القول في "البغال"
وكأن الجاحظ الذي عاش في القرن الثالث الهجري (توفي 255 هجري)ألف هذا الكتاب ردا على الشعوبية التي انتشرت في عصره مدافعاً عن العرب وحقهم في الحكم حيث كانت ثورات كثيرة خرجت على العباسيين.
في وقت تفشى غير العرب في الدولة واستولوا على المناصب، وصار لهم اليد الطولى في إدارتها..
وقربهم السلطان للاستعانة بهم على إبعاد العرب المطالبين بحقهم في السلطة.
لذلك يورد الجاحظ بعض الأشعار التي تصف هذه الفئة الهجينة قال الشاعر:
سمين البغل من مال اليتامي/
رَخيّ البال مهزول الصديق
وذكر بيتين يصف فيهما الفئة المقصودة:
إن يغدرو أو يفجروا أو يبخلوا لم يحفلوا
يغدوا عليك مرجلين كأنهم لم يفعلوا....
-"مرجلين" تعني مشّط شعره، وخرج بكامل أناقته- وهذا إشارة إلى منتهى الوقاحة التي تتوفر عليها فئة الطارئين، وكأنه يقول إن هذه الفئة ليس لديها أخلاق تردعها عن فعل أي شيء خدمة لولي أمرها، ثم يخرجون على الناس بكامل صفاتهم وكأنهم لم يفعلوا شيئاً بل كأنهم فعلوا الواجب الذي يستوجب مدحهم.
ثم يتطرق الجاحظ إلى من يستعمل هذه الفئة بقوله: هجا أحدهم شخصاً فوصفه بأنه "مغرم بكثير العيوب"، يعني أنه منكوس الرأي، يُبعد الصالحين عنه ويقرب الأشرار، فهو مولع بمنحرفي الطبيعة، وهؤلاء كالبغال،
لأن البغال "هي المثل في كثرة العيوب وتلون الأخلاق"، وعلى كثرة عيوبها قالوا إن البغال أطول عمراً من سائر الحيوانات، ويفهم من تلميحات الجاحظ، أن السلطان الذي يختار البغال على حالها هذه، هو بعيد عن العدل والحكم الرشيد، بل مغرم بهذه الفئة الشاذة، وهذه مثلبة كبيرة بصاحب السلطان.
ثم يذكر الجاحظ، في المقابل.. أن كل الحيوانات من ذوات "الظلف والبراثن" تتألم وترفع صوتها من الألم إلا ذوات الحوافر فإنها تتلقى الضرب وتبقى صامتة لا تصيح.. والبغل أكثرها تحملاً وصبراً وهذا هو السر في اختيار السلطة "البغال" لخدمتها.
يختارونها لصفاتها السابقة، فالسلطان يحكم البغال بالبغال، التي تملك صفة إضافية تجعلها تصلح للمناورة السياسية، وهي "التلون والتقلب" كما قال الشاعر:
ومتى سَبَرتَ أبا العلاء وجدته/ متلوناً كتلون "البغل".
لكن العجيب في كتاب الجاحظ، أنه ذو بعد ثالث، لا يراه إلا المهتم بالسياسة والتغيير، حيث يختم كتابه بمعلومة، يجمع بها حيواناً آخر مع البغل، وأظنه جاء بهذه المعلومة ليدلل على أن من يستخدمهم صاحب السلطة "في زمانه" لهم صفات خاصة يستعين بها لتثبيت حكمه، أو أن توجه السلطة يقضي باستخدام المهجنين والابتعاد عن العرب لنفس السبب..
قال الجاحظ: كل شيء من الحيوان مما يعايش الناس في دورهم من الطيور والبهائم إذا رحل صاحب الدار لم يتحول معه منها شيء، فهي تؤثر الأوطان على صاحب الدار، إلا "الكلب" فإنه يؤثر صاحب الدار على وطنه ويموت دونه ويصبر على جفائه وإقصائه.. ولذلك فاز بتقريب السلطان له...
ترامب عن لقائه مع الشرع: أنا على وفاق معه
بن غفير يوزّع الحلوى ابتهاجًا بإقرار قانون إعدام الأسرى .. فيديو
أبرز المشاريع الرأسمالية الجديدة في مــوازنـــة 2026
قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين .. وصمة عار في جبين الإنسانية
ترامب: نعمل مع إسرائيل على التفاهم مع سوريا وتحسين العلاقات معها
الكنيست يصادق بالقراءة الأولى على قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين
لبنان يفرج عن نجل القذافي .. تفاصيل
مأزق الرهان على الهوية الطائفية
امرأة مجهولة تحظى بتذكرة الأحلام لمونديال 2026 .. تفاصيل
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
دمج القهوة والشاي قد يطيل العمر صحياً
الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي: الحلم المؤجل لآلاف المتقاعدين
نقيب المعاصر يكشف سبب ارتفاع سعر الزيت وموعد انخفاضه
تنكة زيت الزيتون إلى ارتفاع والسعر يستقر عند أرقام قياسية .. تفاصيل وفيديو
مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة .. تفاصيل
تعيينات جديدة في التربية .. أسماء
زهران ممداني… حين تنتخب نيويورك ما لم يكن متخيلاً
الفايز: الأردن يخرج أصلب من الأزمات
مدعوون للمقابلات لغايات التعيين في الصحة .. أسماء
خريجة من الهاشمية تمثل الأردن في قمة عالم شاب واحد
القاضي: الوطن فوق كل المصالح الضيقة
شراكة أردنية – يمنية لتعزيز التصنيع الغذائي
الموافقة على مذكرة تفاهم أردنية فلسطينية في مجال الطاقة




