القوة الذكية للدولة
وأحياناً تفشل الدول العظمى ذات القدرات الذكية في لحظات تاريخية معينة أن توجد حالة التقارب بين القوة الناعمة والقوة الخشنة، فالولايات المتحدة مثلاً فشلت في عام 2003 فشلاً ذريعاً في استخدام القوة الناعمة. فشلت القوة الناعمة الأميركية في العالم الإسلامي، لأن القوة الخشنة التي استخدمت في العراق لم تدعمها قوة ناعمة، حيث لم تحصل أميركا على قرارات دولية تشرع الغزو الأميركي للعراق، وأصبحت صورة وزير خارجية أميركا الجنرال كولين باول وحديثه الكاذب أمام مجلس الأمن رمزاً لهذا الفشل... بعد دخول أميركا العراق خارج سياق القوة الناعمة المتمثلة في الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة تدنَّت صورة أميركا في العالم الإسلامي بشكل لافت جعل الأميركيين يعيدون التفكير في موقعهم في العالم بعد هذه الحرب. فمثلاً كانت صورة أميركا في إندونيسيا قبل غزو العراق إيجابية بنسبة 80 في المائة، وتدنَّت بعد الغزو إلى 20 في المائة، أي أنَّ صورة أميركا في استطلاعات الرأي تناقصت بنسبة ستين نقطة. ومن إندونيسيا إلى المغرب عانت صورة أميركا تراجعاً كبيراً في العالم الإسلامي. إذن حرب العراق كانت مثالاً للقدرات الغبية لا القدرة الذكية وطريقة استخدامها في العلاقات الدولية، إذ كانت القوة الخشنة تقف وحدها دونما أي سند من القوة الناعمة، رغم أن أميركا لديها مخزون كبير من القوة الناعمة وقدرة النموذج، ومع ذلك فشلت.
يتحدث الكثيرون في منطقتنا عن القوة الناعمة دونما فهم لعلاقات القوة الناعمة بالقوة الخشنة في لحظات بعينها. فالقوة الناعمة بمفردها لا تساوي الكثير وتصبح شيئاً أقرب إلى شراء العلاقات العامة للترويج للدول التي لا تحظى بمخزون ثقافي ليس إلا. فالقوة الناعمة هي تجلٍ للثقافة المحلية للدولية ولا تشترى أو تباع، إما هي موجودة أو غائبة. وإن لم تساندها قوة خشنة أيضاً تصبح عديمة الفائدة. أما موضوع التطابق بين القوتين، والذي يوصلنا إلى حالة القوة الذكية للدولة فيحتاج إلى تدقيق ودراسة متأنية.
الدول أيضاً يمكن أن تفقد قوتها الناعمة، وخير مثال لذلك حالة الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية فدخول الجيش الأحمر إلى الرايستاج، الذي أدَّى إلى انتحار هتلر جعل من الشيوعية نموذجاً براقاً، ممَّا أدى إلى انتصارات متتالية لأحزاب اليسار في أوروبا، ومع ذلك وبالتدريج ومع انفضاح الديكتاتورية السوفياتية وممارساتها القمعية فقد النموذج بريقه، وتبدَّدت القوة الناعمة السوفياتية. إذن القوة الناعمة يمكن أن تنتهي وتموت عندما يفشل النموذج. القوة الناعمة تكون في أحسن حالاتها عندما تتطابق الصورة مع الأصل فلا يمكن لدولة أن تروج لصورة لا أصل لها.
فقط الأصل في صيغته الثقافية والحضارية هو الذي يمكن إضافته للقوة الخشنة كي نحصل على القوة الذكية. تهتم بعض الدول كثيراً بفكرة إصلاح الصورة، والصورة لا تصلح إلا إذا تم تصليح الأصل. تحسين الصورة للدولة في الفضاء الإعلامي العالمي هو مجرد علاقات عامه أو تسويق (marketing) ولكنه لا يدوم.
الفرق الكثيرة التي تنصح الكثير من قادة منطقتنا لا تعرف الفرق بين القوة الناعمة ووسائل استخدامها، وبين العلاقات العامة والترويج للدولة، وعلاقة كل هذا بالقوة الخشنة ومدى التوافق بينهما. فهل يمكن لبعض دول منطقتنا المفرغة من الثقافة أن تكون لها قوة ناعمة؟ الإجابة هي «لا» واضحة.
باختصار لا يمكن إنتاج القوة الذكية للدولة إلا في وجود مكوناتها الأصلية: قوة خشنة مادية من أسلحة ومال وعتاد، تضاف إليها قوة ناعمة متمثلة في الثقافة المحلية للدولة، وأخيراً قدرة الدولة على مزج القوتين معاً في أقرب حالات التطابق، وما عدا ذلك هو ضرب من ضروب الخيال.
ضبط شخص باع جزء من كبده في إحدى الدول
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
منتخب النشامى يبعث برسائل ناصعة البياض عن الأردن
ماسكات طبيعية لبشرة أكثر إشراقا
محمود نصر ببطولة مسلسل مُعرب جديد
تعرف على مواعيد حفلات مهرجان فبراير الكويت
تركي آل الشيخ ينشر بوستر حفل أنغام
اعلان توظيف صادر عن المحكمة الدستورية
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
كتلة هوائية شديدة البرودة تضرب المملكة بدءاً من الاثنين
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
الضمان: تعديلات تشريعية مرتقبة للمنتسبين الجدد وتعديل سن التقاعد مطلع 2026
إحالة مدير عام التَّدريب المهني الغرايبة للتقاعد
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
مهم بشأن الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين
صرف 5 ملايين دينار معونة شتوية لأكثر من 248 ألف أسرة

