احترام التاريخ

mainThumb

12-05-2020 05:53 AM

بالامس كان يوم استثنائيا في التاريخ السوفييتي والذي روثته الدولة الروسية حيث لم يقام العرض العسكري في الساحة الحمراء بموسكو في ذكرى يوم النصر التاسع من مايو ايار 1945 واقتصر على عروض جوية لظروف انتشار وباء الكورونا, وهذه اول مرة لم تتم فيها المراسم بشكلها التقليدي منذ خمسة وسبعين عاما لانه منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا تقام عروض تقليدية عسكرية وكرنفالية في المدن والساحات والحدائق العامة في عموم الاتحاد السوفييتي ويخرج المحاربون القدماء ببدلاتهم العسكرية التي يحتفطون بها رغم موت معظمهم وبقي القليل منهم ويبحثون عن رفاقهم في الكتيبة او الفصيل والموقع، وقد تجد هذه الايام حفيدة محارب قديم تحمل قطعة من الورق المقوى تناشد من يعرف معلومة عن جدها الذي استشهد في حصار لينين غراد او ستالين جراد في مشاهد تشعر الاجيال بالفخر والاعتزاز بالتاريخ والابطال الذين قضوا في الدفاع عن اوطانهم وللعلم فقد الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية ربع سكانه ما يقارب تسعة وعشرين مليونا، ورغم انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي لا زالت المدن السوفيتية السابقة تحتفل وتنعش ذاكرتها بابطالها وتاريخها ولا زال تمثال ستالين واقفا رغم اختلاف المؤرخين حوله في مدخل تبليسي عاصمة جمهورية غروزيا (جورجيا) وفي المقابل في معظم بلداننا العربية يبدا التاريخ بمدير دائرة بسيطة حيث ينزع صور من كان قبله ويمزق الأرشيف وقد يحمله معه وباع بعض الخونه تاريخهم واثارهم بدراهم معدودة ، وفي بلدان أخرى حطمت تماثيل لرموز تاريخية سواء تختلف او تتفق معهم، وهذا ينسحب على الادارات في كل مواقعها في المؤسسات الرسمية والوزارات اضافة إلى الانقلابات على الاخوة (الإعداء) ، او في الموسسات الاهلية كالجمعيات والنوادي والنقابات وغيرها الا من رحم ربي فهل نحترم التاريخ حتى لو اختلفنا حوله؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد