حقد فرنسا على الإسلام، الثورة الجزائرية نموذجا

حقد فرنسا على الإسلام، الثورة الجزائرية نموذجا

01-11-2020 03:38 PM

 هذا ملخص لبحث طويل كتبته عن الثورة الجزائرية التي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف مليون مواطن جزائري  . بريطانيا العظمى كانت الأسرع إلى تحرير مستعمراتها وتحاشت إلى حد كبير الصدام العسكري مع مستعمراتها ،لكن فرنسا أراقت دماء كثيرة واستنزفت خزانتها في معارك استثمارية خاسرة ،وتمسكت تمسك الغريق بذكريات امبراطورية أفل نجمها .
 
عندما احتلت فرنسا الجزائر عام ١٨٣٠م انضم على الفور اليهود في الجزائر إلى فرنسا وأسهموا بنهب المدينة وعرضوا خدماتهم على المحتل، حرق الجيش الفرنسي حقول الحصاد واعتدوا على النساء والمساجد ،كبار التجار الجزائريين تعاونوا مع الاحتلال لخدمة مصالحهم وطمعا بالسلطة. (محمد خير فارس، تاريخ الجزائر الحديث،ص١٩)، وقع الجنرال بيجو معاهدة تافنا عام ١٨٣٧م مع عبدالقادر الجزائري وكان للاختلاف في النصين العربي والفرنسي حول وادي خفرة ما أدى لتجدد القتال( نذكر هنا اختلاف النصين العربي والانجليزي للقرار ٢٤٢ عام ١٩٦٧) ،كانت هذه الاتفاقية رغم المكاسب التي حققها عبدالقادر الجزائري لكنها كانت كارثة على المقاومة الجزائرية، وأدت لاستفراد الفرنسيين بمقاومة الباي أحمد وقضت عليها ، ومقاومة باي أحمد كانت منافسة لمقاومة عبد القادر الجزائري(هذا يبين أثر تفرّق الصفوف) ،وهذا يذكرنا بأسلوب إسرائيل بالاستفراد بجبهة عربية واحدة وتثبيت باقي الجبهات . وبعد القضاء على مقاومة الباي أحمد تفرغ الفرنسيون لمقاومة عبدالقادر الجزائري. 
 
الجنرال الفرنسي بيجو (شركة سيارات بيجو تعود لعائلته وسميت باسمه) غيّر من سياسته في الحرب مع عبدالقادر وقال لجنوده" مهمتكم أن تمنعوهم أن يبذروا أو يحصدوا أو يرعوا مواشيهم،اذهبوا الآن واقطعوا الشجر ودمروا حقول القمح والشعير". وعملوا على إبادة قبائل بأكملها وخنقوهم بالدخان داخل الكهوف والمغاور في الجبال التي احتموا فيها من الجيش الفرنسي،ووضع بيجو جائزة لكل جندي يجلب رأس جزائري مقطوعا .(د.عميراوي احميده،من الملتقيات التاريخية الجزائرية، ص٧٢).
 
سجل الفرنسيون أعمال اللصوصية ببشاعة فقد" سرق الفرنسيون عظام موتى المسلمين من المقابر الإسلامية وأرسلوها مع عظام الحيوانات لمعامل تكرير السكر في مرسيليا" وهذا أحدث ضجة في فرنسا(بسام العسلي، المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي، ص١٣١-١٣٨)،اقترف الفرنسيون صورا من القتل والدمار والخراب ستبقى عارا على فرنسا للأبد ،يقول السفاح الكولونيل دومونتا تياك عام ١٨٥١م  " إن أكداس جثث أولئك الذين ماتوا في الليل من البرد كانت متراكمة متراصة كلها جثث من بني مناصر الذين أحرقت قراهم ومنازلهم " عام ١٨٣٤ ، ويقول" في الغد نزلت قرى حميدة فأحرقت كل شيء في طريقي، وكانت النيران المتأججة تنير الطريق لكتيبتي"، ويقول" اليوم في برنامجي إحراق ١٠ قرى" ويقول تركت ورائي ما يقارب مائتي قرية أصبحت كلها طمعا للنهب، لعبت بالبساتين يد الخراب، كما لعبت  المناشير بأشجار الزيتون"  وفي عام ١٨٣٣" أرغمنا أصحاب الأملاك التي انتزعناها منهم نزعا أن يؤدوا بأنفسهم مصاريف هدم منازلهم وحتى مصاريف هدم مسجد من مساجدهم" .(فرحات عباس منشورات حرب الجزائر وثورتها ليل الاستعمار ،ص٨٠-١٠١)، صادر الفرنسيون أراضي الجزائريين  الذين رفعوا السلاح ضد الفرنسيين وصادروا أراضي الحبوس( الأوقاف) ،كما تفعل إسرائيل الآن، ارتكب الفرنسيون مجازر رهيبة بحق السكان العزل ونبشوا القبور .
 
 حصل اليهود الحزائريين على الجنسية الفرنسية وتعالوا بها على الجزائريين ، ويظهر حقدهم على الإسلام والمسلمين فكانوا إذا سأل يهودي يهودي(لعنهم الله) كيف حالك يقول " على أحسن حال محمد يمسح حذائي وفاطمة تغسل أرض منزلي" واستولى اليهود على أراضي المسلمين بإقراضهم بالربا ، وتحرشوا بالمسلمين ، وقام اليهودي خليفة الياهو بالتبول على جدران الجامع الأخضر ، ولم يكترث للتحذير وأخذ يشتم الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ، وانضمت زوجته للشتم ، وأطلق اليهود النار على المسلمين (فرحات عباس،ص١٦٧) .
 
في مظاهرة سلمية عام ١٩١٩م أطلق محافظ مدينة سطيف الفرنسي النار على حامل العلم الجزائري،فانفجرت الجماهير وهاجمت الشرطة المدنيين وامتدت المظاهرات لمعظم المدن وقتل الفرنسيون ٤٥ ألف جزائري وأعدموا العشرات ، وكانت الجثث مبقورة أمعنت فيها أفواه الكلاب ، والتجمع المحزن للنسور على الجثث،و تم سحق قرى بكاملها ،وآكام وأكداس من الموتى (محمد الطيب العلوي ، مظاهر المقاومة الجزائرية، ص٢٠٥-٢٠٩، جوان جليبي ،ثورة الجزائر، ص٧٨-٧٩)، ويقول فرحات عباس تكالب لفيف الجنود الأجنبي العائدين من الحرب بعدما حرروا فرنسا من ألمانيا، والجنود السنغاليين والطابور المغربي ،على قرانا وبوادينا باعثين الذعر أمامهم كالوباء، فسبُوا النساء وأردفوا البنات وأزهقوا الأرواح وأهرقوا الدماء( فرحات عباس، ص١٨٧-١٩٥)،أثناء ثورة التحرير الجزائرية وصل عدد الجنود الفرنسيين بالجزائر إلى ٤٠٠ ألف جندي يحاربون ٤٢ ألف من الثوار(جان بول سارتر والثورة الجزائرية،ص٤٧ ،أحمد بن بله مذكرات أحمد بن بله، ص٩٦)،ساعدت بعض الدول العربية بإيصال السلاح للمقاومة ومنها الأردن ، وساعدت السعودية ومصر والمغرب.
 
عام ١٩٥٧ أقامت فرنسا خط موريس المكهرب بقوة ٥ ألاف فولت على طول الحدود التونسية الجزائرية (كما فعلت اسرائيل في فلسطين لاحقا) وخط مكهرب آخر على الحدود مع المغرب قتل نتيجته أكثر من ٦٠٠٠ جزائري ، ومارست فرنسا التعذيب بأسوأ الأعمال الوحشية منها غمس الوجه بالماء لنزع الاعترافات ،والتعليق عراة مربوطي الأيدي والأرجل للخلف وتوجيه اللكمات حتى يتأرجح فوق مسامير تجعل المسامير تنهش أعضاءهم التناسلية (جان بول سارتر، ص٨٢-٨٦،٩٩).عام ١٩٥٧ أرسلت فرنسا فرقة مظلية قامت بإجراءات قمعية في مدينة الجزائر ،تدفق على أثرها سيل من اللاجئين الى تونس حديثة العهد بالاستقلال.
 
في هذا البحث وجدت أن إسرائيل قد استفادت ٣٢ درسا من سياسة القمع الفرنسية في الجزائر،وأن إسرائيل رغم خبثها وحقدها كانت تلميذة للفرنسيين في الوحشية، وأن إسرائيل تقرأ التاريخ جيدا للاستفادة من دروسه وعبره والاستفادة منه للوقوف على وسائل وأساليب القمع الوحشي للفلسطينيين .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد