ضغوطات

mainThumb

03-11-2020 11:21 AM

باتت الكلمات ضغوطات، صعوبات، معيقات، تحديات، الامكانات محدودة، المطلوب اكبر بكثير من قدراتنا، شح الموارد المالية، الاوضاع صعبة جدا، سيولة شحيحة، السوق واقف، حتى المي غير كافية!!! الى غيرها من الكلمات والجمل التي اعتدنا على سماعها وحفرت مسارات في دماغنا نظرا لكثر تداولها وتكرارها على السنة الجميع، فلا يوجد لقاء مع اي شخص سواء اكان مسؤول او غير مسؤول الا ويكرر احدى تلك الكلمات او ما يشابهها وبكثرة!!!.
 
تلك العبارات ليست جديدة وليس ايضا مرهونة بزمن او حدث معين، فهي دائمة التكرار كالعبارة اللازمة في السمفونية الموسيقية وانعكست على حياتنا العامة والخاصة، ولكنها في الوقت الحالي نشطت وزاد استخدامها نظرا لتفشي وباء كورونا فاصبحت كورونا علّاقة لكل اخفاق وكأن الوضع قبل كورونا كان يرفع الراس وعال العال!!! والاوضاع الاقتصادية مزدهرة وبنمو مستمر، وحركة الاسواق اكثر من نشطة وما الى ذلك. 
 
الكل يعلم ان الوضع الاقتصادي السليم يؤثر ايجابا على باقي القطاعات بطريقة لا تقبل الشك، ولو القينا نظرة متفحصة على جميع القطاعات العاملة في الاردن نكشف ما يعاني منه كل قطاع، فمنها ما يزال يقاتل ويكافح من اجل البقاء ومنها ما يلفظ انفاسه الاخيرة ومنها اغلق ابوابه لتبدأ رحلة المعاناة والبطالة والافلاس وتسويات الديون وما الى ذلك، وليس كورونا وحدها السبب في ذلك، فقبل كورونا كانت الاوضاع في حالة سكون نتيجة لجملة من الاسباب من ابرزها السياسات الناظمة ولكن كورونا جاءت لتعطي الضربة القاضية للعديد من القطاعات وتخرجها من حلبة المنافسة. 
 
كل ذلك يؤدي الى المزيد من الضغوطات الشاملة والعامة والتي تنعكس على الزيادة الكبيرة في الضغوطات وتزيد من الشح في الموارد المالية وبالتالي تزيد الضغوطات في علاقة دائرية طردية مع مجموعة من المتغيرات الاخرى.
*حبير تخطيط استراتيجي وتميز
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد