سلسلة توثيق بني كنانة لواء الثقافة الأردنية -2023

mainThumb

12-03-2023 06:19 PM

تنشر هذه السلسلة بمناسبة اختيار لواء بني كنانه، لواء الثقافة لعام 2023 وتهدف هذه السلسلة من المقالات إلى إبراز المكنونات المميزة للواء وخصوصا الثقافية والحضارية والتاريخية والانسانية والبيئية والجيولوجية والزراعية والمائية وغيرها. وستكون المعلومات موثقة بالصور والوثائق والشهود.

1- شهيدة البيادر ..الحاتمية مريم علي المقدادي (الدقامسة)

وفي ظل هذه الظروف المستجدة فإنه لا بد من ابراز دور المرأة الأردنية في الصمود والكفاح أمام اللهيب المستعر خلال حرب الاستنزاف عام 1968م .. فلقد بقيت مريم العلي المقدادي (ام فايز الدقامسة) من بلدة حاتم اصلا ووالتي كانت متزوجة وتسكن مع زوجها في ابدر في لواء بني كنانة في محافظة اربد صامدة على ارضها وفي بيتها حيث كانت تسكن مع زوجها عبد القادر الدقامسة (ابو فايز) في منطقة الأعوج شمال إبدر ولسانها يلهج بالدعاء إلى العلي القدير أن يخفف بلاء ودمار ازيز الطائرات وتفجيرات قذائف و صورايخ ذات الخزانات الضخمة ( الكازان) التي بدأ يهطل وابلها من الطائرات الحربية الاسرائيلية مع عصر يوم 8/8/1968 على بلدات ام قيس والمنصورة وملكا وسمر وحاتم وإبدر.

في ذلك اليوم بدأ القصف الاسرائيلي باستخدام طائرات سكاي هوك المباغتة معسكرات الجيش العربي المصطفوي والجنود المرابطين فيها على الثغور في معسكر ومخفر المنارة لتعلن حجم حقد العدو ثم قصفت القذائف والصواريخ مركز قيادة لواء الامام الامير علي بن ابي طالب ووادي أبو النصص في إبدر (وبقي صاروخ وخزانه كازان لم ينفجر في الوادي حتى عهد قريب وكان طائر ابو النصص يرقص عليه) ودمرت الصواريخ العديد من المنازل وأيضا مكتب او شعبة البريد المتواجدة في بقالة المرحوم الحاج جادلله الدقامسة (ابو ماجد) ثم قصفت ودمرت الطريق الرئيسية والفرعية.

الحاتمية المقدادية .. شهيدة البيادر كانت ومع كل آذان فجر تحمل على رأسها طبق الفطور لزوجها الذي كان يحرص على حراثة الأرض بالسكة المربوطة بالحصان .. ولكن عندما إقتربت الصواريخ من ارض مسكنها.. لاحقتها شظايا صواريخ الإسرائيلية فخرت ساجدة مستشهدة في ذلك اليوم العصيب على أرض لواء آبل الزيت والزيتون والزعتر لتروي بدمها الزكي تربة الوردة الحمراء .. وكان تحمل بين يديها ابنها وبنتها.

شهيدة البيادر كان ذنبها انها أحبت ارضها وارض اجدادها لكن لم تساوم يوما عليها .. ولم تتنازل. كانت تقوم بزراعة الأرض التي توفر لقمة عيش العز والكرامة لأبنائها حيث كانت تجمع مؤنة الصيف ولكن أبناءها تيتموا صغارا وئيدين بلا أم .. وتبعها الشهيد يوسف المقدادي وطاهر الدقامسة اللذان فزعا لنجدتها وجرح العشرات.
زفها أبناء لواء بني كنانة والوطن شهيدة على أرض البيادر والكروم وبقي قبرها شاهدا على الثبات والصمود.

رغم انه كان بإمكانها أن تختبئ في جوف الأرض حيث على بعد عدة امتار من بيتها كانت تنتشر الكهوف والمغر. وكذلك نفقي الديكابولس العلوي والسفلي المطل على وادي سمر والذي يبلغ ارتفاعه أكثر من ٤ أمتار وعرضه المترين ويمكن أن يستوعب مئات الآلاف من البشر ويبلغ اجمالي طوله ١٤٠ كيلو متر. وخصوصا الجزء من النفق الممتد من منطقة الفقعا إلى منطقة الأعوج .. لكنها استشهدث وهي صامدة كسنديانة الأرض.
----------
كل الشكر إلى أهالي إبدر على تزويدي بالحقائق عن الحادثة وخصوصا الاستاذ علي الدقامسة (مؤلف كتاب قرية إبدر: تاريخ الأرض والإنسان - ٢٠١٧) والى العميد محمد غازي الدقامسة وأبو ماهر الدقامسة ود. كرم الدقامسة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد