سويس سعودي
أدعي أن الاتفاق مختلف هذه المرة، نتيجة للظرف الإقليمي، وعلاقات الدولة الراعية بالأطراف، وكذلك طموحاتها في ظل استراتيجية بايدن التي تقسم العالم إلى ديمقراطيات وديكتاتوريات، بهدف واحد، وهو حصار تلك القوة الصينية البازغة. هناك فرق أيضاً في طريقة الوصول إلى الاتفاق، وصرامة الإجراءات المصاحبة؛ إذ جاء الاتفاق بعد جهد مضنٍ بين البلدين، ومفاوضات مبدئية مرهقة في كل من العراق وعمان، ثم انتهى في بكين في 10 مارس (آذار) برعاية دولة نووية عظمي وعضو في مجلس الأمن، وهي الصين.
أمر آخر يخص طبيعة الوسيط الصيني؛ فعلى العكس من الوساطة الأميركية في حل النزعات الإقليمية (الصراع العربي - الإسرائيلي مثلاً، حيث كانت أميركا دوماً تميل إلى وجهة النظر الإسرائيلية)، نجد أن الصين بمثابة الوسيط الأمين، لما لها من مصالح مشتركة ومتشابكة مع البلدين، ولا تميل الصين لواحدة على حساب الأخرى؛ فبين الصين والسعودية وإيران اتفاقات تجارية تكفى لاستمرار دور الصين في حل المشكلة؛ فعلى سبيل المثال، وفي زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الأخيرة للمملكة، وقَّع العاهل السعودي الملك سلمان، والرئيس الصيني، اتفاق شراكة استراتيجية شاملة، منها 34 اتفاقية استثمار في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات والنقل والصناعات الطبية والإسكان والبناء. بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين 87.3 مليار دولار في 2021، وبلغت قيمة الصادرات الصينية للسعودية 30.3 مليار دولار، فيما بلغت واردات الصين من المملكة 57 مليار دولار. الشيء نفسه يمكن أن يُقال عن العلاقات الصينية - الإيرانية؛ فهناك اتفاق التعاون الاستراتيجي المشترك بين إيران والصين، حيث تستورد الصين من طهران ما يقرب من 1.2 مليون برميل بترول، كما أن الصين هي التي منحت إيران قبلة الحياة، وهي ترضخ تحت العقوبات الأميركية. النقطة الأساسية هنا أن هناك مصالح كبرى بين كل من الصين والسعودية من ناحية، وإيران والصين، من ناحية أخرى، تجعل الصين تتمسك بعلاقتها مع الطرفين، وتحمي الاتفاق بكل ما تملك، لأنه استراتيجي بالنسبة للصين، قبل أن يكون استراتيجياً للأطراف شرق الأوسطية.
مهم أن نرى السياق الإقليمي الأوسع للاتفاق وأهميته بالنسبة للصين، بدايةً يمكن القول إن انجذاب الصين للشرق الأوسط فيه مكون بنيوي، بمعنى أن الفراغ الذي تركته أميركا في الشرق الأوسط يجذب قوى أخرى لملء هذا الفراغ، بدأ بدخول روسيا إلى سوريا، وبما أن روسيا مشغولة بحربها في أوكرانيا؛ فقد خلا المكان للصين بملء بقية الفراغ الاستراتيجي. هذه النقطة البنيوية التي إن لم تملأها الصين جذبت مكانها قوة أخرى.
كما أن هناك عوامل أخرى تجعل الاتفاق ضرورة استراتيجية بالنسبة للدولتين؛ فمثلا هناك إمكانية صراع بين إيران وإسرائيل، والمملكة لا تريد أن تكون طرفاً في هذا الصراع، وإيران ترى في الاتفاق إغلاق الطريق على عمل عدواني إسرائيلي تجاهها، كما أن توتراً في العلاقات السعودية - الأميركية لا تخطئه العين، والصين تريد أن تستغل هذه الفرصة كموضع قدم في الشرق الأوسط، في ظل التنافس بينها وبين الولايات المتحدة، كما أنه بمثابة إعلان من المملكة عن اغتياظها من السياسات الأميركية بشكل غير مباشر، من خلال التلويح بقدراتها وخياراتها، وإعادة العلاقات مع إيران واحدة منها. طبعاً، من نافلة القول هنا أن ندرك أن السعودية تاريخياً لا تستبدل حليفاً بحليف آخر؛ ففي الوقت الذي التقى فيه الملك عبد العزيز مع الرئيس الأميركي روزفلت العائد من مؤتمر يالطا بعد الحرب (14 فبراير/ شباط 1945) في البحيرات المرّة، لم تنقطع علاقته ببريطانيا، رغم إدراكه أن هذه قوة آفلة، وتلك قوة بازغة. ولا يختلف اليوم عن البارحة؛ فالجنوح السعودي تجاه الصين لا يعني التخلي عن الحليف الأميركي؛ فولي العهد السعودي يلعب بما لديه من أوراق مدركاً لحدود القوة، ومدركاً للثغرات التي تقدمها التناقضات، وفي الوقت ذاته يحافظ على التوازنات، خصوصاً أن هدفه الأول استقرار يساعد في تحقيق رؤيته (2030).
تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين إيران والمملكة، الموقَّعة في 2001، والاحترام المتبادل، والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، ستكون له تبعات على ما يحدث في اليمن ولبنان، وكذلك العراق وسوريا.
هناك إمكانية أن تكون تبعات الاتفاق السعودي - الإيراني تحت مظلة صينية متعاظمة لا تقل عن تبعات حرب السويس، من حيث تغيير البيئة الاستراتيجية في المنطقة والعالم، ولكن بقدر ما للاتفاق من مؤيدين ومهللين، نظراً لأهميته من الزوايا التي ذكرتها آنفاً، سيكون للاتفاق أعداء، وبحماس أكبر، يريدون خروج هذا القطار عن القضبان. بلا شك هناك لاعبون؛ سواء على مستوى الدول وأجهزتها أو على مستوى الحركات العنيفة التي اقتاتت لسنين طويلة على التناقضات أو الخلافات السعودية - الإيرانية، يزعجها كثيراً هذا الاتفاق، ويضرب مصالحها في مقتل، ولذلك فقد تستميت لإفشال هذا الاتفاق أو تعطيله، وذلك لما له من تبعات إقليمية ودولية كبرى. ومن هنا، تبدو مدة الشهرين لعودة العلاقات بين السعودية وإيران طويلة جداً في هذه الظروف المعقدة.
جبالي: الأردن داعم لكل القضايا المصرية
إعلام سعودي: اتحاد جدة يتوصل لاتفاق رسمي لضم بنزيما
النشامى يعلن قائمته لمواجهتي صربيا وجامايكا
صاحب صورة الجثة على الدراجة يكشف الحقيقة
نتائج التحقيق الأولية حول أسباب كارثة قطار الهند
الأردن أول دولة في توفير قزحية العين لخدمة التحول الرقمي
571 مليون دينار صادرات تجارة عمان خلال 5 أشهر
عادل إمام يرفع دعوة قضائية ضد وزير المالية
ماذا لو سقط اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا؟
فيتش سوليوشنز تتوقع انخفاض التضخم في الأردن إلى 2.7%
مصدر: هذا ما سيحدث في وزارات ومؤسسات حكومية قريبا
كلمات مبابي تنهي أحلام ريال مدريد
(صندوق أسرار أردوغان) أصبح وزيراً للخارجية التركية .. تعرف عليه
أرواح خفية تكشف كيف حقق منذر رياحنة الثراء الفاحش
الأردن .. توضيح مهم من دائرة الأراضي والمساحة
عقوبات مشددة على مخالفات السير .. تفاصيل
الديوان الملكي ينشر صورا من حفل عشاء عرس ولي العهد
مياهنا:إيقاف ضخ المياه عن مناطق بعمان والزرقاء ومادبا
ولي العهد يعزي بوفاة الإعلامي غالب الحديدي
مدعوون لحضور الامتحان التنافسي .. أسماء
فصل الكهرباء من الساعة 8 صباحاً ــ 4 مساءً في هذه المناطق
الأرصاد الجوية تستغرب من البرد المتساقط في الأردن
توضيح حول سلامة البطيخ .. هل هو آمن ؟
مداهمات في المفرق وإربد ومعان .. تفاصيل
اليسا بقميص دون بطانة وتستفز المصريين