل أن تكون مهنة فالفم مستودع الكلام وكاتم الأسرار ففيه اللسان الذي به تقاد الناس إلى الجنة او النار تبعا  لحصائده،  فحافظي على أسرار مرضاك وأعتني بالفقراء قبل الأغنياء لان الله يغنيك بهم  ولا يغرنك المال فهو ظل زائل وعارية مسترجعه، وحافظي على عهدي بك بصداقاتك البريئه( التي تشكلت بعفوية صادقة وعابرة للحدود ومتمردة على حواجز التفرقة والتشرذم واتفاقيات الظلام) مع اللبنانية ريم عبد الله زميلتك في التخرج  مرورا بكريمات الصديق ابو قاسم المصري في درعا واحفظي الود والمعروف لكل الناس فها هي صديقتك بنت المرحوم الدكتور محمد الخراعلة تتفوق على نفسها في الثانوية العامة في العام الذي انتقل والدها إلى رحمة الله،  وتدخل الهندسة بجدارة وتترافقا في حفل التخريج ولقد سررت بوقوفك على نهر اليرموك  من على منتزه(العشة) بسعادة غامرة عندما  شرحت لك صديقتك حفيدة كايد المفلح  عبيدات بنت الصديق المهندس صائب عبيدات عن معنى الاستشهاد والشهادة بفخر واعتزاز بدءا من معركة اليرموك الخالدة إلى يوم الزحف للتحرير.

واذا أتيحت لك الفرصة بزيارة فلسطين التاريخية فقبل أن تذهبي إلى جامع الجزار في عكا مع صديقاتك صفاء خلايلة من سخنين و ديانا اغباريه  من ام الفحم  لا بد من المرور بالناصرة بصحبة هيا قسيس بنت الرامه وروبيكا عباسي بنت عجلون لزيارة كنيسة البشارة ودير التابور في دبوريا ولا بأس من تقديم التهنئة لسجود وسماح في الناصرة بالتخرج معكم من الكلية ذاتها،   وفي القدس اسلكي معهن طريق الآلام في وادي الجوز واصطحبي صديقتك  من العمرات بنت وادي موسى من باب العامود إلى الأقصى وكنيسة القيامة، والقي نظرة الاحتقار على الصهاينة الذي يمارسون قتل الأبرياء بدم بارد في باب العامود واذا يممت شطر الجنوب  فعرجي على مهد المسيح عليه السلام قبل أن تلقى بورقة للحظ في بئر الغار في خليل الرحمن بجوار سارة واسحق ويعقوب عليهم السلام وبصحبة بنت الصديق فايز العمري زميلتك في الطب وتناولا وجبة من تكية خليل الرحمن وزورا قبر جدتها من آل المحتسب بجوار الحرم الابراهيمي قبل أن تقرئي الفاتحة على أرواح أجدادك في مقبرتي النبي نوح وابو الطوق  واذا ما مررت بوادي قيس إلى البرج لا بد من اتباع طقوس (بني قيس) في بناء منطار من الحجارة على مقام (ولي الله قيس) في منتصف الوادي والا اختطفتك الغولة كما هي الرواية  الفاطمية واقصصى لهم من أقصى  الجنوب إلى الشمال مرثية  كايد الفلاح عبيدات كأول شهيد من الاردن في العصر الحديث  على ثري فلسطين في معركة ام الثعالب ،  وزوري نصب شهداء الجيش العربي الأردني في باب الواد، ولا تنسى زيارة الشهيد عبد الكريم جدعان العزام(ابو فواز صديق والدك) في بلدة بيت عين الماء تحت ظل عيبال في طريقك إلى مقبرة شهداء الجيش العراقي بجنين، وبلغي الأحياء وآلشهداء أن في الأردن شعبا يهوى الشهادة وفلسطين ولا تابهي للأصوات الناشزة دعاة القسمة والتشرذم اينما وجدوا  وكونوا كما عهدتكم  دعاة للوحدة فكرا وعملا وسلوكا، حتى انام اليوم قرير العين بعد أن أديت  رسالتي واتممت مهمتي  وأبارك لك التخرج  ولكل دفعتك التي طالما تحدثنا عنها مطولا ولاخواتك واخوانك الذين سبقوك إلى هذا الموقف المشرق، والشكر الموصول للجامعات التي تخرجتم منها أساتذة وعاملين والله ولي التوفيق، وحتى يقضي الله أمرا كان مقضيا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد