هل استشراف المستقبل واقع؟

mainThumb

13-12-2022 01:39 PM

يسطع نجم استشراف المستقبل بحيث اصبح محوراً مهماً من محاور استراتيجية اية مؤسسة حيث تبنى العديد من الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع ما تم استشرافه، ويمكن القول التعامل مع اللامرئي واللاملموس. فهل حقيقة تصدق دائما توقعات المستقبل؟ وبالتالي هل يمكن فعليا التعامل مع اللامرئي؟ وهل الاستعدادات والخطط التي تم وضعها تتطابق تماما مع ما تم توقعه؟ وهذه الاخيرة مهمة جدا فقد يحدث عدم تتطابق كامل بين ما تم توقعه وما حدث فعلياً، فماذا نحن فاعلون في هذه الحالة؟ فالكارثة هنا الاستمرار بالخطأ الذي قد يهوي بالمؤسسة الى ادنى المراتب وقد يؤدي الى زوالها.

توقع المستقبل قد يكون من الاخطاء الباهضة الثمن!!! اذ قد تقع العديد من المؤسسات بمثل تلك الاخطاء ولا غرابة أو عيب في ذلك، لكن الكارثة هي إنكار الخطأ والاستمرار فيه حتى يقضي على المؤسسة أو يصيبها بضرر كبير، والأخطاء تصبح ثمينة وباهضة الثمن متى تعلم منها القياديون الدروس خاصة إذا وقعت لغيرهم، فالسعيد من اتعض بغيره.

ان التطابق بين توقعات استشراف المستقبل والواقع امر بالغ الصعوبة، فالمستقبل في علم الغيب ولا يعلم حيثياته الا الله سبحانه وتعالى، ولكن هذا لا يلغي دور الانسان واجتهاداته التي امره الله في العديد من الايات القرانية لاعمال العقل والتبصر والتحليل وما الى ذلك من الايات الحاثة على العلم والتفكر والمعرفة والتبصر والتنبؤ وما الى ذلك.

بالطبع أن كل ما يتوقعه الخبراء يحتمل الخطأ والصواب، فما نراه من نمو في الصناعات والمنتجات والخدمات والمعرفة يعود إلى توقعات صحيحة للخبراء حول احتياجات المستقبل. بيد أن الخطورة تكمن في اعتماد توقع محدد ووضع الخطط والسيناريوهات بناء عليه، فإذا ما أتت الأمور خلافا لما تم توقعه أصبحت المؤسسة في حيرة كبيرة وامام تحد كبير. ومن هنا، لتعظيم الاستفادة من استشراف المستقبل ينبغي على المؤسسات تطوير سيناريوهات ثم تجهز خطة لكل سيناريو وعندما تشرع في تنفيذ خطة السيناريو الأكثر احتمالا فإنها تراقب المستقبل وهو يتشكل وتعدل خططها بل ربما تنتقل إلى خطة أخرى كلما تغيرت ملامح المستقبل وهذا ما يضمن لها النجاح وبالتالي الريادة. فهي لا تهمل ولا تغفل وإنما تراقب وتعدل مسارها.

خلاصة القول، مهما اجتهدنا في التنبؤ والاستشراف في التخطيط، فالمستقبل قد يختلف عن ذلك، اذ يحمل في طياته الكثير من المتغيرات المتعددة والمتنوعة والمتداخلة فيما بينها اضافة الى الانتظام واللاانتظام في حركة تلك المتغيرات لذا نحن بحاجه للاستعداد لكل الاحتمالات كي لا نتفاجأ بأي حدث وهذا أمر غاية في الاهمية على المستووين المؤسسي والفردي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد