السعودية وأميركا: شراكة جديدة تحت الاختبار
ساعات معدودة استغرقتها زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، لكن الإعداد لها استهلك شهوراً من النقاش والاتصالات لتجاوز الفتور والتشنّجات. ففي إعادة تصويب العلاقة الأميركية - السعودية، كما بدت في البيان المشترك وكما شهدت قمم جدّة، كان الجديد نوعية الاتفاقات الثنائية الموقّعة، إذ جاءت منسجمة مع طموحات السعودية في مجالات الطاقة والتنمية والتكنولوجيا، ومع رؤيتها المستقبلية الى دورها وفاعليتها في الداخل كما في الخارج. هذه الاتفاقات أظهرت للجانب الأميركي أنه إزاء شريك إقليمي أعاد تعريف أهدافه وتحديدها ولم تعد أميركا أفقه الوحيد، بل إنه يتحوّل ويبحث عن مصالحه في أي مكان، ولا بدّ من التعامل معه على هذا الأساس، بل لا بدّ من بلورة سياسة أميركية، بعقلية جديدة، كي تستقيم العلاقة وتُستدام، ليس مع السعودية فحسب، وإنما أيضاً مع ريادتها لمجموعة الدول العربية المعتدلة والوسطية في مقاربتها للعالم وللأفكار.
اعتاد الرؤساء الأميركيون أن يبدوا مآخذهم على الآخرين وأن يدعوا الى الامتثال للقيم الأميركية، لكن لم يسبق لأيٍ منهم أن سمع من يقول له إن هناك قيماً أخرى يجب احترامها، وإن أميركا نفسها ترتكب أيضاً أخطاء في مجال حقوق الإنسان، كما لم يسبق أن وُوجه بفضائح التعذيب في سجن أبو غريب العراقي ولا بالتغطية الأميركية على جريمة اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة برصاصة قنص إسرائيلية. ولعل تباين القيم تمثّل في ما سمعه الرئيس جو بايدن مباشرةً من مختلف القادة العرب عن قضية الشعب الفلسطيني، ومطالبتهم إياه بالعمل لتحقيق "حل الدولتين"، قد يكون لَفَته الى نقص فادح في ما سمّي "إعلان القدس" (الأميركي - الإسرائيلي) الذي اعتمد نصه على المبدأ التوراتي القديم "تيكُون أولام" الذي يعني "تغيير العالم" أو "إصلاحه"، لكن الطرفين المناديين به - من منطلق صهيوني أيديولوجي - لم يتمكنا من طرح فكرة واحدة لإنهاء الظلم التاريخي الحاصل على أرض فلسطين، بفعل الاحتلال الإسرائيلي، أو حتى لمراعاة "حقوق الإنسان" العزيزة على الرئيس بايدن.
لم تتصدّر مسألة "إدماج إسرائيل في المنطقة" محادثات بايدن في السعودية، كما افترض الإسرائيليون وروّجوا، فلا الزائر ركّز عليها ولا أحد ممن جلسوا معه في القمة تبرع بالترحيب بها أو رفضها بالمطلق. بل جرى التذكير بأن هناك "مبادرة سلام عربية" لا تزال على الطاولة بنصّها وروحها، وكانت هذه المبادرة إقراراً مكرراً بأن الحرب انتهت بين العرب وإسرائيل، لكن الأخيرة لم تردّ بمبادرة مماثلة ولا بأي خطوة سلام تجاه الفلسطينيين. ولعل أهم ما سمعه الرئيس الأميركي، بلسان أكثر من زعيم عربي، أن مشاريع "الشراكة الإقليمية" لن تشقّ طريقها ما لم تتغيّر العقلية المعنية بالملف الفلسطيني، إذ إن الممارسات الأميركية والإسرائيلية لا تنفكّ تقدّم "الهدايا" الى إيران التي وضعت يدها على هذا الملف وراكمت قدرات كثيرة للتلاعب به.
قد يكون إبراز المسألة الفلسطينية فاجأ الجانب الأميركي، لكنه بدا منطقياً لأن بايدن جاء الى جدة من إسرائيل التي زارها ليبرّر زيارته للسعودية، كما يُفهم مما كتبه في "الواشنطن بوست"، لكن الجميع يعلم في واشنطن ومختلف العواصم أن السعودية كانت وجهته الحقيقية ليس فقط لأن إدارته أدركت أخطاء سياستها تجاه دولة ارتبطت بصداقة مع أميركا منذ ثمانية عقود، بل أيضاً لأن حرب أوكرانيا عصفت بخرائط الأمن والطاقة والغذاء وبكل التوازنات في العالم وتستطيع السعودية (وليس إسرائيل) أن تكون عنصر توازن استراتيجي في أكثر من مجال، لكن شرط احترام أمنها واستقرارها والتعامل معها بما تمثّله اقليمياً ودولياً.
كان واضحاً في البيان المشترك التزام الولايات المتحدة "القوي والدائم" دعم أمن السعودية، لكن أيضاً "تسهيل حصولها على كل الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية". سبق أن أُغدق كلام الالتزامات الدفاعية في مناسبات كثيرة ولم تكتفِ به الرياض، إلا أنه يأتي هذه المرّة في ظروف مختلفة وفي سياق يمسّ المصالح الأميركية مباشرة. في المقابل لم يعد الشأن الأمني توفير "حماية أميركية" وانما عدم حجب "الإمكانات اللازمة" لتتكفّل السعودية ودول المنطقة الدفاع عن نفسها، إذ إنها لا تملك خططاً عدوانية ضد أي دولة أخرى. وبهذا المفهوم صيغ الموقف المشترك من عدوانية إيران و"ضرورة ردع تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول، ودعمها للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وجهودها لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها"، وبالتأكيد منعها من الحصول على سلاح نووي. أما الجانب الأهم في الالتزامات الأميركية – السعودية فيكمن في تفعيل قوة المهمات البحرية المشتركة سواء لتأمين حرية الحركة التجارية وردع التهريب غير الشرعي الى اليمن أم لتعزيز الأمن الملاحي المشترك. أي أن أميركا باتت مستعدة لاعتبار شعار "إيران شرطي الخليج" شيئاً من التاريخ.
يعتبر مراقبون ومحللون أميركيون أن الرئيس بايدن لم يحصل على ما يريده في ملف الطاقة، لكن تقويمهم متأثّر بالسياسات القديمة حين كانت أميركا تفرض مصالحها على حساب الدول المنتجة. الواقع أن السعودية والإمارات وغيرهما لا تتعامل مع حاجة أسواق النفط بمنحى ابتزازي أو بانحياز الى روسيا، بل إنها تتصرّف بمسؤولية إزاء "أمن الطاقة" العالمي، وهو ما سيتؤكّده في الأسابيع المقبلة، وطالما أن هناك تعاوناً فإن الجانب الأميركي لم يجد ضرورة لممارسة ضغوط. ثم أنه لمس أيضاً تلك "المسؤولية" بالنسبة الى الأمن الغذائي مع اعتزام "مجموعة التنسيق العربية" إضافة عشرة مليارات الى المليار دولار الذي قدّمه بايدن "لتلبية حاجات الأمن الغذائي الملحة على المديين القريب والبعيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
المجلس الأوروبي: حجم الكارثة الإنسانية في غزة صادم
فتح طريق رأس النقب بعد تحسينات مرورية جديدة
وزير الطاقة يؤكد أهمية التعدين في الأردن
وزارة الاقتصاد الرقمي: الجواز الإلكتروني أصبح متاحا الآن
بدء تنفيذ المرحلة الثالثة لطريق إربد الدائري
الملك يزور مدرسة الزرقاء المهنية العريقة
أبرز ما جاء في كلمة أردوغان في قمة شنغهاي
رفع نسب البناء يعزز الاستثمار الصناعي الأردني
ترامب: الهند خفضت الرسوم ولكن متأخراً
إصدار جدول مباريات الدور التمهيدي لبطولة كأس الأردن
أوضاع صحية مأساوية للأسيرين أبو صفية وظاهر
بلدية إربد توضح مسؤولية الشواخص المرورية
دعوة لمواطنين بتسديد مستحقات مالية مترتبة عليهم
آلاف الأردنيين مدعوون للامتحان التنافسي .. أسماء
مثول عدد من الأشخاص بينهم النائب اربيحات أمام مدعي عام عمان
تفاصيل مقتل النائب السابق أبو سويلم ونجله
وظائف حكومية شاغرة ودعوة للامتحان التنافسي
أول رد من البيت الأبيض على أنباء وفاة ترامب
تنقلات في وزارة الصحة .. أسماء
عمّان: انفجار يتسبب بانهيار أجزاء من منزل وتضرر مركبات .. بيان أمني
رسمياً .. قبول 38131 طالباً وطالبة بالجامعات الرسمية
النواب يبحثون إنهاء عقود شراء الخدمات الحكومية
الأردن يبدأ تطبيق الطرق المدفوعة نهاية 2025
قبل صدور نتائج التوجيهي اليوم .. تعرّف على كيفية حساب المعدل
مقتل نائب سابق ونجله في مشاجرة شمال عمّان