العلاقات الأفقية والعمودية

mainThumb

02-02-2020 06:08 PM

تمر علاقة الانسان بمحيطه عندما يخرج من البيت إلى المدرسة او الروضة قبل ذلك بمنحنيات متعددة وتتفاوت مستوى هذه العلاقة بين المد والجزر والصعود والهبوط ببراءة الاطفال الذين يلتقون حكما في الصف الدراسي وخارجه احيانا وقد يكونوا سببا في علاقة مميزة بين الاسر التي ينتمون اليها، ومع مرور الوقت تبدا بعض هذه العلاقات بالترسخ وقد تستمر لفترة طويلة  إلى ان تتلاشى تدريجيا بعد التخرج من المدرسة والجامعة ولايخلو الامر من  استمرارها اذا التقوا في نفس التخصص او مجالات العمل، وقد تفنى هذه العلاقة كما قال شوقي في قصيدته  مصائر الايام  (إلى ان فنوا ثلة ثلة،، فناء السراب على السبسب) والاهم في هذه المراحل من حياة الانسان هي علاقة العمل والجيرة والغربة واصحاب الوفاء بحكم تكوينهم الشخصي وأحيانا الاعتقال اوالسجن السياسي تحديدا ، وتصنف هذه العلاقات بمستويين اثنيين لا ثالث لهما المستوى الافقي والذي يبدو لي انه الاكثر صمودا واستمرارا لانه مبني على الاختيار الصحيح والنقي والذي تتلاقي فيه الارواح المجندة بعيدا عن المصلحة الانية والنفاق، اما المستوى العمودي فقد لايعمر طويلا لانه بالاغلب تحكمه المصلحة والبراجماتية  والتي قد تزول بانتهاء  المصالح او فقدان المسؤول لمركزه او نفوذه والذي كان سببا في نشوء هذه العلاقة او تلك وهناك حالات استثنائية لافراد يحفظون الود والصداقة في المستوى العمودي ومثال ذلك العلاقة الازلية للطلبة باساتذتهم  وخاصة من اتصف منهم بالانسانية وحب المهنة والتي هي   رسالة الانبياء وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو رسول البشرية ومعلمها الاول، وهنا لابد من التذكير بقول الامام علي كرم الله وجهه · 

وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ
 
واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً
إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ
 
ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً
إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ
 
واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ يُعدي
كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
 
واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
 واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد