مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا

mainThumb

12-09-2022 07:22 AM

جلس الشاب كمال مهندس الحاسوب في مجلس ابن عم ابيه " ابي مرار ":
فسأله أبو مرار : كيف حال والديك ؟
صمت الشاب ولم يقل شيئا . فقال أبو مرار سألتك ولم تجبني!
فقال الشاب بنبرة حادة : الحمد لله هما بخير لكن ... ثم صمت
أصر الحاج معرفة ماذا بعد لكن ، فقال : " لكن ماذا؟ افصح!!
" تركتهما يتشاجران" قال الولد خجلا.
فقال أبو حامد :" ما سبب الشجار ؟؟" خبرني فأنا قد اصلح ذات بينهما ؟
فقال الشاب : " امي مُصرة على حضور زفاف ابن قريبتها هذه الليلة في صالة الافراح الشرقية!"
فقال أبو مرار:" العريس ابن صديقي ولدي دعوة من ابيه ويجب ان احضر الزفاف فأبوه صديقي... كدت ان انسى لكن سألبس ملابسي وأذهب الى هناك بعد ساعة فهيا اذهب وبدل ملابسك ورافقني الى هناك! سامر عليك وأخذك بصحبة امك الى هناك" !
هاتف الحاج أبو مرار ابن عمه "أبا صابر" وقال انا ذاهبٌ الى حفل زفاف ابن صديقي مختار وانت تعرف ان زوجته قريبة زوجتك ،وهذا يعني ان هناك علاقة صداقة ونسب بيننا فلم لا ترافقني الى هناك ! فقال أبو صابر :" ربما اذهب فمر عليّ فقد ترافقني زوجتي الى هناك !
التفت الحاج مسرورا الى الشاب فقال سيرافقني والداك الى هناك ... اذهب بدّل ملابسك سأمر بعد قليل واخذكم معي في سيارتي
خرج الشاب مسرعا.... وصل البيت فوجد الهدوء يعم البيت ... وان الوالدين قد استعدا للذهاب الى حفل الزواج ...
حضر أبو مرار بسيارته المرسيدس زيتية اللون واستقل أبو صابر وابنه وزوجته السيارة ... جلست " هاجر أم صابر وابنها، في المقعد الخلفي لكنها جلست خلف السائق فالتقت عيناها عيني ابي مرار في المرآه فتبادلت نظرات الغرام التي اعادت ما كان يجري بينهما في الزمان السابق عندما كان أبو صابر يغيب عن المنزل في رحلات انتداب في العمل : كان يغيب الليالي وكانت هي لوحدها وابنها صابر صغير السن في ذاك الحين فكان يستغل الحاج أبو مرار غياب زوجها ويستغل صلة القربي لزوجها فكان يدخل البيت بذريعة الاطمئنان عليها وتطور الأمر الى حكاية غرام طويله بعد أن كثرت انتدابات أبي صابر وذلك بتدبير من الحاج ابي مرار حتى يخلو له الجو مع ام صابر!
بعد عشرين دقيقة وصلت السيارة قصر الافراح المقسّم الى صالتين صلاة للرجال في القسم الجنوبي وصالة النساء في القسم الشمالي... توقف أبو مرار امام بوابة صالة الرجال طالبا من ابي صابر وابنه ان ينزلا ويدخل الصالة ...فهو سيوصل ام صابر ,,, وافتعل عطلا في السيارة ففتح غطاءها الامامي باحثا عن مكان الخلل فتقدم اليه أبو صابر يريد مساعدته فقال له : ادخل انت وانا سأتدبر امري!
دخل أبو صابر وابنه صالة الافراح فاسرع أبو مرار وانطلق بالسيارة : تجاوز صالة النساء الى شارع رئيس يشق سهلا كثيف الأشجار الحرجية فسألته ام صابر :" الى اين؟" فقال سنذهب الى مزرعتي لنجدد الماضي! كان أبو مرار في منتصف العقد الساس من العمر بينما كانت ام صابر في عقدها الخامس ... وفعلا تم تجديد الغرام في بيت المزرعة!
انطلق ابو مرار راجعا الى صالة الافراح وقدم اعتذاره عن التأخير حيث اضطر ان يحضر ميكانيكي لتصليح السيارة ، فقال أبو صابر " الله يعطيك العافية"
جلس أبو صابر وأبو مرار والمهندس كمال حول طاولة مستديرة ... وحضر صديق قديم فسلم عليهم وطلب أبو مرار منه الجلوس فقام المهندس ليجلسه مكانه بالقرب من ابي مرار فقال الرجل :" لا هذا الكرسي خالٍ لكن اجلس انت بجانب ابيك"! فضحك الشاب وضحك أبو صابر ! فقال الرجل: لم تضحكان، أقلت شيئا غلطا ."
فرد الشاب : "انت لست اول من قال هذا ، فكثير من الناس غيرك يظنون اني ابن عمي ابي مرار!"
فهز الرجل رأسه بارتياب وجلس!
انتهى حفل الزفاف، وخرج أبو مرار وابو صابر والشاب المهندس فقال أبو مرار دعوني اوصلكما ثم اعود لأم صابر فالنساء يتأخرن في الخروج ...
اوصل أبو مرار الرجلين وعاد مسرعا الى الصالة فوجد عشيقته ام صابر في انتظاره وعادا الى المزرعة تجديدا للذي كان في غابر الأزمان .
عندما عادت ام صابر ، ودخلت البيت افتعلت شجارا مع زوجها إذ أخذت تلومه لأنه ذهب مع أبي مرار في سيارته المتهالكة فقد تعطلت السيارة فشعرت بالحرج اذ مكثت في السيارة ريثما حضر ميكانيكي واصلح السيارة ! انطلى هذا الكلام على سيد المغفلين " ابي صابر" ولامته ايضا لمغادرته الصالة دون ان يصحبها معه في طريق العودة ، فقد احرجت امام الناس عندما شاهدوها وحيدة تنتظر من يوصلها الى البيت!
اكد لها أبو صابر ان ابن عمه أبا مرار هو من اصر على توصيلهما وانه وعد ان يعود اليها ويحضرها الى البيت. قالت في نفسها :" يا له من غبي لا يدري اني قد رتبت الامر مع ابي مرار ، ونعم الزوج : ثور الله في برسيمه!"
اتصل أبو صابر بابي مرار ودعاه ليتناول الشاي في حديقة المنزل ! حضر أبو مرار وجلس الجميع حول طاولة في العراء تحت ضوء القمر . احضرت هاجر الشاي واخذوا يتحدثون حول الحفل والزواج ! فقال أبو صابر: نحن نفكر في تزويج ابننا المهندس كمال ونرجو ان تتكرم يا أبا صابر ان توافق على زواجه من كريمتكم الانسه "شوفة" " فقال ابو مرار: "مستحيل فالبنت مازالت على مقاعد الدرس لم تكمل دراستها الجامعية !"
فقالت هاجر ام صابر : لم لا؟ فالولد يحبها وهي تحبه ! فنظر اليها ابو مرار نظرة استغراب وقال ٍ سأفكر في الامر !
بعد منتصف الليل غادر أبو مرار وعندما وصل بيته أصابه قلق فلم ينم:
هاتف هاجر ولامها على تأييدها زواج ابنها من ابنته مذكر إياها بالذي مضى فقد يكون الولد اخوها فكمال شديد الشبه به كما يراه الناس فكل من يراه يظن انه ابنه وطلب منها ان تحضر بصحبة كمال الى بيته مساء الغد حتي يتدارسوا موضوع الزواج!
وفي مساء اليوم التالي أخبرت هاجر زوجها انها ذاهبة بصحبة كمال الى بيت ابي مرار كي يبحثوا امر زواج كمال من شوفة بنت ابي مرار!
وصل الشاب واستقبلهما أبو مرار وزوجته عند البوابة الرئيسة، جلس أبو مرار وكمال حول طاوله على مسطبة ترتفع عن الأرض قليلا واخذ يتجاذبا أطراف الحديث :
استهل ابو مرار حديثه وقد لبس على وجهه هالة الواعظين الحكماء اذا استهل حديثة قائلا : قد يرغب الانسان في شيء مع انه شر له وقد بكره شيئا وهو خير له ، وكثير من رغبات الانسان تقوم على الأوهام ، فقال الشاب : افهم قصدك لكن : انا اشعر انك غير راغب في زواجي من شوفة لكن لتعلم اني احبها ولن اتراجع عن طلبي
فقال أبو مرار : "طلبك مرفوض قطعا ومن الخير لك انت تنسى هذا الموضوع : فأنت شاب في مقتبل العمر ،وزواجك من شوفة ليس فيه خير وهناك عقبة كبيرة تحول دونه ، وانا لست مجبرا على ان ابوح لك بالمانع الكبير هذا الذي يحول دون زواجك منها ، فليس كل ما يعرف يقال!"
فقال المهندس : " مع شديد احترامي لك أقول لك سأتزوجها وعينك تدلف وقلبك يرجف ، فخير لك ان توافق فشوفة ابنة عمي وأنا اريدها وهي تريدني ولسوف نهرب معا ونتزوج ونلجأ الى شيخ احدى القبائل ونتزوج عنده!
ضحك أبو مرار قائلا : ستندم على ذلك لو عرفت المانع الحقيقي ، ... واخذ ابو مرار يتصفح صفحة الفيس بوك في هاتفه النقال غير مبال بوجود كمال معه ، فاضطر كمال الى تصفح هاتفه أيضا وساد الصمت ،
رن جرس الهاتف الثابت داخل بيت ابي مرار فهب مسرعا تاركا هاتفه على الطاولة واتجه الى غرفة الضيوف حيث يرن الهاتف!
لاحظ كمال ان هاتف ابي مرار غير مغلق فالتقطه واخذ يتصفحه وعندما ضغط على ايقونة "حافظة الصور والفيديوهات " صعق عند مشاهدة صور لأمه عارية في غرفة مزرعة ابي مرار؛ كانت الصور حديثة تحمل تاريخ الأمس فارسل جميع الصور الى هاتفه واغلق هاتف ابي مرار ، وكظم غيظه ونهض احتراما لأبي مرار عندما عاد وقال كمال :" سامحني يا عم إن أغلظت لك القول ، ٍسأعيد النظر في موضوع الزواج من شوفة فالخيار لكم وانا أقبل ما تقررون!"
انقضت السهرة وعاد كمال وامه فوجدا أبا صابر قد نام وعلا شخيره ورائحة غازاته قد تخللت غرفة النوم حتى ان الرائحة انبعثت من النوافذ!
جلس كمال وامه تحت ضوء القمر حول طاولة في حديقة البيت هروبا من رائحة ابي صابر الكريهة !
قالت الأم : بيت عمك لا يرغبون في قربنا ولا يريدون ان يتم الزواج فلديهم كما يقول أبو صابر أسباب قوية تحول دون الزواج وانا أرى ان تعزف عن هذا الزواج! ارسل كمال رسالة نصية من هاتفه الى هاتف امه تحمل صورها العارية مع ابي صابر ليلة امس ! مرفقة بعبارة " لهذا السبب لا ارغب في الزواج" ... فتحت ام صابر الرسالة القادمة عبر ساعي الجوال وشاهدت صورها عارية في أوضاع مخلة مع ابي مرار فذعرت وسألت ابنها كيف حصل على تلك الصور الفاضحة وانكرت ان ابي مرار قد اخذها الى تلك المزرعة اثناء حفل الزواج! وقالت هذه الصور فبركة الفوتوشوب ! فقال كمال : " إنها حقيقية وانت كما تعرفين فإني مهندس برمجيات وخبير في هذا المجال، الصور حقيقية لكن إن لم تقولي الحقيقة يا امي فإني سأرسلها لأبي صابر وافضح المستور : خبريني بحقيقة علاقتك بهذا الرجل!"
قالت :" عاهدني بالله الا تبوح لأحد بما أقول لك ؟"
قال كمال:" اعاهدك بالله الا افشي سرك لأحد!"
قالت هاجر هاك قصتي :
كنت شابة لم اكمل العشرين من عمري عندما كنت طالبة في احدى كليات المجتمع وكانت لي علاقة بشاب كان يزورني في السكن الخارجي غير تابع للكلية عندما أكون وحدي ! وذات مرة زارني في الغرفة وتبادلنا القبلات ، وكان باب الغرفة الحديدي مغلقا لكن نافذة زجاجية فيه كانت مفتوحة ، وفي تلك اللحظة حضر والدي للاطمئنان عليّ فشاهدنا والدي نتبادل القبلات فلم يطرق الباب بل تراجع و غادر وعاد الى القرية وفي نهاية الأسبوع ذهبت الى بيت اهلي في قريتنا ، فسألني والدي ان كان ذاك الشاب قد مر بنا في السكن فقلت له إن اخته كانت معنا في السكن قد رحلت ولم يعد يأتي الى السكن الذي كنت فيه!
ومضت الأيام وبعد سينين تقدم ذاك الشاب لخطبتي فرفض والدي طلبه انتقاما منه ومني !
ومضت سينين شارفت فيها على الثلاثين من عمري فتقدم والدك الملقب " بالخنفس "في ذاك الحين ، فوافقت ان اتزوجه خوما من فوات قطار الزواج ، وافق والدي رغم انه اقسم ذات يوم انه لن يزوجني لو بلغت الثمانين من العمر لشخص من عشيرة الخنفس !
وتزوجت والدك وانتقلنا لنعيش في مدينة خليجية حصل فيها والدك على وظيفة ُ في شركة هناك بوساطة ابي مرار الذي كان يعمل في الشركة . كان أبو مرار يسكن وزوجته وأولاده في ذات المدينة وبحكم علاقة القربى تبادلنا الزيارات وكنت الاحظ من نظراته ان لديه ميلا نحوي فكان يستغفل "الخنفس" وينظر اليّ نظرات غرام
ذات ليلة اخبرني ابوك انه سيذهب الى مدينة تبعد اكثر من الف ميل منتدبا الى فرع الشركة هناك وسيمكث ثلاثة أسابيع عمل هناك ! وأضاف : " لا تقلقي فأبو مرار سيرعى شانك ويوفر لك حاجاتك ويطمئن عليك" !
وذات يوم في غياب ابيك طرق أبو مرار الباب ففتحته له ودخل الباب ، وجلس على الصوفا في غرفة الضيوف م واحضرت له الماء والقهوة ! قال لي انه انهى دوامه واحب ان يمر ويطمئن عني! فشكرته لكني فو جئت به يقف ويهجم علي وانهال عليّ تقبيلا فقاومته فقال لي :ط" اسمعي : انا اعرف علاقتك بفلان وسأخبر الخنفسان بقصة حبك القديم ! ان لم تعطيني ما اريد"، لقد كنت صغيرة جاهلة فانصعت لطلبه ... فاخذ يأتي كل يوم وكان ما كان وربماكنت انت نتيجة احد اللقاءات معه !
وعندما كبرت انت في السن صارت ملامحك مطابقة لملامحه كأنك نسخة منه!
وهذا ما جرى بيني وبينه فهو يحتفظ لديه بصور لي وله كي يضمن انصياعي لطلباته المتكررة والامر يعود لك فقد تكون شوفة اختك من ابيك فلا تتزوجها لكن ربما تسأل لماذا جددت الماضي معه ليلة امس : يقول المثل : من شب على شيء شاب عليه والباقي عندك وهم مثل انجليزي اصله ما ينمو داخل العظم لن يخرج من اللحم!.
علق الشاب :" لقد خُدِعت بك طوال عمري وما شككت يوما في عفتك وطهرك حقا ، أنت ممثلة بارعة خدعتني والناس من حولنا بلباسك وحجابك وشعاراتك حول الحجاب فاين ذهبت شعاراتك: االمرأة بلا حجاب كالمدينة بلا أسوار ، الحجاب لباس التقوى والايمان !
والان ادركت لِمً اطلق الناس على ابي صابر لقب " الخنفسان" فأبو صابر مثله مثل خنفسان المزابل يجمع روث الحيوانات ويشكله كرة ويمضي وقته في المحافظة على كرة القذارة وهو في منتهى السعادة ، واليوم ادركت لِمَ يطلق الناس لقب الثعلب على ابي مرار فقد صدق شوقي
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا
صمت الشاب وقرر في نفسه امرا ما : لن يتزوج من تلك الديار ولن يعيش فيها ابدا بعد الان .. وفي صباح اليوم التالي توجه الى مكتب هجرة الى بلاد ما وراء البحار وغادر المنزل الى غير رجعة ! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد