النقش في الذاكرة

mainThumb

19-07-2020 04:04 PM

من خلال خاطرة امس القريب والمعنونة بتعشيب الذاكرة جاءت ردود افعال رائعه وتوافقية، على ان الذاكرة تنتعش بالذكريات الجميلة، وتستعيدها، وتجددها وتحتفظ بها، والعكس تماما عند استعادة ذكريات غير سارة ، ومن منا لم يمر في حياته بتجارب ومواقف تركت اثرا طيبا في لقاء او حوار في ندوة او موتمر او سهرة بدعوة من صديق او سمع كلمة طيبة او نصيحة عابرة وتشجيع من مدرس او صديق وفي، ومن الصعوبة نسيان مثل هذه المواقف على بساطتها في حينها ولكنها عظيمة في حياتنا، وكلكم قرا رواية المرحوم باذنه تعالى المليادير السعودي الراجحي، وقصته مع مدرسه الفلسطيني الذي اعطاه ريالا عندما كان في الصفوف الأولى كجائزة له لاجابته على سوال في حصة مدرسية، وقد تكون مقصوده حتى لا يحرجه، واتاح له هذا الريال الذهاب في رحلة مدرسية وكان لا يملكه، وفي النهاية بحث عنه بعد سنين طويله ليكافئه وبقية القصة معروفة، وجميعنا عوملنا معاملة طيبة من موظف في دائرة رسمية وغيرها او حظينا باحترام على الحدود في الخروج والدخول من موظفين عموميين، او من رجل امن في الشارع قام بارشادنا وتسهيل مهمتنا، وكلنا نتذكر اساتذتنا الطيبين المنصفين الخلوقين في كل المراحل الدراسية، ولا ننسى من احسن الينا يوما ما او ساعدنا على الطريق العام في تشغيل السيارة المعطلة او اصلاح الدولاب (البنشر) ، وكم منا اخذ بنصيحة صديق وفي او استاذ مخلص في مهنته، وكانت سببا بالنجاح في حياتنا نحو الأفضل بعد التوفيق من رب العزة ، وقد ساعدنا العديد من المحبين والاوفياء عندما تقطعت بنا السبل في الغربة وفي الدراسة في الخارج ، والحديث يطول تبعا لمحطات عديدة في الحياة سواء في الدراسة والعمل والسفر والمرض وغير ذلك، وكل هذا مخزون في الذاكرة ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، والواجب الديني والخلاقي يفرض علينا ان لا ننسى العديد من الاشخاص الذين ساعدونا في كل محطات حياتنا ويجب ان نتذكرهم ، وندعو لاصحابها بالخير من القلب، واضعف الايمان ان لا ننساهم ، وكما يقال ليس بالضرورة رد الجميل ولكن اضعف الايمان عدم انكاره، وفي المقابل هناك ذكريات اليمة ينصح بتعشيبها حتى لا تلوث الذكريات الجميلة التي يجب ان تحفر في الذاكرة لاسترجاعها بين الفينة والأخرى، والدعوات الصالحة لاصحابها، وهنا يحضرني بيتين من الشعر، :
ولو أنني أوتيت كل بلاغة"" وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر
لماكنت بعد القول إلا مقصرا"" ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد