العيد المفقود
قبل أن ياتي العيد بأسابيع، كان أهل الحي جميعا يمتلئون بهجة وحبوراً، في انتظار العيد الذي ينثر الفرحة.. يعطي كلَّ فرد فرحته الخاصة: الصبي والصبية الشاب والشابة، الرجال والنساء حتى الشيوخ الذين خبروا الدنيا وشبعوا من ملذاتها يُفرحهم العيد، ..مجرد كلمة عيد تجعل الفرحة ترفرف في المكان وتطبع قُبلَها السحرية على الخدود، فتتمايل القدود.
الحياة في المضارب والحقول ما هي إلا حاجات بسيطة، تَعظُم قيمتُها إذا جاءت بقالب من البهجة والسرور..
جاء العيد على مضارب تناثرت في تلعة وادعة بعد انتظار حالم، البساطة فيها تغلف كل شيء وفعل، بل تتسرب في الدماء وتصنع القلوب الطيبة والسلوكات البسيطة..
البساطة كانت تسكن دائما في الأطفال والنساء، فما أن يأتي العيد حتى تتعالى أصوات الأطفال بضحكات تملأ التلعة، وتصنع النساء نشوة الفرح طعاماً وحلويات بسيطة من البيئة، لا تكلفَ فيها ولا رياء وتكون لذيذة بشكل أسطوري، لأن من صنعتها نفوس أسطورية في نقائها وودها وحبها ممتلئة بالرضا والغنى..
الرجال لا يعبؤون كثيرا بفرحة العيد لأنهم لا يعيشون تفاصيل صناعتها، وغالبا ما تُقدَّم لهم بهجة العيد معجونةً بجهد النساء والأطفال، لذلك يجيء العيد ويذهب دون أن تفقد قلوبهم شيئا، ولا يحسون بفراغ بعد أن تغادر أعلام موسم العيد التلعة، وتختفي مظاهر الفرحة الجماعية، وتبهت الألوان، وتغيض ضحكات الأطفال، ويعود كلُّ بيت مشغولا بنفسه يصارع الوحدة، وتعود الأعباء مرة أخرى، فتشعر النساء حينها أن العيد خيمة ظللت عليهن ونَعِمنَ بالراحة والهناء تحتها ثم انكشفت عنهن وإذا بهن في العراء تحت الشمس...
من بؤس هذه الشعور النفسي، والنزق الذي يصيب النساء، تخرج الثورة على الواقع، وتنشأ عندهن فكرة مجنونة.. لا تستسلم للواقع، وتتمرد على الصمت والإذعان، تخرج ثورة نسائية، تبحث عن العيد! عن الفرح المفقود، عن ذلك الفتى الجميل ذي المواصفات الخيالية، عن الضحكة الروية التي تطفئ العطش الذي سببه الانهماك في الحياة.. تتحرك جوقة نساء الحي يبحثن عنه في كل المضارب، ويسألن كل الرجال والصبيان، وتدور الجوقة في الحي كسحابة حزن، متمردة على الوحدة والبؤس والروتين.. يغنين بصوت واحد:
"يا بنات العيد.. ماشفتن سعيد
جزمته حمرا.. وسرواله جديد."
تظل السحابة السوداء تدور على البيوت وتسأل بجدية صاخبة عن الفرح الراحل قبل أن يشبعن منه...
الرجال مشدوهون أمام هذه الثورة، التي لا ينفع معها القمع، ولا يمكن تجاهلها، يحاولون ثنيهن بالمزاح ووضع عراقيل بسيطة، لكن الثورة تمضي الى غايتها، تدخل كل البيوت حتى تنتزع من الرجال القبول بالفرح وإضافة وقت آخر للعيد، فيعمد الرجال الى تقديم ذبيحة للنساء لينهين طقسهن الحزين، مقرين بأن الفرح قيمة عظيمة، تسقي الأرواح ماء الحياة فتزهر شجرتها بالأفراح.. وأن الفرح تصنعه الأرواح العظيمة والنفوس المُحِبَة، وتظفر النساء بوقت إظافي ليودعن العيد، ولا ينجحن بمنع فقده، لأن النفوس هي التي تنمي الفرح في داخلها، والعيد يتفقده من قت لآخر ....
تعيين العميد رائد العساف مديراً لإدارة السير
أرسنال يسعى لتحقيق أول لقب في دوري الأبطال
اللواء الحنيطي يرعى افتتاح مؤتمر (C-UAS)
ميغان تحتفل بعيد ميلاد هاري بصورة من الماضي
OpenAI تطلق GPT-5-Codex بقدرات تفكير ديناميكية
الاحتلال يوسّع تفجيره لمباني مدينة غزة والشهداء بازدياد
دمشق تطلق متحفًا يوثّق ذاكرة السجون السورية
هل سنشهد تحول حقيقي من الادانة والشجب
لوكسمبورغ تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين
أبل تحذر: iOS 26 قد يؤثر مؤقتاً على بطارية آيفون
أمير دولة قطر يزور الأردن غداً
اجتماع أردني سوري أميركي بسوريا لبحث حل الأزمة بالسويداء
إنجاز 90% من مشروع تعبيد الطرق الزراعية بدير علا
تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين الشهر الحالي والقادم
أسرار حجز تذاكر طيران بأسعار مخفضة
عمل إربد تعلن عن وظائف وإجراء مقابلات بشركة اتصال
سعر الذهب عيار 21 في الأردن اليوم
الصفدي يلتقي وزير خارجية كرواتيا في عمّان اليوم
نصائح لقبول تأشيرة شنغن بدون عقبات
دراسة تكشف ديناميكيات الانقلابات العسكرية في إفريقيا
مرحلة جديدة تدشّنها إسرائيل… عنوانها العربدة
قيادات حماس التي استهدفتها إسرائيل في الدوحة .. أسماء
الصحة النيابية تطلع على الخدمات بمستشفيي الإيمان
العياصرة: التوسع الاستيطاني يعبر عن حالة التوحش في إسرائيل
جامعة اليرموك تحصد المركز الأول في مسابقة أكاديمية حكيم
اتفاقية بحثية بين البلقاء التطبيقية وماليزيا كلانتان .. صور