الأنساب والعبث التاريخي بفلسطين

mainThumb

12-11-2021 09:53 AM

 حينما تكتب عن مذبحة الدوايمة وتقول بأن أصلنا من المغرب وهؤلاء من مصر أو تونس...إلخ وتحاول تعزيز الأساطير غير المثبتة لغايات روحانية؛
فهذا يؤكد ما ذهبت إليه جامعة حيفا الإسرائيلية أثناء مفاوضات أوسلو عندما جمعت مئات الكتب التي ألفها أصحاب القرى الفلسطينية مؤكدين فيها أصولهم غير المتجذرة في فلسطين، ما يعني بأن الإسرائيليين- وقد خسئوا-  قد حرروا ما يدعون بأنها أرض الميعاد "إسرائيل" من الاحتلال الفلسطيني، أي يرجمون الضحية بحجر هي جالبته بنفسها مقدمة للجاني أداة الذبح، لا بل بدأ الصهاينة بكل ذكاء، يتناغمون مع مخرجات الأبحاث التي أحرجت موقفهم التاريخي، في الأكاديميات العالمية التي نفت الرواية الصهيونية من خلال الحفريات التي أثبتت كنعانية الأرض، قائلين وفق رواية المؤرخين الجدد بأن الكنعانيين هم الوثنيون الذين تَهَوَّدوا فصاروا يشكلون الزخم اليهودي وهكذا يخرج الفلسطينيون من السياق التاريخي بجهود بعضنا "للأسف الشديد".  فكيف يُجمع النقيضان في نص واحد سواء كان كتاباً أو مقال!! أرجو من المعنيين بالقضية الفلسطينية التركيز على المذبحة وتفاصيلها والتنقيب عن كل جديد فيها.. فالذاكرة مكتنزة بكل ما يعزز الرواية الفلسطينية، ولا تشرذموا الوعي الفلسطيني بقضايا خلافية وأساطير غير مثبتة فيصير حالنا كحال العرب المتشظي جهوياً وطائفياً.. فيقال هذا شيعي وذاك سني! هذا مسلم وذاك مسيحي.. مضحك مبكي!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد