من أين يستقي شبابنا معرفتهم الدينية؟
طبعاً لا شك في أن التحولات التي شهدها النظام الاجتماعي بفعل الحداثة ومؤشرات التحضر، قد طالت آلياً مؤسسات التنشئة الاجتماعية المتمثلة في الأسرة والمدرسة ومختلف الأطر التي تقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية، الأمر الذي جعل الفرد يصبح الجوهر الاجتماعي في البناء السوسيولوجي بعد أن كان كل اهتمام علم الاجتماع مركّزاً على الأبنية الاجتماعية والاجتماعي الكلّياني. بل إن بعض علماء الاجتماع يرون أن حركة الاستقلالية الفردية هي فعلاً خميرة لانحلال البناء الاجتماعي التقليدي وأن مفهوم الرابطة أصبح يقوم أقل فأقل على الفرض. ولكن وإن كان الاتجاه الغالب اليوم في التفكير السوسيولوجي يشدّد على عملية فهم أفعال الأفراد والارتباط المعبّر الذي يؤلّف بينها، فإن التساؤل عن دور الأطر في تحديد تمثلات الشباب وسلوكه ذات قيمة من ناحية تعميق فهم روافد المعرفة المحددة للمواقف والاتجاهات. لذلك فإن التساؤل عن دور الكتب الدينية مثلاً في تشكيل الوعي الديني للشباب اليوم مهم خصوصاً في زمن تراجع دور الأسرة والمدارس وهيمنة تكنولوجيا الاتصال. والملاحظ، وهنا المفارقة الجديرة بالتنقيب والبحث، أن النخب الدينية بمختلف مرجعياتها ومستوياتها لا تزال تراهن على الكتاب الديني رغم نسب القراءة الضعيفة في العالم العربي والإسلامي.
ولا نحسب أننا نبالغ إذا قلنا إن ظاهرة ضعف الإقبال على القراءة وتراجع الاهتمام بالكتاب، كأحد أهم مصادر المعرفة ذات المدلول الكلاسيكي، يؤديان آلياً إلى اكتساب الأفراد ثقافة يغلب عليها الشفوي وما يتصل بالمعرفة الهشة والسطحية. وفي مقابل ذلك لا مفر من الإقرار أيضاً بأن المعيش الاجتماعي اليومي بما يحتويه من تفاصيل وخصوصيات ورموز وأنماط من العلاقات الاجتماعية ومن تبادلية تفاعلية، إنما هو بالفعل نتاج مؤسسات التنشئة الاجتماعية التقليدية وثمرة تجربة الفرد الشخصية، ولكن أيضاً هو نتاج النظم المعرفية التي يستقي منها الفرد ما يؤهله لترتيب رموزه وتعديل قيم التوجيه المكتسبة وتشكيل رأسماله الثقافي وفق المعنى الذي يريد أن يعطيه لأفعاله ولأنشطته. فمجال القراءات يمنح الفرد استقلالية وقدرة على بناء هويته على نحو إبداعي خلاق. وهنا نتساءل عن أثر القراءات في فهم الشباب للديني وثقافتهم الدينية بشكل عام.
إن فعل القراءة في حد ذاته نقطة جوهرية والعلاقة بالقراءة تخضع إلى تنشئة اجتماعية وفردية، ثم إلى اتجاهات مخصوصة تحددها ميولات الفرد. ولا يخفى أن عنصر التكوين الثقافي الديني يعد عاملاً مهمّاً في تشكيل فكر الشباب ومواقفه وسلوكه، أي إنه على حد تعبير فرنسوا ديبي طريقته لصنع العالم الخاص.
غير أن ما تكشف عنه الأرقام والإحصائيات يشير إلى كون الكتب الدينية مهمشة في عموم العلاقة المهمشة بالكتاب بشكل عام وقلة قليلة من الشباب العربي اليومي يطالعون الكتب الفكرية الدينية.
وعموما يظهر أن عادة القراءة غير منتشرة في الممارسة الثقافية للشباب العربي، ولعل ذلك يفسَّر في جزء منه بإهمال مؤسستي التنشئة الاجتماعية الأساسيتين الأسرة والمدرسة لهذه القيمة الثقافية. وفي دراسة أنجرتُها من أكثر من عقد وجدتُ أن الكتب الدينية المفضلة لدى الشباب هي كتب الشخصيات الدينية وكتب الأدعية الأكثر تفضيلاً وكتب الفكر تأتي في الترتيب الثالث.
وبالتالي، فإن شبابنا في الفضاء العربي والإسلامي لا يبدو عقلانياً في غالبيته في تحديده لأفضلية الكتب الدينية بالنسبة إليه، فنوعية مضامين الكتب الدينية المؤطرة لوعي شبابنا دينياً، لا تعبر عن أثر مهم للمعرفة الدينية العالمة، بقدر ما تُبدي ولاءها الأكبر للمعرفة الدينية الشعبية.
طبعاً يمكننا أن نفسر الأثر المتواضع للقراءات وللكتب الدينية بانتشار الوسائل السمعية والبصرية ووسائط الاتصال الحديثة من دون أن تكون هي بدورها حاثة على القراءة، الأمر الذي قد يؤثر على الممارسات الثقافية للشباب ويجعلهم يبتعدون عن الوسائل الكلاسيكية للمعرفة. كما أن انجذاب الشباب إلى وسائط الاتصال الحديثة، تؤكده ظاهرة الاستعمال الواسع لموقعي «فيسبوك» و«تويتر».
وربما قد يصح استنتاج أن التعبيرات الحديثة، تفعل فعلها في المعيش الاجتماعي للشباب، أكثر من فعل الكتب الدينيّة. وبالتالي فإن الثقافة الدينية التي تحتكم إليها تمثلات الشباب والأطفال من فئة اليافعين هي «ثقافة تقليدية»، بسبب افتقادها للدقة وللثقافة العالمة. فهي ثقافة تختزن معرفة تقريبية غير دقيقة، ناتجة عن الوسط الاجتماعي و«الإنترنت» التي تقدم صفحات مجزأة وأحياناً متصرَّف فيها وليست -أي ثقافة الشباب الدينية- نتاج النظم المعرفية الجادة والكتب.
شيخ الدروز بلبنان: إسرائيل تسعى لزرع الفتنة في سوريا
أردوغان:تركيا لن تسمح بظهور أي كيان جديد داخل الأراضي السورية
أحداث صحنايا .. كلمة لمفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي .. فيديو
ترامب:انكماش الاقتصاد مؤقت والازدهار قادم مع الرسوم
عدوان إسرائيلي يستهدف قوات الأمن في صحنايا
بنك الإسكان يفتتح فرع النافورة مول في العقبة
اتهامات بالإرهاب لرجل اقتحم سفارة الاحتلال في لندن
الأونروا تحذر من حرمان 800 طفل فلسطيني من التعليم
الحكومة تخفض بنزين 90 - 95 15 فلساً .. و10 دول تتمتع بأرخص أسعار البنزين
تثبيت تعرفة بند فرق أسعار الوقود لشهر أيار بقيمة صفر
السلامة المرورية: إجراءات فورية للحد من الحوادث على شارع البتراء بإربد
دوي انفجارات في العاصمة السورية دمشق وريفها
ولي العهد:تنفيذ مشاريع الوطني لتكنولوجيا المستقبل بمدد زمنية
حماس: الاحتلال يسعى لتصفية الأسير عبد الله البرغوثي داخل سجونه
سلطة وادي الأردن توقع اتفاقية تأجير قطعة أرض للأسواق الحرة الأردنية
جلسة حاسمة قريباً قد تطيح بــ 4 رؤساء جامعات
خبر سار لأصحاب المركبات الكهربائية في الأردن
الأردن .. حالة الطقس من الخميس إلى الأحد
مسلسل تحت سابع أرض يتسبّب بإقالة 3 مسؤولين سوريين .. ما القصة
توضيح مهم بشأن تطبيق العقوبات البديلة للمحكومين
رسائل احتيالية .. تحذير هام للأردنيين من أمانة عمان
الخط الحجازي الأردني يطلق أولى رحلاته السياحية إلى رحاب
تصريح مهم حول إسطوانة الغاز البلاستيكية
مصدر أمني:ما يتم تداوله غير صحيح
أول رد من حماس على الشتائم التي وجهها عباس للحركة
أمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد في هذه المناطق .. فيديو
أسعار غرام الذهب في الأردن الخميس
رفع إنتاجية غاز الريشة إلى 418 مليون قدم يوميا