هِجْرَةُ مُحَمَدٌ ﷺ مِنْ مَكَّة لِلمَدِيْنَة مِنْ 1 مُحَرَّم إلى 11 مُحَرَّم لِلْعَامِ 1هـ.

mainThumb

10-08-2021 12:26 PM

أ. د. بـــلال أنس أبوالهــدى خماش، كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك.

جلسنا بهدوء في هذه الأيام من صيف 1443هـ نتخيل كيف كانت دار السيدة خديجة بنت خويلد زوج الرسول في مكة المكرَّمة وكيف كانت الطريق منها إلى المحطة النهائية منطقة قباء في المدينة المنورة. في هذه الرحلة التي أمر بها ربُّ هذا الكون رسوله أن يقوم بها قبل 1443هـ سنة هجرية في 1 محرم 1هـ الموافق 662م، حيث كان أهله وأقاربهم وعشائر قريش يمكرون به ويريدون قتله وقد إختار أبو بكر الصديق ليكون رفيقه في هذه الرحلة. خرج النبي ﷺ ومن معه أبو بكر الصديق ودليلهما في الركب وكانت محطتهم الأولى غار ثور حيث إختبأ فيه هو وابو بكر الصديق رضي الله عنه وكان طول الطريق يبلغ 380 كم وإستغرقت هذه الرحلة أحد عشر يوماً حيث وصل محطته النهائية المدينة المنوره في 11 ربيع أول للسنة الأولى الهجرية. يستوجب علينا في هذه المناسبة أن نتذكر ونُذَّكِر في بعض الأحداث الرئيسية خلال محطات الهجرة من بدايتها وإلى نهايتها: نوم إبن عم الرسول ﷺ علي إبن ابو طالب في فراشه بعد أن أعطاه الأمان بأنه سوف لا يلحق به أي ضرر، مروره في الحزوره بسوق مكة حيث وقف وقال ﷺ مقولته الشهيرة: واَلله إنكِ لخيرُ أرضِ اللهِ، وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنَّ أهلكِ أخرجونيْ منكِ ما خرجْت. ثم إلى دار ابو بكر والتي تبعد عن الكعبة 309 متراً ومنها إلى غار ثور في جبل الثور الذي يبعد 5500 متراً شرق جنوب الكعبة وعلى إرتفاع 748 متراً عن سطح البحر، حيث مكثا فيه ثلاثة أيام (وقصة العنكبوت وبيض الحمامة على باب الغار). وفيما يلي مخطط رحلة هجرة خير الخلق بمحطاتها المختلفة وفق ما جاء في كتب السيرة حيث لم يكن هناك موجود مكاتب للرحلات والسفر ولا أنظمه حاسوبية تحجز هذه الرحلة بهذه الدقة وبمحطاتها العديدة والوعرة المسالك ولم يتوفر في ذلك الزمان الفنادق السياحية للمبيت مع توفر الوجبات.

وكان مخطط سير رحلة أفضل الخلق محمد بن عبد الله ﷺ كالتالي: غار ثور، كراع الغميم (مبيت ليلة واحدة)، مروراً بروضة أم الهشيم (جنوب وادي فاطمة ديار قبيلة خزاعة) بين جبال بشيمات علي اليمين وجبال أبو عظام على اليسار، الجحفة (مبيت)، عسفان (نزلت فيها آية صلاة الخوف)، حرة نقرى ووادي عويجاء، جبل جمدان أسفل أمج، حرة البكاوية أو الخليصة. ومن الخليصة إلى خيمة أم معبد الخزاعية (رواية الشاه العجفاء ومسح النبي على درعيها وكيف أعاد لها الصحة ودرت اللبن بغزارة وشرب ومن معه وملأ الإناء لأم معبد وودعها، وكم كانت أم معبد دقيقة في وصف صفات النبي ﷺ لزوجها عندما عاد من الرعي وإستغرب من حال الشاه وتوفر اللبن). ومن ثم إلى وادي قديد وحرة المشلل، وادي كلية (عندما لحق سراقة بن مالك بالنبي ﷺ ومن معه في هذا المكان وكان يريد قتل النبي مقابل جائزة مائة ناقة وكيف غارت قوائم فرسه وأطلقها النبي ليعود سراقة من حيث أتى ووعده خطيا بسواري كسرى وقد حصل عليهما بالفعل على زمن الخليقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه). ومن ثم إلى الجحفة، وادي لقف (مبيت). ومن ثم غدير خم وماء أحياء، ريع أبو دويمة وريع الحُميَّا، مقرح الرِّجلين ووادي الحامضة، تلعة أم الحَب وحرّة القصيبة، وادي الفرع وجبل المليساء، مدلجة لقف ووادي مجاح، مرجح مجاح ومرجح ذوي العصوين، بطن ريع ومدلجة تعهن، الغثريانة ووادي القاحة، وادي العرج (مبيت)، ومن ثم جبل ركوبة وجبل مشروان (المبيت في وادي ريم، وفي هذا الوادي أدرك أبو معبد النبي ودخل في الإسلام). ومن ثم إلى جبل ورقان ووادي الخاطر، الجثجاثة (مبيت)، منزل أبي أيوب الأنصاري في المدينة، حمراء الأسد، قباء (المحطة النهائية لركب النبي وقد أقام النبي فيها أربعة ليالي وبنى فيها أول مسجد بالإسلام المعروف الآن بمسجد قباء حيث ناخت ناقته). وبعد ذلك غادرها الى ديار بني النجار (أخوال النبي ﷺ ) موقع المسجد النبوي في المدينة المنورة حاليا وقد نزل الرسول ﷺ ضيفاً في دار أبي أيوب الأنصاري لمدة ستة أشهر ثم إنتقل إلى منزله الذي بناه شرقي المسجد النبوي الشريف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد