سوق الحلال

mainThumb

04-02-2020 08:18 PM

 تعتبر الاغنام والانعام  ثروة ومصدر رزق للكثيرمن الشعوب عبر  التاريخ لانها ارتبطت بحياة الانسان البدائية وكانت وسيلة للتبادل التجاري بين الشعوب واعتبرها القبائل العربية في فترات طويلة معيارا للغنى واطلق اسم الحلال على اعتبار انها حل للناس في البيع والشراء  واكل ما احل لهم شرعا في الديانات السماوية  ولاكرام الضيف واصبح لها اسواق خاصة بها بمسميات عدة سوق الجمعة او الاثنين واسواق الحلال واضيفت اليها الطيور وتطور الامر إلى الاسواق المفتوحة فيما بعد وخصصت لها اماكن خاصة خارج المدن والبلدات تجنبا للازدحام وللنفايات المرافقة لها واطلق على بعضها سوق الحرامية لانه تباع فيها بعض المسروقات التي يصعب ضبطها  واصبح لهذه الاسواق بعض القيادات التي تتمرس في عمليات البيع والشراء والسمسرة وخاصة في الحلال وخاصة الاغنام بشقيها (السمار بمعنى الماعز والبياض الخروف) وصنفت الماعز اكثر غدرا وتمردا على القطيع وحظيت الخيول والجمال وغيرها من حيوانات الركوب بمساحة واسعة في السوق، وتمثلت خبرات اهل السوق  في معرفة اعمارها ومعايير صحتها من خلال فتح افواهها وتعداد  اضراصها وانيابها(رامي اورامية حبة حبتين) والتربيت على ظهرها لمعرفة سلوكها وركوب بعضها في دورة حول السوق واصبح الخبراء في هذا المجال يتقاضون بدلا لخبراتهم التي اكتسبوها مع مرور الزمن والتعامل مع الحلال واصبحت التجارة  والتعامل في السوق بالكلمة والثقة بين الناس بعيدا عن الشيكات والكمبيالات لان الناس يحترمون ما يتفقون عليه  وقد يصبح منبوذا من يخرج عن الاعراف والتقاليد المتبعة في سوق الحلال الا انه في الاونة الاخيرة ظهرت طبقة من السماسرة مارست النصب والاحتيال على أصحاب الحلال الطيبين ووصلوا إلى قادة في السوق رغم ان  تصنيفهم من خلال خبراء السوق المخضرمين القدامى لا يحتاج إلى برهان فتح الافواه لمعرفة اعمارهم او نوع  الاعلاف التي يسرقوها وانما من خلال شربهم للكركادية والشاي والتعويذة المعلقة على صدورهم والمشي على الاقدام فقط والذي يعتبر اكبر البرهان  في الخروج  على اعراف وتقاليد سوق الحلال



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد