بريطانيا تعتذر لإعدام صومالي .. بعد 70 عاماً

mainThumb

05-09-2022 03:08 PM

السوسنة - بعد 70 عاماً من إعدامه، اعتذرت الشرطة البريطانية من أسرة رجل صومالي بريطاني، أدين خطأً بارتكاب جريمة قتل.

وفي عام 1952 أعدم محمود ماتان، وهو بحار سابق، لإدانته بجريمة قتل امرأة تدعى ليلي فولبرت، في متجرها في كارديف بمقاطعة ويلز، جنوبي المملكة المتحدة.

كانت إدانته أول إحالة يتم إلغاؤها من قبل لجنة مراجعة القضايا الجنائية، في محكمة الاستئناف عام 1998.

واعترفت شرطة جنوب ويلز بأن المحاكمة كانت "مخزية".

"انطوت تلك القضية على الكثير من التحيز والعنصرية والتحامل وقتذاك من قبل كافة أطراف المجتمع، بما في ذلك نظام العدالة الجنائية" صرّح رئيس الشرطة جيريمي فوغان.

وأضاف: "ليس هناك شك في أن محمود ماتان كان ضحية خطأ قضائي نتيجة محاكمة مخزية، كان من الواضح أن الشرطة جزء منها".

وأردف: "من الصائب والمناسب أن يتم تقديم اعتذار نيابة عن الشرطة عن الخطأ الذي ارتكب في هذه القضية بحق الرجل قبل 70 عاماً، وعن المعاناة الشاقة لأسرته ولجميع المتضررين من هذه المأساة منذ عقود من الزمان".

زوجة ماتان، لورا، وأبناؤهما الثلاث، ديفيد وعمر وميرفين، قاموا بحملة لمدة 46 عاماً لتبرئة اسم والدهم من وصمة القتل.

وقالت الحفيدة تانيا ماتان: "لقد فات الأوان بالنسبة للأشخاص المتضررين بشكل مباشر لأنهم لم يعودوا موجودين في الحياة، ولم نسمع عبارة -نحن آسفون- حتى الآن".

في عام 2001، تلقت عائلة ماتان تعويضاً مالياً من وزارة الداخلية، دون تلقي أي اعتذار من الشرطة حتى الآن.

حول الضحية...



محققون من شرطة كارديف، قاموا بالتحقيق في القتل الوحشي للسيدة ليلي فولبرت داخل متجرها الذي كانت تمتلكه في منطقة مرافئ السفن.

ذُبحت سيدة الأعمال التي كانت معروفة حينها ولم تكن تتجاوز الـ 41 من العمر، بينما كانت والدتها وشقيقتها وابنة شقيقتها في الغرفة المجاورة للعقار في منطقة "تايغر بي" القديمة في كارديف.

ودون دليل ضد ماتان، ألقت الشرطة القبض عليه في غضون ساعات من قتل المرأة، وأدين بجريمة القتل من قبل هيئة محلفين جميعهم كانوا من البيض.

ازداد الشعور بالتحيز تجاه ماتان، الذي لم يكن يجيد التحدث بالإنجليزية، خلال محاكمته التي استمرت ثلاثة أيام في سوانزي عندما وصفه محامي الدفاع بأنه "متوحش وغير متحضر".

إعدام سريع...



أُعدم محمود ماتان الذي كان يبلغ من العمر 28 عاماً، على يد الجلاد الشهير ألبرت بييربوينت في مشنقة سجن كارديف، بعد ستة أشهر على جريمة القتل، في الثالث من سبتمبر/أيلول 1952.

عندما زارته في السجن، علمت زوجته لورا بأمر إعدامه، لتكتشف أنه شُنق على بعد مئات الأمتار فقط من منزلهم في شارع ديفيس، ووجدت إشعاراً بوفاته كان مثبتاً على باب السجن.

وقالت تانيا ماتان، ابنة عمر: "أعتقد أنه كافح طوال حياته، أعلم أنه كان يشعر بغضب شديد لما حدث".

نهايات حزينة...



عُثر على عمر ميتاً على شاطئ اسكتلندي نائي في عام 2003 ، عن عمر يناهز 53 عاماً، وعُثر بجانب جثته على نصف زجاجة ويسكي.

قال فوغان: "ما زلنا إلى يومنا هذا، نعمل كل ما بوسعنا لضمان القضاء على العنصرية والتحيز الموجودين في المجتمع والشرطة".

"كانت تحقيقات الشرطة مختلفة تماماً في ذلك الوقت وبعيدة عن معايير التحقيق الممتازة في يومنا هذا.

"وحتى عند التفكير في قضية حدثت قبل 70 عاماً، لا ننسى أولئك الذين تأثروا من سوء تطبيق العدالة ولا نقلل من تأثير ذلك على الأفراد".

يقول الأقارب إن المعركة التي استمرت 46 عاماً لتبرئة اسم ماتان؛ آخر رجل بريء أعدم في ويلز، "أثرت" على أسرته سلباً، وما زالت.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد