توجيهي راسب!!! د. ابراهيم الملكاوي

mainThumb

26-07-2019 09:04 PM

ماذا يعني توجيهي راسب؟ هل الراسب بالتوجيهي راسب بكل شيء؟ بالطبع لا. فغالبية الناجحين في الحياة ممن لا بحملون اي شهادة على الاطلاق والشواهد التاريخية كثيرة، فغالبية العلماء الذين لا زلنا نأخذ علومنا منهم غير ناجحdن بالتوجيهي ولا يحملون اي درجة علمية، فابن سينا والفارابي وابن خلدون والمراجع الدينية كالشافعي وابن حنبل وغيرهم الكثير لايحملون اي درجة علمية ولا يتكلمون الانجليزي، ولا يوجد لهم ابحاث بالمجلات العلمية مثل "سكوبس"، وعلومهم التي تركوها لا زالت تملأ ربوع الارض.
 
فهل طالب التوجيهي غير الناجح انتهت حياته العملية؟ هل التقييم اقتصر على معدل التوجيهي؟ وهل هذا التقييم عادل؟ وهل الطالب الذي حصل على اعلى العلامات والمعدل المرتفع جدا والذي دخل الجامعة بالتخصص الذي يرغب وتخرج من الجامعة. هل يعد مؤهلا التأهيل الكافي؟ بالتأكيد لا. فهو يحتاج الى التأهيل ومن ثم التدريب ليتمكن من ممارسة ابجديات العمل. ففي بعض الدول الغربية وامريكا تبدأ الدراسة بعد العمل فيعرف الطالب ما يريد بالضبط وبالتالي يكون تعليمه موجه بحاجته الفعلية، عكس ما هو حاصل لدينا، فمعظم طلابنا يريد ان يدرس الطب ويتخرج بتخصص انساني في نهاية المطاف!!! لانه لا يعرف ما يريد، فمساره الوظيفي لا يتوافق مع قدراته وامكاناته.
 
ثقاتنا العربية تدفع باتجاه التعليم الاكاديمي البحت، فكلمات مثل: "اقرأ"، "انتبه لدروسك"، "بدي تجيب معدل عالي"، "بدي اياك تتفوق في علاماتك"، "ابني ذكي وعلاماته عالية" وغيرها من الكلمات والعبارات التي تبرمج العقل على ان النجاح الاكاديمي هو النجاح الحقيقي وغيره لا يعد نجاح!!! حتى اصحاب المشاريع الناجحة جدا من اللذين لا يحملون التوجيهي تشكلت لديهم عقدة بانهم غير متعلمين ويحاولوا اثبات وجودهم بطرق عدائية احيانا كثيرة ولم يكتفوا بذلك فنقلوا عقدة العلم والتوجيهي الى ابنائهم!!! فقد يكون لدى ابنائهم توجهات مهنية وقدرات ممتازة على ادارة المشاريع والاعمال التجارية لكنهم يجبرونهم على تركها والتفرغ للتوجيهي لدخول الجامعة ويتخرج وينتظر بطوابير البطالة ليتعين بمعاش متىآكل وليس راتب لا يكفيه سوى لعدة ايام!!! ويبقى عبدا للوظيفة طول عمره!!! فايهما افضل مشروع ناجح يدر دخلا يديره توجيهي راسب ام حاصل على البكالورويس ويتنظر الفرج؟.
 
لا اريد ان اطيل فامتحان التوجيهي والذي يعني فعليا امتحان القبول بالجامعات لا يعكس على الاطلاق مستوى المهارات والقدرات لدى الطلبة لاسيما في ظل ثقافة تدعم فقط التعليم الاكاديمي وتهمل التلمذة الصناعية والزراعية وغيرها من مجالات الحياة العملية التي تعد سببا اسياسا في نهضت الدول المتقدمة.
 
*خبير تخطيط استراتيجي وادارة اداء مؤسسي
ikhlouf@yahoo.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد