زيدان مدرب المنتخب الفرنسي بعد المونديال

mainThumb

10-11-2022 03:22 PM

في وقت يتأهب المنتخب الفرنسي للدفاع عن لقبه الذي فاز به في روسيا قبل أربع سنوات، يسود في فرنسا الترقب حول خليفة ديدييه ديشان على رأس المنتخب الفرنسي بعد مونديال قطر بغض النظر عن النتيجة التي يحققها المدرب ديشان الذي قضى 10 سنوات مع منتخب بلاده، توج فيها بكأس العالم 2018، وبلغ نهائي يورو 2016، حيث يعتقد الكثير من المتابعين أن زين الدين زيدان سيكون الخليفة المرتقب ابتداء من يناير/كانون الثاني المقبل، تبعا لاتفاق مبدئي بينه وبين رئيس الاتحاد نويل لوغريت، دفع الفرانكو جزائري إلى رفض كل العروض التي تلقاها منذ رحيله عن الريال في يونيو/حزيران 2021 بعد أن حقق معه دوري الأبطال ثلاث مرات متتالية، وبطولة الكأس السوبر الأوروبي مرتين، ومونديال الأندية مرتين، اضافة الى لقبي الكأس السوبر الإسباني، وهي التتويجات التي أهلته كي يكون أحد أكبر المرشحين لخلافة ديشان.
تقارير صحفية قديمة وأخرى حديثة عادت هذه الأيام لتأكد بأن زيزو سيكون مدرب الديكة بعد مونديال قطر، خاصة بعد رفضه لكل العروض التي تلقاها منذ رحيله عن الريال، حيث ارتبط اسمه بالبياسجي، واليوفي، وتارة أخرى بالمان يونايتد، وهي الفرق التي عرضت عليه الاشراف عليها، وكان يرفضها كل مرة أملا في تحقيق أمنيته في الإشراف على المنتخب الفرنسي، وتحقيق أمنية الكثير من مزدوجي الجنسية من المغاربة والعرب والأفارقة الذين صنعوا أمجاد الكرة الفرنسية بأنديتها ومنتخباتها كلاعبين، ويتطلعون إلى تعيين مدرب المنتخب الأول من أوساطهم، وهو الأمر الذي يشكل نقطة تحول كبيرة في ذهنيات وممارسات “عنصرية” ضد اللون الأخر والعرق الآخر الذي كان ولا يزال جزءا مهما في تركيبة المجتمع الفرنسي الثري والمتنوع والمتعدد الثقافات والعادات.
زيدان لم يخف يوما رغبته وأمله في الإشراف على المنتخب الفرنسي، وهو الذي صرح في يونيو الماضي لصحيفة “ليكيب” المختصة في الرياضة بمناسبة عيد ميلاده الخمسين، أنه سيتولى منصب مدرب للديكة يوما، وأن ذلك راسخ في ذهنه منذ مدة، وينتظر فقط الفرصة، لذلك رفض كل العروض، ما جعل وسائل الإعلام الفرنسية متيقنة أن الرجل اتفق مع رئيس الاتحاد الفرنسي ولم يبق سوى الاعلان عن الخبر رسميا بعد المونديال مهما كانت النتيجة التي يحققها ديدييه ديشان الذي وصل مرحلة، لم يعد بإمكانه الاستمرار، مع جيل جديد متكون غالبيته من لاعبين من أصول غير فرنسية، بإمكان زيدان التعامل معهم، وبإمكانهم تقديم كل ما لديهم مع مدرب عانى في مشواره مثلهم حتى يندمج ويحقق آماله وطموحاته في مجتمع ليس من السهل التأقلم معه .
تعيين زيدان صار تحصيل حاصل وأمراً واقعاً، لن يشكل مفاجأة لعشاق الكرة في فرنسا، رغم اعتراض بعض الفنيين والإعلاميين حتى ولو لم يفصحوا عن ذلك علنا، واعتراض بعض الساسة من اليمين المتطرف بسبب أصوله الجزائرية التي يعتز بها زيدان كل مرة، مثلما يعتز بها بنزيمة وسببت له مشاكل أدت إلى ابعاده عن تشكيلة المنتخب الفرنسي لسنوات، وهي نفس الاعتبارات التي قد تسبب متاعب لزيدان، تقتضي منه تحقيق نتائج جيدة في أسرع وقت لإسكات الأصوات التي ترفض المبدأ رغم يقينها بأنه قادر على رفع التحدي، مثلما رفعه عندما كان لاعبا، ثم مدربا للريال، ورفعه بسمعته التي تمكن من الحفاظ عليها رغم كل الهزات التي تعرض لها خاصة عندما طرده الحكم في نهائي كأس العالم 2006 أمام إيطاليا إثر اعتدائه على المدافع ماتيرازي .
زيدان سيكون أمام تحديات أكبر، تتجاوز الجانب الفني، لأنه جزائري الأصل، يدرك أنه اذا نجح يمجدونه وينسبون نجاحه الى فرنسيته وانتمائه إلى مدرسة فرنسية ناجحة، لكن في حالة الفشل، سيذكرون الناس بأنه فرنسي من أصول جزائرية، وتكليفه بالإشراف على المنتخب الفرنسي هو خطأ لا يغتفر، ويجب ألا يتكرر .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد