طقوس الزيت والزيتون

mainThumb

04-12-2022 10:25 AM

ليس عبثا ان تسمى هذه الايام بايام الزيت (اصبحت امسيت ) كناية عن قصر النهار وطول الليل لتقلبات فصول السنة ،
ومنذ فجر التاريخ وشجرة الزيتون لها خصوصية في التعامل معها فهي شجرة مباركة لقول رب العزة في محكم تنزيله (والتين والزيتون وطور سنين ،وهذا البلد الامين، لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ) صدق الله العظيم ،

وتعتبر عنوانا للسلام باستخدام غصن الزيتون رمزا له ، واستخدم الاغريق اغصان الزيتون كجوائز للفائزين في الالعاب الاولمبية القديمة وعبر التاريخ كانت مصدرا غنيا للغذاء والطاقة والانارة للمعابد والبيوت ،ومع التطور التكنولوجي اصبحت لزيت الزيتون استخدامات طبية وفي صناعة مستحضرات التجميل وغيرها ،

ومع بدء موسم الزيتون تجد العائلات سعيدة في التعامل مع طقوسه رغم صعوبة جمع الثمار لبرودة الطقس ومشكلات التنقل وعبور الطرق الوعرة وتسلق الاشجار ،ويشترك فيها الصغار والكبار والرجال والنساء والتي قد تستمر لايام واسابيع تبعا لعدد الاشجار في المزارع،

ولا زالت عملية انتظار الدور لعملية العصر في المعاصر والتي قد تستغرق اياما وليالي مما يستدعي احيانا ان ينام البعض على اكياس الزيتون في باحات المعاصر انتظارا للدور والتي قد ينشا عنها مشكلات صحية ولوجستية جراء السفر والعودة والتحميل والتنزيل والمراقبة والمتابعة ،

وتاتي عملية التسويق من مشكلات المزارعين المستعصية لانها لا زالت تخضع للعشوائية في غياب جمعيات رسمية او اهلية تنظم تسويق الانتاج داخليا وخارجيا لان مادة زيت الزيتون مرغوبة في العالم لتعدد استخداماته ومع هذا تبقى عملية التسويق والتصدير هي البوابة الرئيسية لدعم المزارعين لتشجيعهم على مزيد من الرعاية لاشجار الزيتون والتوسع في زراعتها ومع كل هذه الصعوبات ينتظر الناس موسم الزيت لان له نكهة خاصة ومتعة ممزوجة بالتعب الذي ينتهي مع مشاهدة وتذوق اول قطرات الزيت بالاصابع وهي تنسكب بالوانها الزاهية الخضراء والصفراء من صنبور المعصرة في نهاية عملية الانتاج ؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد