فلسطين تشيع الشهداء الأربعة وسط غضب عارم

mainThumb

28-09-2022 03:31 PM

السوسنة – وكالات – شيع آلاف الفلسطينين بعد ظهر الاربعاء جثامين 4 شهداء ارتقوا اليوم الاربعاء في عدوان مباغت نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي صباحا على مناطق واسعة من مخيم جنين بعد نحو أسبوعين على عملية “حاجز الجلمة” التي ارتقى خلالها شهيدان فلسطينيان من مدينة جنين بعد أن تمكنا من قتل ضابط إسرائيلي.
كما اسفر العدوان الصهيوني الجديد على مخيم جنين عن سقوط عشرات الجرحى بينهم حالات خطيرة.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان في مدينة جنين بمشاركة آلاف المواطنين، وهم يرفعون جثامين الشهداء على الأكتاف ملفوفة بالأعلام الفلسطينية.
وردد المشاركون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، ليتمكن شعبنا من التصدي لممارسات الاحتلال وعدوانه المستمر وجرائمه التي ترتكب بحق أهالي جنين ومخيمها وقراها وبلداتها
وكانت القوات المستعربة الاسرائيلية نفذت اقتحاما في تمام الساعة التاسعة صباحا لمخيم جنين، تلاه قصف بصاروخ مضاد للدروع وسط تحليق طائرة مسيرة فوق منزل المطلوب الأول للاحتلال فتحي خازم (والد رعد خازم منفذ عملية فدائية)، تبعه دخول أكثر من ستين آلية إلى مناطق متفرقة من مخيم ومدينة جنين حيث دارت اشتباكات واسعة وعنيفة.
وبعد أكثر من ثلاث ساعات، انسحبت قوات الاحتلال جزئيا من المنطقة التي يتواجد فيها منزل عائلة خازم منفذ عملية دينزغوف في مدينة تل أبيب، لتتكشف معالم جريمة الاحتلال التي تبين أنها أعدمت شابين هما: عبد الرحمن فتحي خازم (27 عاما)، ومحمد محمود الونة (30 عاما )
وبحسب شهود عيان، فإن الشابين حاولا الفرار عبر القفز من جدار مرتفع إلى حديقة في منزل مجاور، لكن تواجد مجموعة من القناصة على منزل مجاور ساعد على تصفيتهم بعشرات الرصاصات التي اخترقت جسديهما.
وكتب أحد جنود الاحتلال كلمة “النهاية” بالعبرية على جسد أحد الشهداء بدمه، إضافة إلى تنكيل وتمثيل بالجثة.
وبحسب أحد الجيران، فإن الجنود فجروا منزلا مطلا على منزل عائلة “خازم”، وصعدوا على السطح بعد احتجاز العائلة في غرفة مغلقة، وهناك كمنوا للشابين حيث تم تصفيتهما بحديقة المنزل بعد أن تُركا لفترة طويلة غارقين بدمائهما.
وبحسب أمين خازم، فإن الاحتلال يريد استهداف عائلته بشكل مكثف وصولا لاغتيال شقيقه فتحي، بعد أن تحول إلى أيقونة في المخيم ورمزا للمقاومة والتشبث بالنضال بعد أن نفذ ابنه في السابع من نيسان/ أبريل الماضي عملية إطلاق نار في تل أبيب أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين.


اشتباكات عنيفة

وخلال الاقتحام دارت اشتباكات عنيفة بالحجارة والعبوات الناسفة والرصاص بين الشبان وجنود الاحتلال أسفرت عن استشهاد مقاوم ثالث هو أحمد نظمي علاونة (26 عاما) الذي يعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية
وخلال الاشتباكات أصيب ما يقرب من 44 فلسطينيا بالرصاص الحي، بينها إصابات خطيرة وبالغة الخطورة بحسب وزارة الصحة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت لاحق عن شهيد رابع هو محمد أبو ناعسة الذي كان قد أصيب بجروح خطيرة.
وبحسب هيلل بيتون روزين، المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية، فإن طائرات استطلاع محملة بالصواريخ كانت تحلق فوق مخيم جنين خلال الاقتحام، ولكنها لم تنفذ أي هجوم.
من جانبها، أعلنت “كتيبة جنين” أنها حققت “إصابات مباشرة” في صفوف الاحتلال بإطلاق صليات مكثفة على الجنود الإسرائيلين، كما نفذ مقاومون عملية تفجير عبوات ناسفة في الدوريات التي اقتحمت المخيم.
واعتدت قوات الاحتلال والقناصة على المسيرة التي انطلقت من مستشفى جنين باتجاه المخيم، تنديدا بجرائم الاحتلال المتواصلة. ورافق قوات الاحتلال تعزيزات عسكرية وجرافتان عسكريتان بعد أن حاصرت مدينة جنين من كافة الاتجاهات، ومنعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة المحاصرة.
كما أطلقت قوات الاحتلال قذيفة في محيط وزارة الداخلية والمؤسسات الحكومية عند أطراف المخيم. واعترت حالة من الخوف طلبة المدارس المحيطة بسبب كثافة النيران.

السلطة : إسرائيل ما تزال دولة خارجة على القانون الدولي


وقالت السلطة الفلسطينية على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن :" الادانات وحدها لم تعد تكفي لان الاحتلال ما زال يصر على تجاوز كل الخطوط الحمر سواء في القدس او جنين او نابلس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وان على الاحتلال الإسرائيلي ان يفهم ان إرادة الشعب الفلسطيني وعزيمته أقوى من الاحتلال وطغيانه".
وتابع إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يستخف بحياة أبناء شعبنا الفلسطيني، ويعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلته لسياسة التصعيد، وان هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير لن يعطي شرعية أو أمنا واستقرارا لإسرائيل، سواء في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أو في جنين او غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد أبو ردينة، ان إسرائيل ما تزال دولة خارجة على القانون الدولي، وان إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية فقدتا مصداقيتيهما من خلال مطالبتهما بالهدوء والحفاظ على الاستقرار، وعلى ارض الواقع تمارس كل اشكال التصعيد والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.


فتح تدعو للزحف

أكدت حركة فتح في الاقاليم الشمالية أن جريمة الاحتلال اليوم في جنين تصعيد خطير يفتح ابواب معركة شاملة في ميادين المواجهة.
ودعت الحركة في بيان صدر عنها، اليوم الأربعاء، الى الزحف نحو نقاط التماس وفاء لشهداء جنين الابطال وتوحيد لساحات المواجهة مع الاحتلال الذي يحاول الاستفراد بجنين وعزلها.
وشددت الحركة على أن اليوم هو يوم غضب وتصعيد على كافة نقاط الاشتباك، واضراب شامل في كافة محافظات الوطن.
وأعلنت مآذن المساجد عن حداد وإضراب شامل في جنين ونابلس عقب ارتقاء ثلاثة شهداء برصاص جيش الاحتلال في جنين.
كما اعلنت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة الاضراب والحداد على أرواح الشهداء في جنين، وتأكيدا على وحدة الصف في مواجهة سياسيات الاحتلال العدوانية.
كما أعلنت حركة فتح في بيت لحم الإضراب الشامل حدادا على أرواح الشهداء.
القوى والفعاليات الوطنية في محافظة الخليل تعلن الحداد والاضراب الشامل
وفي الخليل أعلنت القوى السياسية والفعاليات الوطنية الحداد على أرواح الشهداء والاضراب الشامل اليوم الاربعاء.
وكانت أعلنت وزارة الصحة ارتقاء ثلاثة شهداء وهم: عبد فتحي حازم شقيق الشهيد رعد حازم، محمد محمود ألونة، أحمد نظمي علاونة.
يشار الى أن الاشتباكات المسلحة في مخيم جنين لا زالت مستمرة.

 

اقرأ أيضا : 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد