اذا بليتم فاستتروا

mainThumb

15-04-2020 04:28 PM

عندما يخطئ الإنسان او ينزلق إلى الخطايا ينتابه شعور يختلف من شخص لاخر فمنهم من يعتبرها مادة للعرض والتحدث والمجاهرة بها امام الجميع وكانها مصدر فخر واعتزاز، ومنهم من يشعر بالندم ويحاول ان لا يستعيد او يتذكر مثل هذه المواقف ولو بينه وبين نفسه ويكفر عنها بالتوبة والرجوع إلى الله .

وهنا يحضرني عندما يقضي بعض الأشخاص جل حياته سواء في الوظيفة او التجارة او الحياة الاجتماعية العادية وغيرها من انشطة الحياة العامة وسجله ليس من النظافة بمكان ان يسمح له باسداء النصيحة للاخرين وخاصة عندما يتحول من كان يتملق المسؤولين ومارس ظلم الناس ونهب الاموال والغش في المعاملة والتجارة وما إلى ذلك من السلوك الذي يتناقص مع الدين والقيم والعادات .

وعندما يخرج من المشهد بحكم الدرجة او العمر وقد يكون قد اخذ ما لا يستحقه من درجة او اموال وغيرها، وسجلات الذاكرة تختزن نماذج عديدة وصلت إلى درجات عليا وهناك في دائرته او وزارته من هو احق واقدر منه حتى من موظفي الفئة الثالثة والرابعة، وفجأة يتأبط شرا ويخرج علينا بالنصائح ويبيعنا وطنية ويشبعنا خطبا عن الشرف والنزاهة والعدالة، لان ذلك لا يكلفه سوى الجلوس خلف شاشة فضائية مغرضة او تتكسب من ذلك كاعلان او الكتابة على الهواتف الذكية وتجد الذباب الالكتروني يتغنى بامجاده .

ويذكرني هنا فيلم لحرامي طاردته الشرطة في محطة للقطارات واستغل الحضور المكثف للركاب للهروب، وبدأ يهتف للوطن وحمله الجمهور على الاكتاف كبطل قومي ومعارض شرس ، ولمثل هؤلاء يقال، اذا بليتم فاستتروا ، ومزيدا من الخجل لان الذاكرة الشعبية تستعيد ما اختزن بها من مواقف سابقة في لحظة ما  .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد