التهاب الزايدة والعلاج بالضرب والشلاليط

mainThumb

10-05-2022 04:53 PM

في عام ٢٠٠٤ كنت أعمل في الأبجدية من جراحة أبقراط وصحبه ،  بمستشفى فرعي في لواء قد أصاب ديوان الخدمة المدنية التخمة من شهادات أبنائه ورجائهم  .
 
جاءني شاب وقد ابتدأ خطواته بعمر الشقاء السرمدي  ،  فهو  من بلاد لا تجد ما تباهي به سوى عمارة بنك الإسكان وقد أطلت من شرفاتها نباتات تسقى بماء المكيفات .
 
فحصته وأدخلته لجراحة طارئة في زائدة دودية قد وجدت طريقها الى أحشاء البائسين  ، وقد جمعوا كل مآثر الفقر  والبطالة  وعنوسة الفتية بعد أن عزّ  في البيت الرغيف .
 
عاينه طبيب التخدير  ،  فوجد صدره صامتا كصمت الحزن فوق أضرحة المقابر ، فقد أخفى المريض  عنا ربو  قصباته وانقطاعه عن الدواء منذ أشهر ، ليشير علينا التخدير بتحويله الى مستشفى يتوفر فيه أختصاص الأمراض الصدرية ، بعد جهد في الإقناع وعرق صبيب .
 
وما أن علم والد المريض بنبأ تحويله ، حتى ذهب متأبطا غضبا  قد تأجج في المقل  ،  وكأنه نمر  وقد أدرك فريسة في يوم زمهرير  بعد طول الصيام ، وما هي الا دقائق حتى انهال بالضرب على إبنه قائلا :  من وين جبتلنا هالزايده ، أي هو ناقصنا هسع هم ومصاريف وأجارات رايح وجاي عالمستشفيات ؟!!!!!
 
هرع التمريض ليبعدوا  الوالد عن ولده ، بعد أن  شارك في مراسم الإبعاد  عليل بخرطوم يتدلى من أنفه  ، بعد  أن أدركت أمعاؤه  وعورة الطريق فانسدت .
 
كان الشاب يئن من ألم الأحشاء وكسر في الخاطر  ليس كسابق العهد في  (  الشتر  ) والخيبات ، فقد تركت الأصابع بصماتها على خده الذي تورد من تزاحم الراحات .
 
قلب أبيه ليس صخرا ،  رغم قسوة الخطب  وسوء التدبير في حضرة القدر ، ولكنه مثل مدينة صحراوية ، تعذب عشاقها  بالعوز  والضجر .
 
طابت أوقاتكم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد