العودة إلى البدايات

mainThumb

26-10-2019 10:26 PM

 ذهبت إلى مسقط الراس في خربة  البرج من اعمال دورا وهي نهاية الجغرافيا وبداية التاريخ حيث دخلت إلى البيت القديم قدم الكنعانيين وحاولت ابحث عن وثيقة او رقعة بردى فرعونة فعثرت على رخصة راديو  لوالدي رحمه الله ولكني لم اجد  سوى  بقايا العظمات التي كانت تعلق  على السطح باسلاك  طويلة تلتقط الاشارات ولم تكن تعرف  الانترنت والطائرات المسيرة ولم تسعف في التقاط شيفرة المدمرة ليبرتي التي لم يحل لغز من اغرقها ولصالح من  وذلك في حرب حزيران عام 67 حتى هذه اللحظة.

وعرجت إلى مقام ابو الطوق(مزار) فوجدت لا زال القماش  الاخضر يغطي  جثمان احد اولياء الله الصالحين كما هي الرواية  من ايام المعز بالله الفاطمي ولم يقترب من المقام جنود ابراهيم باشا في حملتهم إلى بلاد الشام مرورا بقلعة البرج حيث استراحت خيولهم فيها ولم يسمع عنها العثمانيون الا من خلال من تطوعوا من اهل الخربة للفتوحات في الاناضول مع الانكشاريين  وتاه الانكليز في دهاليز القلعة بحثا عن الدفائن ولا زالت الحاجة زهية تروي حكايات جارتها زوجة الفارس الاردني ابو علي الذي خدم في مخفر الفرسان  عن اللزاب والقيقب في غابات عجلون.

وقالت انها كانت تخبز معنا في الطابون  وتشاركتنا في الحصيدة وتلقط(تجمع) معنا الصبر والتين وسالتني عن احوال الجيران الطيبين الكرماء الأوفياء، ولم ترى زهية سوى جيب اسرائيلي بالقرب من البيارة مر مسرعا ولم تلتفت اليه الحطابات وكلبهم  ولا الحصادون والرجادون وهم  في طريقهم إلى البراري والسهول و لو يتوقف الراعي علي عن العزف علي شبابته لاغنامه في الشعاب.

وتجزم انه لن يعود الاسرائليون إلى قلعة البرج ما دام الجبارين فيها  ولم تغادر الحاجة  الخربة  سوى مرة واحدة عندما صافحوا عليها عند الخطيب قبل سبعين عاما (يعني كتابة عقد الزواج) في الخليل وزارت الحرم الإبراهيمي وركبت الجمل إلى البلد ( وناموا جميعهم  عند الحاج محمود  عليه رحمة الله وعادوا وفي الصباح  للبرج).

غادرت وانا في فمي ماء لا أقوى على الكلام  في حضرة الحجة زهية ولكن يبقى السؤال اين هي الفضائيات التي لا تستطيع الوصول إليها لتستمع ما تختزنه من ذكريات بدلا من بث الخراب والدمار الذي يدور في بلاد العرب اوطاني  من باب الشماتة احيانا لخلاف مذهبي او طائفي او عرقي  ام انها كلمة حق اريد بها باطل لا ادري ويبقى الجواب معلقا حتى ارى الحاجة زهية تتصدر نشرات الاخبار.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد