الحريات العامة وحكومات من خارج التاريخ

mainThumb

14-09-2021 09:01 PM

لو ناديت ميتا لأسمعته  ولكن لا حياة لمن تنادي ، هذا القول ينطبق على كل حكومات الدوار الرابع منذ إبرام اتفاقية وادي عربه حتى اليوم.
لذلك الحوار والكتابة والنقد من أي باب نسمعه بما في ذلك المسرح وغيره لم يعد يجدي نفعاً .
من يشاهد بعض نجوم المسرح ونقدهم يعلم أن الأمر مجرد ترفيه وتنفيس لا أقصد اتهام نجوم المسرح في وطننا فهم فوق الشبهات ولكن تلك الحكومات التي تعلم أن سياستها لا احد يستطيع قبولها ،لذلك تسمح بالتنفيس عن الناس وليس الحريات  .
لا أعلم عن ماذا سنكتب وكل شيء في وطننا يحتاج إلى إصلاح ومراجعات ، هل نكتب عن تكميم الأفواه بطرق عجزت عنها الشياطين منها ما يسمى بالجرائم الالكترونية ، القانون الفريد في العالم وليس آخرها رفع رسوم الترخيص السنوي للمواقع الالكترونية وتجديد الاشتراك ليصبح من خمسين دينارا إلى خمسمائة دينار ، أي النسبة تزيد عن 900% ، فماذا يعني ذلك غير تكميم الأفواه وإخراس الأقلام أو نكتب عن رفع الأسعار التي أصبحت أشبه بالمسلسل الأمريكي الممل الجريء والحسناء أو نكتب عن رفع أسعار المحروقات ليجني لص النفط المستفيد أرباحه ، وتم تنزيل أسعارها بنسبة الفلسات أو نكتب عن الفوضى الخلاقة وما نراه من تجاوزات لم نكن نتوقعها ولا حتى في أسوأ الكوابيس أو نكتب عن المعاهدة مع الاستعمار الأمريكي الجديد الذي أعطى لكل أمريكي في الأردن أن يكون دولة داخل ما تبقى من دولتنا أو نكتب عن شركات الكهرباء والمياه الأخيرة قبل شهر ونيف وصلتني شخصيا فاتورة بقيمة مضاعفه لأكثر من 3 مرات عن السابق ، وعندما راجعت طلبت الشركة مقابل الاعتراض دفع ثلث القيمة ، وقد كان ، علما أن الثلث الذي دفعته لم أكن استهلكه إطلاقا ، فماذا يعني ذلك غير سرقة جيوبنا من الشركات العابرة والحكومات شريكه .
شركتا الكهرباء والمياه أصبحتا دولة داخل الدولة وخاصة مع التعرفة الجديدة للكهرباء التي ستكون  مصائب اقتصادية تضاف إلى المواطن المنكوب .
هي شركات فرنسية لكن أين الوطن ومصلحة المواطن الأردني بذلك ، أو نكتب عن ما يسمى بمجلس النواب الذي صادق على مادة تعتبر كل من تعاطي أو أدخل أو جلب أو هرب أو زرع أو صدر أو اشترى أي من المواد المخدرة للمرة الأولى سابقة غير جرمية  .
هذا القرار حماية لمن يسموا أنفسهم بالكبار من الحرامية والحشاشين وليس للمواطن العادي المسحوق ، وهذا سيفتح الباب على مصراعيه  للأسوأ القادم ... والله يستر .
كل شيء في وطننا للأسف في الاتجاه المعاكس لحركة التاريخ .
مأساة وطننا مع صلعان اليوم من المسئولين  المستوردين ( الذين لا علاقة لهم بالوطن والمواطن )  جعلتنا نترحم على أسوأ الحكومات العرفية السابقة ، وهي السياسة التي أوصلت الوطن لما هو عليه اليوم من مديونية فوق الطاقة وفقر وبطالة  وظلم وقهر أمني ، للأسف كل تلك الجرائم باسم الوطن فماذا بعد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد