أسبوع الوئام في عالم تثقله الأزمات

mainThumb

02-02-2023 01:50 PM

للسنة الثانية عشره، نحتفل ونستذكر إطلاق أسبوع الوئام العالمي بين الاديان٬ هـذا الأسبوع الذي نحتفل به بمبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، والتي أصبحت بدورها حدث رسمي عالمي، وتبنت المبادرة العالمية، الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ٢٠١٠، للاحتفال بالأسبوع العالمي بين الاديان في الأسبوع الأول من شباط من كل عام.

يوما بعد يوم، عام يليه عام نستكشف اننا في أمس الحاجة الى مثل هذه المبادرات على الصعيد المحلي والعالمي، في ظل الازمات والصراعات المتعددة والمختلفة التي نعيشها يوميا مما تنعكس على حياتنا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال الصاعدة.

من لا يدرك ضرورة تبني هذه المبادرة وتحقيق غاياتها السامية والتي تتمحور في تعزيز السلام ونبذ العنف والإرهاب والغلو، خسر الكثير على المستوى الإنساني.

اخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام شعار على مدى اثنا عشر عاما ومنها " الشتات بوصفه قوة للتغير الإيجابي"، “التسامح والمصالحة والعفو"، “صلاة والانتعاش والخدمات المجتمعية المشتركة بين الأديان في سبيل السلام"، " مد الجسور عبر الحدود"، " التنمية المستدامة من خلال الوئام بين الأديان".

وهذا العام تعقد الأمم المتحدة في مقرها " نيويورك" مؤتمر بمناسبة أسبوع الوئام بعنوان " الوئام في عالم تثقله الأزمات"، ونطمح ان تكون المخرجات والتوصيات لهذا المؤتمر قابله للتنفيذ للحد من الكوارث والأوبئة الطبيعية والتي تضر بدورها سلامة ورفاهية الشعوب، والتي بدورها تقرب الانسان من أخيه الانسان، وتقلل المخاطر والتحديات التي تؤثر على مسيرة حياتنا.
وعلى الصعيد المحلي علينا ان نعمل على تحقيق غايات مبادرة اسبوع الوئام٫ وان نمتلك الوعي للحد من العنف وخطاب الكراهية والعنصرية بشتى اشكالها وانواعها٫ وان نستثمر وسائل الإعلام والاتصال وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي لبذر بذور المحبة والتسامح٫ وكما علينا أحيانا غض النظر عن بعض السلوكيات التي تصدر من اللذين لا يمتلكون السلام مع ذاتهم، والعمل على تذويب الكراهية والعنف الذي تم غرسه في نفوسهم ان كان بقصد او بغير قصد.
وعلينا ايضاً ان نستذكر وثيقة “الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معا " والتي تم توقيعها من قبل البابا فرنسيس والامام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب في الرابع من شباط عام ٢٠١٩ في دولة الامارات، والتي هي ايضاً تركز وتشدد على المحبة والتسامح، وان يكون الحوار السبيل للوصول الى نقطة اللقاء. وان التعاليم الصحيحة للأديان تدعو الى " التمسُّك بقِيَمِ السلام وإعلاءِ قِيَمِ التعارُّفِ المُتبادَلِ والأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ والعَيْشِ المشترَكِ، وتكريس الحِكْمَةِ والعَدْلِ والإحسانِ، وإيقاظِ نَزْعَةِ التديُّن لدى النَّشْءِ والشبابِ؛ لحمايةِ الأجيالِ الجديدةِ من سَيْطَرَةِ الفكرِ المادِّيِّ، ومن خَطَرِ سِياساتِ التربُّح الأعمى واللامُبالاةِ القائمةِ على قانونِ القُوَّةِ لا على قُوَّةِ القانونِ". .
وعلى الشباب ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الدين وأصحاب الفكر والقادة كلاٌ من مكانه حمل رسالة عمان ومبادرة سواء لتحقيق اهداف أسبوع الوئام بين الأديان، وعلينا ان لا ننكر اننا في أمس الحاجة في ظل ما يدور في مجتمعاتنا من أزمات فكرية وثقافية واجتماعية ودينية أحيانا على مدار العام٬ للعمل الجاد والالتقاء مع بعض والحوار المبني على الصالح العام وتكريس الإنسانية من خلال احترام كرامة الانسان.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد