اخلاقيات المهن

mainThumb

27-09-2020 04:49 PM

المنهة او الحرفة هي ضرورة مجتمعية لخدمة الناس ومصالحهم، والمهن وخاصة اليدوية منها كالحدادة والنجارة واعمال البناء والصيانة بكافة اشكالها قديمة قدم الانسانية وامتهنها الرسل والأنبياء، ويتوارثها الأبناء والاحفاد لمئات السنين، وتتراوح في مستوياتها بين من يجول في الأحياء لتصليح بوابير الكاز إلى مؤسسات كبيرة صناعية يعمل فيها العشرات من المهندسين والعمال والفنيين المهرة .

ومصطلح المنهة ينسحب على كل الاعمال المكتبية واليدوية والتعليمية ، لذلك سميت النقابات المهنية للطب والهندسة والصيدلة وغيرها ، ولكن في العقود الاخيرة تسلل إلى بعض المهن اليدوية من اخفق في الدراسة او لم تسعفه ظروف الحياة وتعلم منهة او حرفة لتصبح مصدر رزق له ولاسرته .

ولكن من خلال التجارب العديدة من الناس، تتفاوت النظرة اليهم من شخص لاخر فالكثير منهم يتقن عمله ويقدم خدماته بدقة واتقان وصدق ويدخل البيوت بادب ويخرج منها صامتا، ولا يبالغ في طلباته مقابل خدماته كما يقول المثل(بحق الله) ومثل هؤلاء يحترمهم ويرشحهم من يتعامل معهم للاصدقاء والمعارف دون تردد وتزداد الثقة بهم وترتفع اسهمهم وخاصة اذا كانوا صادقين في مواعيدهم وامناء في معاملاتهم، ومنهم من يسرقك ويخدعك في وضح النهار بدءا من الادوات التي يحضرها معه او يشتريها نيابة عنك، وقد يزور الفاتورة وبعضهم يشتري ادوات ومواد على حسابك لزبون اخر، ويبالغ في اجرته وخاصة اذا احسنت معاملته واحس انك ميسور الحال، ولا باس عند تجميع عدته في نهاية اليوم انه "يكوش ويلملم" ما جاء في طريقه او وقعت عليه عيناه في بيتك( مفك، زرادية، وصلة كهرباء، شاكوش، فردة كاوتشوك و ماخف وزنه) وهنا يكمن الفرق في التربية واحترام الذات والالتزام باخلاقيات المهنة، وهذا ينسحب على كل المهن وخاصة الطبية والتربوية منها وهي امانة في اعناق اصحابها، لان المريض يسلم نفسه للطبيب وقد يدفع حياته لخطا بسيط ، والطالب يرى في استاذه القدوة والنموذج لان خطا اواهمال المواسرجي او عدم التزامه باخلاق المهنة، يسهل اصلاحه وتجاوزه، ولكن عدم التزام المدرس في الجامعة باخلاق المهنة يدمر المجتمع والاجيال؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد