الباقورة والغمر أردنيتان

mainThumb

13-11-2019 11:24 AM

 قامت القوّات الإسرائيليّة بعد حرب 1967 باحتلال أراضٍ أردنيّة تقع شرق خط الهدنة لعام 1949، وكانت أراضي الغمر والباقورة من تلك الأراضي. حيث بلغت مساحة الأراضي المُحتلَّة في هذه المنطقة وحدها حوالي 387 كيلومتراً مربعاً. عَرَضت إسرائيل على الأردن في معاهدة وادي عربة عام 1994 تبادلاً لهذه الأراضي الزراعيّة بأراضٍ صخريّة داخل صحراء النقب ضمن مجموعة تبادلات حدثت في المنطقة. أما بالنسبة لمنطقتي الغمر والتي كان إمتدادها لخمسة كيلومترات داخل الحدود الأردنية وبمساحة تبلغ 4000 دونماً والباقورة والتي تبلغ مساحتها 6000 دونماً، فلم يُحسَم أمرهما وقد أصرّت إسرائيل على عدم الانسحاب منهما بحجّة أن الغمر امتداد لمسوطنة تسوفار التي تأسّست عام 1968 كمستوطنة ناحال زراعيّة ثم تحوّلت عام 1975 إلى قرية موشاف الزراعيّة، والغمر إمتداد لمستوطنة نهاريم الحدودية. فتم الاتفاق على إدراج الغمر والباقورة ضمن نظام خاص تم وضعه في مُلحَقين في معاهدة السلام التي وقعت في وادي عربة ينصا على أنهما تحت السيادة الأردنيّة، ولكنهما لا تخضعا لقوانين الجمارك الأردنيّة، ويتم تأجيرهما لإسرائيل لمدة خمس وعشرين عاماً قابلة للتجديد حيث توجد ملكيّات خاصة لمزارعين إسرائيليين، كما يتعهّد الأردن بحمايتهم.

 
وتتجدد هذه الإتفاقية تلقائيا في حال لم تُطالب الحكومة الأردنيّة باسترداد تلك الأراضي. غرَّد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم على حسابه على تويتر قائلًا: لطالما كانت الباقورة والغمّر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمّر من اتفاقية السلام انطلاقًا من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين . كما وسلَّمت وزارة الخارجية الأردنية السفارة الإسرائيلية مذكرتين أبلغت فيهما الحكومة الإسرائيلية قرار المملكة الأردنية الهاشمية إنهاء الملحقين الخاصين بمنطقتي الباقورة والغمر في معاهدة السلام المذكورة. بعد هذا الإعلان، هدد وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل، بقطع المياه عن العاصمة الأردنية عمَّان، وقال في مقابلة مع القناة الأولى الإسرائيلية، إنَّ إسرائيل ستُقلِّص المياه التي تزود بها عمَّان من أربعة أيَّام إلى يومين في الأسبوع إذا أُلغي المُلحقين الخاصين بقريتيّ الباقورة والغمر، مُعتبرًا أنَّ الأردن يحتاج إسرائيل أكثر من حاجة إسرائيل للأردن، وطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإقناع ملك الأردن بالعدول عن قراره. إلا أنه في 10 نوفمبر 2019 أعلن جلالة الملك انتهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر وفرض السيادة الأردنية عليهما وقد تم ذلك والحمد لله رب العالمين.
 
فالشكر لله أولاً ومن ثم لجلالة الملك على نجاحه وتوفيق الله له في جهوده المتميزة ودبلوماسيته الفائقة في إقناع كل الأطراف المعنيين في معاهدة وادي عربة للسلام بضرورة إنهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الباقورة والغمر. وهذا يعتبر إنتصاراً للسياسة الأردنية على السياسة الإسرائيلية المسيطرة على كثيراً من القرارات السياسية في العالم. فنبارك لجلالة الملك وفريق عمله الوزاري الذي شارك في هذه المهمة ولحكومته الرشيدة وللشعب الأردني العزيز بعودة أراضي الباقورة والغمر لنـــــا وللسيادة الأردنية. وكلنا أمل أن يتم إستغلال هذه الأراضي إستغلالاً مجدياً يعود بالفوائد الجمَّةِ على الحكومة والوطن والشعب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد