معركة الكرامة .. انتصار لاينسى

mainThumb

19-03-2023 08:06 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين

حدثت "معركة الكرامة" يوم 21 مارس/آذار 1968 بعد أقل من عام على وقوع "النكسة" واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان وهضبة الجولان السورية، واستمرت نحو 15 ساعة.
ففي "الكرامة" أحرز الجيش العربي الأردني أولَ نصر عربي على الجيش الإسرائيلي الذي فشل في تحقيق مقاصده ومُني بالهزيمة.
وكانت المعركة قد بدأت حين حاولت القوات الإسرائيلية العبور إلى الأراضي الأردنية عند الساعة الخامسة والنصف من صبيحة يوم الخميس 21 آذار 1968، حيث شنّت هجوماً مفاجئاً بقوةٍ عسكرية مدعومة بسلاحَي الجو والمدفعية، بُغية تدمير الجيش العربي الأردني، واحتلال المرتفعات الغربية للأردن، وتحطيم الروح المعنوية العالية في نفوس أبناء القوات المسلحة الأردنية والشعب الأردني، والعمل على تدمير الاقتصاد الزراعي في وادي الأردن..
وأثناء المعركة، وجّه جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه رسالة إلى إخوانه ملوك الدول العربية ورؤسائها، وضعهم فيها بصورة ما يجري، وقال: "لقد كان من المتوقَّع أن يقوم العدو بعملياته العدوانية هذه على بلدنا الذي يعتزّ بأنه يكتب الصفحة تلو الصفحة في سجل الشرف والخلود ويصوغ كل ذلك بالدماء الزكية يبذلها جيشه الأبي وشعبه الأمين، وهو البلد الذي يقف درعاً يحمي أمة العرب ويحفظ أملهم في استعادة حقهم سواء منهم من بقي خلفه، أو بات ينتظر ساعة الخلاص حيث يعيش على الأمل في أرضنا المحتلة".
لقد لجأت إسرائيل إلى طلب وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة، وهذا دليل كبير على أن القوات التي واجهتهم في المواقع الدفاعية من الجيش العربي كانت بحجم التحدي وكانت المعركة بالنسبة لهم معركة وجود ومعركة حياة أو موت هذا على الصعيد العسكري، أما على الصعيد السياسي فقد أصر الأردن على لسان جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه على (عدم وقف إطلاق النار طالما أن هناك جندياً إسرائيلياً واحداً شرقي النهر)، وهذا يثبت وبدون أدنى شك، أن معركة الكرامة كانت معركة الجيش العربي منذ اللحظة الأولى، حيث كانت قيادته العليا تديرها وتتابع مجرياتها لحظة بلحظة.
لقد أسهمت معركة الكرامة في رفع معنويات الإنسان العربي، وإعادة ثقته بنفسه، في الوقت الذي تحطّمت فيه أسطورة التفوُّق العسكري لإسرائيل وتهاوت مقولةُ "الجيش الذي لا يُقهَر". وقد استعرض جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه الدروس المستفادة من هذه المعركة، قائلاً في رسالته إلى القوات المسلحة الأردنية يوم 23 آذار 1968، إنها تتمثل في "أن الصلف والغرور يؤديان إلى الهزيمة، وأن الإيمان بالله والتصميم على الثبات مهما كانت التضحيات هما الطريق الأول إلى النصر، وأن الاعتماد على النفس أولاً وأخيراً ووضوح الغاية ونبل الهدف هي التي تمنحنا الراحة حين نقرر أننا ثابتون صامدون حتى الموت، مصممون على ذلك، لا نتزحزح ولا نتراجع مهما كانت التحديات والصعاب، منتبهين متيقظين لكل شر مرتقب وعدوان ممكن".
نعم معركة الكرامة هي انتصار لاينسى ،رحم الله المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، هذا هو الأردن بجيشة المصطفوي العظيم وبقيادتة الهاشمية المظفرة،حمى الله الاردن وحمى الله جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية،وحمى الله قائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهدة الأمين.

 

*مدير مدرسة عنبة الثانوية الشاملة للبنين/مديرية التربية والتعليم للواء المزار الشمالي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد