عزيزي ابن عروبة ..

mainThumb

19-03-2023 10:08 PM

كيف حالك؟ كم صار عمرك الآن؟ هل انت بالثلاثينات ام في الأربعين؟ انا اصبحت في الثانية والثلاثين من عمري، وفرقنا الايام منذ ثمانِ عشرة عاما
مشتاقة لك كثيراً و اشتاق كل يوم، و بامكانك ان تُحصي دقائق شوقي والساعات نيابةً عني؛ فأنت ممتاز جداً في الحساب،
لا اعلم اين تقطن الآن! ؟ و مع من!
هل تزوجت؟ كم ذكر وأنثى انجبت؟ هل انت عقيم؟ هل زوجتك عاقر؟ ام عقدت النية بعدم الاقتراب من الإناث بعدي؟ هل تتذكرني حتى و تذكر إسمي؟ هل تتذكر أمي؟، خالتك ام عادل..!
ماذا عن منزل والديك؟ هل ورثته عن أبيك؟ هل تعيش به مع امك عروبة و شقيقيك الذكرين؟ هل انت بذات الحارة ام انتقلت و أسرتك خارجها؟ هل اتممت دراستك وهاجرت للخارج ام انتقلت لمحافظة أخرى؟
كلَ شهر انزل لحارتكم و اقف تحت البناية، وسط الشارع، أُحدق لمدة نصف ساعة على شرفة بيتك، اعتدت على هذا العمل، لكن لا يخرج منها احد، لا انت ولا والدتك ولا حتى احد اخويك !
كثيراً ما اخذت صوراً لشرفة بيتكم، اناديك فلا تستجيب....،
كيف لك ان تلبي ندائي وانا لا اذكر إسمك.. ! لديَ اصدقاءَ كثر في السوشيال ميديا اخبرتهم عنك و قلت لهم ان اسمك ابن عروبة، قال لي احد الاصدقاء فتشي عنه...
كيف سأكتب اسمك في محركات البحث؟ لن احصل على نتائج مرضية آنذاك، ستخرج أمامي بطولات و هزائم تحت ما يسمى بالعروبة.. اما انت! فلا
متحمسة جداً لزيارتك ، سآتي لباب بيتك و اسأل عنك ارجو ان تتواجد هذه الفترة قبل قدوم الصيف ...
لا أرغب بأن يفتح لي باب البيت احد سوى امك او انت..
لا أرغب بإنكسار ظهري مرتين و قلبي ثلاثاً.
افكر!...... هل تصعد باص الزرقاء عمان رصيفة؟ انا اصعد هذا الباص.. افكر... هل تجلس بجانب النساء عادةً ؟ لا أعرف إذا كنت أنت الذي يجلس بجانبي كل مرة انزل بها إلى الزرقاء...!
هل سبق و مشيت جانبي؟ أو وقفت منتظراً عند موقف الباصات معي؟ يا إلهي كم الذكورية كثيرة! أين أنت من بين ملايين الذكور؟
افكر كثيراً بكمية الرجال الذين التقيتهم بمجالات الطب و المطاعم و مكتبات القرطاسية و رجالات الامن في مطارح التنزه و الألعاب و حدائق الحيوانات، ومنقذي الاطفال في المسابح الخاصة بالعائلات، حتى أذنة مدارس البنين، و عمال النظافة، و ذلك الطبيب النفسي الذي زرته السنة القبل الماضية اين انت من هؤلاء؟ هل انت واحداً منهم؟
أما عني فقد ارتبطت بشخص غيرك، لكن قلبي اطمئن لك وحدك.
عزيزي الكبير البالغ العاقل اللطيف الصغير المحبوب لا زلت وحدي اشاهد توم وجيري في المنزل، واضحك بدونك على هاذين المشاكسين، و لا زلت ابكي كلما ارتفعت طائرة ورقية في سماء المملكة الاردنية، بقلبي شجاعة عظيمة لصنع طائرة لك، لكن لن اجرؤ على رفعها للسماء كمهارتك فكما تعلم فأنا اخاف الارتفاعات وقد احاطت يديك خصري كي لا اقع عن سور شرفة بيتك، سأظل ماسكةً خصري و قلبي و ظهري ليوم لقائك، و اتمنى و ارجو ان تكون على قيد العيش، كي اظل على أمل الالتقاء معك.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد