أسباب تطوّر الرهاب المرضي .. الفوبيا

mainThumb

20-01-2021 10:45 AM

السوسنة - التّعريف الطّبيّ للرّهاب المرضي (الفوبيا) هو : خوف غير معقول يمكن أن يتسبّب في حدوث حالة من الفزع والذّعر ، وهو نوع شائع نسبيًّا من اضطراب القلق ، يمكن علاجه بالعلاج السّلوكيّ المعرفيّ ، في كثير من الحالات يثبت العلاج المضاد للاكتئاب فعاليّته خاصّة خلال المراحل المبكّرة من العلاج.
أسباب تطوّر الرّهاب : 
تقول ليزا فريتشر (أخصّائيّة الصّحّة العقليّة المجتمعيّة) : الخبراء ليسوا متأكدين تمامًا من سبب تطوّر الرّهاب ، ومع ذلك هناك العديد من النّظريات ويمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات مختلفة :
1. التّحليل النّفسيّ.
2. نظريّة التّعلم.
3. الأساس البيولوجيّ.
من غير المحتمل أن تكون هذه الفئات الثّلاث متنافية ، حيث أنّ هناك احتمالات أنّ تتفاعل أسباب متعدّدة لدى الأفراد لتسبب الرّهاب لهم. على سبيل المثال قد تكون الاختلافات البيولوجيّة في الدّماغ ناتجة عن تجربة أو شيء ما في بيئة ذلك الشّخص ، أو أنّ تجربة سلبيّة قد تؤدّي إلى استجابة مستفادة.
يشرح هذه النّظريات ومدى تعقيدها ولماذا تنبع من مجموعة من العوامل الدّكتور ستيفن جينز (أستاذ مساعد في الطّبّ النّفسيّ من جامعة هارفرد) :
التّحليل النّفسيّ :
سيغموند فرويد معروف شعبياً بأنّه أب علم النّفس الحديث ، كانت نظريّته البنيويّة الرّائدة تستند إلى حدّ كبير إلى ثلاث مراحل من الضّمير:
1. الهويّة الشّخصيّة.
2. الغرور.
3. الأنا العليا.
معرّف الهويّة هو الجزء الأكثر بدائيّة وغريزيّة للعقل ، وهو أساس هذه المشاعر البدائيّة مثل الخوف والقلق. والأنا العليا هي الضّمير العالي الأنانيّ ، وتضيف الأحكام القيميّة ومفهوم الذّنب ، والأنا هي الوسيط العقلانيّ بين الاثنين ، وجزء كبير من واجب الأنا هو السّيطرة على الهويّة الشّخصيّة.
وفقًا لهذه النّظريّة ، يستند الرّهاب على ردود فعل القلق من الهويّة التي تمّ قمعها من قبل الأنا ، وبعبارة أخرى فإنّ الكائن المخيف حاليًّا ليس هو الموضوع الأصليّ للخوف.
نظريّة التّعلم :
نظريّة التّعلم هي مجموعة شاملة من النّظريات التي تستند إلى مبادئ السّلوكية والنّظريّة المعرفيّة ، كان إيفان بافلوف رائداً في نظريّة التّعلم من خلال إظهار أنّ الكلاب يمكن تدريبها على اللّعق عندما يتمّ دق الجرس. ومنذ ذلك الحين ، بنى العديد من علماء الّنفس على عمل بافلوف لتطوير المزيد من النّظريات السّلوكيّة البشريّة.
وفقا لنظريّة التّعلم ، يتطور الرّهاب عند تعزيز استجابات الخوف أو معاقبة مرتكبيها ، كل من التّعزيز والعقاب يمكن أن تكون إيجابيّة أو سلبيّة.
التّعزيز الإيجابيّ هو تقديم شيء إيجابيّ مثل مكافأة الطّفل لابتعاده عن الألعاب الخطرة. أمّا العقاب الإيجابيّ هو تقديم شيء سلبيّ أو غير مرغوب فيه لمنع حدوث هذا السّلوك مرّة أخرى ، مثل وقوع الطّفل عن اللّعبة الخطرة.
الأساس البيولوجيّ :
ينصّ النّموذج الطّبيّ لعلم النّفس على أنّ الاضطرابات العقليّة سببها عوامل نفسيّة ، تركّز هذه النّظرية على علم النّفس العصبيّ ، وهو فرع من علم النّفس مكرّس لدراسة بنية الدّماغ ووظائفه.
وقد حدّد علماء النّفس العصبي بعض العوامل الوراثيّة التي قد تلعب دورًا في تطوّر الرّهاب ، على الرّغم من أنّ البحث لا يزال في مراحله المبكرة ، فمن المعروف أنّ بعض الأدوية التي تؤثر على كيمياء الدّماغ مفيدة في علاج الرّهاب ، تهدف معظم هذه العلاجات إلى المساعدة في تخفيف القلق عن طريق زيادة السّيروتونين وهي مادّة كيميائيّة تنتج في الدّماغ.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد