الالقاب المزيفة

mainThumb

30-08-2020 11:57 PM

عندما يصر الذين لديهم مشكلات نفسية واجتماعية ويمنحون انفسهم او يقبلون بالقاب ليست حقيقية، ولا يستطعون حملها لانها ثقيلة في وزنها ومتطلباتها المهنية والاخلاقية والاجتماعية، فاذا رضي بها صاحبها كلقب دكتور او شيخ او اي شيء من هذا القبيل بدون مؤهل علمي او اجتماعي يؤهله لذلك، فهذه قد تكون عقدة متاصلة في صاحبها، وقد يشتريها بالمال لتعويض نقص ما في شخصيته، وقد تكون مشكلة عائلية تخصه، كالغيرة او الحسد داخل الاسرة الصغيرة والكبيرة، ولكن كيف يكمن ان يقنع الاخرين بانه يحمل درجة الدكتوراة ولم يتغيب عن وظيفته او اهله اسبوعا واحدا، ولم يتمتع باجازة لمدة شهر واحد لغايات الدراسة وفجاة ينزل عليه اللقب ؟!.

وعلى من يقبل ان ينادوه الناس بذلك ان يبرز لنا الشهادة ومصدرها ومعادلتها وهل هي حقيقية ام فخرية بعشر دنانير،وخاصة ممن لا يعملون في الجامعات لان الجامعات العربية تطلب المعادلة حسب الاصول ومثل هؤلاء يتقدمون الصفوف ويتصدرون المجالس ويضعون يافطات (الدكتور فلان) على اسوار منازلهم تكاد تغطي الشارع .

وفي المقابل على الذين يعرفون حقيقة الامر ان لا يخاطبوهم باللقب المستعار لان في ذلك استهزاء بهم دون ان يشعرون، فطلبة الجامعة يخاطبون كل من يعمل في الجامعة بلقب دكتور مع الاحترام لكل المسميات والوظائف وبعضهم لديه من القدرات المهنية والاكاديمية قد تفوق من يحمل لقب الاستاذية، فمنهم من يطنش ويعجبه ويعيش الدور .

وبعضهم يوضح للاخرين الحقيقة، وهؤلاء يستحقون الاحترام لانهم يرفضون اللقب بدون وجه حق ، واخرون ينتحلونه وكثيرون يطلبونه زورا ، ولكن كما قيل "" حبال الكذب قصيرة ولو طالت،" وعلى من يشك في نفسه او يعتقد انه المقصود ولو بالحدس، اينما كان موقعه، ان يثبت عكس ذلك بابراز الشهادات موقعة حسب الاصول وليست مزورة ومكان الدراسة والجامعة ومدتها وكيفية الحصول على الرتبة .

ولا باس من عنوان الرسالة والمشرف عليها ، ومن المؤسف ان العديد يعرفون الكثير من مدعي الشهادات والرتب ألاكاديمية والمراكز الوهمية العالمية او المحلية، ويقدمونه في المحافل والمؤتمرات ويتصدرون الندوات والموتمرات ، وهذا لا يخرج عن اطارين، اما الجهل بالحقيقة وهذه مصيبة او الشراكة في النصب والاحتيال، وكلاهما معيب، وخاصة ان بعضهم مطلوب بقضايا تزوير في بلدان عدة ومنهم من تعدلت لهم تعرفة الساعات الجامعية وعدد نجوم الفندق الذي يقيم فيه بعد انكشاف امره، ومع هذا لا زالوا يكابرون ويصرون على مخاطبة الناس من على منصات التواصل بالدكتور او الشيخ، علما بانه في هذه الايام لا يخلو بيت من حملة الشهادات العليا فلم تعد ندرة او ميزة ، وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث، اذا لم تستح فاصنع ما شئت، وخاصة في بلاد الاغتراب او عند الدهماء او (الطرش) الذين يقبلون ذلك بالاتجاهين، رغم معرفتهم الحقيقة في معظم الاحيان، ولكنها الصفاقة من مدعي اللقب، وحياء او خجلا او نفاقا من الاخرين الذين يجاملوه ويمشون خلفه ، والله المستعان على المزورين والمنافقين ومن يؤيدهم ويخاطبهم باللقب الذي لا يستحقونه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد