سلسلة توثيق بني كنانة لواء الثقافة الأردنية-2023

mainThumb

18-04-2023 12:40 PM

16- بلدة حاتم: منارة لواء بني كنانة
منازل فوق هضبة .. وشبه جزيرة محاطة بالأودية الخلابة
اكتشاف نفق الشكارة المائي يعزز من القيمة السياحية للبلدة
نسيج سكاني مترابط يسوده الاحترام والتواصل والمحبة
الزيتون المبارك سيد اشجار حاتم وسر تميزها الزراعي.

الاسم المميز: حاتم

تعددت الاسماء وحاتم واحدة: عرفت قديما ب حاتم وحاطم وخاطم ومزرعة حاطم (حاطمة) الملك
وورد معنى حاتم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي، حاتِم: (اسم) وهي من حتَمَ والحاتِمُ بمعنى القاضي وحَتْمًا أي وجوبًا بالضَّرورة ولعل الأكثر قيولا هو النفسير الجغرافي لتضاريس البلدة حيث منتهى المكان في دروب السالكين وذلك لميزة تضاريسها حيث الهضبة او القبة المتوسطة المحاطة بالاودية العميقة وجوانب مقابلة للهضبة مطلة كالمنارة على السهوب والجبال البعيدة رغم انها اليوم تنسب تشبيها من ابواب الكرم الى كريم العرب حاتم الطائي ويبقى الإسم برسم البحث والتقصي رغم ما طرح من حقائق.

الموقع والبلدات المجاورة

في البداية كانت المنارة شمال البلدة حيث تنير لأهالي حاتم دروب البلدات المجاورة في كل الاتجاهات فالناظر منها نحو الشمال يرى بلدات إبدر وكفرسوم وسمر ونحو الشرق تبرز بلدات سما وكفرجايز ونحو الغرب ترى بلدة ملكا والمنصورة بجانب مدينة أم قيس الأثرية "جدارا" ومن الجنوب بلدات وقرى إربد ولواء الوسطية حيث تتألق إسعرة وتقبل وفوعرا وسوم و تلوح في الجنوب القصي معالم بلدة كفر أسد. البلدة حاتم موقعها جميل وتقع الى الغرب من مدينة اربد وتبعد عنها حوالي 18 كيلومتر.

النسيج السكاني

يقطن بلدة حاتم ٧ عشائر رئيسية بالإضافة إلى عائلات اخرى عريقة وجدت مع بدايات وجود حاتم أقدمها عشائر المقداد (او المقدادي) وهي اربعة عشائر: عشيرة العودات و عشيرة الضامن و عشيرة اليونس و عشيرة القنانوة.
وهناك عشائر أخرى واكبت نشأت البلدة منها عشيرة الرواشده وعشيرة البكار و عشيرة الخرنوبي بالإضافة إلى عائلات من عشائر أخرى وهي العمري والجداعنه (الخالدي) وآل الذينات وآل صالح والسرطاوي والحراحشة ويعيش هذا النسيج المجنمعي بتوافق واحترام وسلام وكرم حاتمي جتى لقبت مجازا بحاتم الطائية رغم انها مقدادية خلوصية (الخلاصي جد من اجداد العودات المقدادية ولهم صولات وجولات عبر التاريخ في منطقة حلية وطور الحبيس وسما الروسان والجولان في اللواء ومنهم شيخ الخلاصية المعين من قبل الزيادنة إمارة ظاهر عمر الزيداني ومركزها صفد - حاكم لمنطقة الكفارات ولكنه قتل كما يروي المرحوم الشيخ صالح العودات على يد ابناء المنطقة بسبب الخلاف على حكم منطقة الكفارات وقد أخذت بثأره زوجته خزنة الرومي الملكاوي بالاتفاق مع أقارب الخلاصي ، برارشية (الرواشدة) عبيدية (العبيدات اليونس والبكار) وهذا سر من اسرار تميز بلدة حاتم.
ان معظم عشائر حاتم لها امتداد عبر اراضي الوطن وكذلك في الوطن العربي فعشيرة المقدادي تتنتشر في الوطن العربي حيث يتواجدون في الاردن في بلدات ومدن حاتم وبيت ايدس والزرقاء وعمان واربد والسماقيات في منطقة العاقب بمحافظة المفرق وفي فلسطين في طولكرم وحمامة وطيبة بني سعد والعباسية وفي سوريا يبصرى الشام وغصم ومعربه. وكذلك الحال بالنسبة لعشيرة الرواشدة المتواجدة في العديد من المدن والبلدات الأردنية مثل الكرك ودير أبي سعيد والخناصري وغيرها ولاننسى عشيرة البكار التي هي من عشيرة العبيدات المنتشرة في بلدات اللواء وفي بعض قرى الجولان.

التوزيع التضاريسي

مناطق بلدة حاتم وأحواضها كثيرة منها منطقة المنتزه أو الحرشة وتمتد من أرض البيرق والهدم ورأس يوسف (او منطقة الرأس بسبب ارتفاعها وبروزها) وهي احواض زراعية لا زالت خارج التنظيم. وتكسوها غابات الأشجار المعمرة مثل الصنوبر والسرو والبلوط والخروب وغيرها من الأشجار الحرجية المعمرة ومن أسماء أحواض البلدة: البيرق والتي عرف البرق والرعد فيها بأنه بشير بالموسم المطري الوفير وأيضا الرقة (الرقاقة الصخرية) والحرة والخوانيق وكوخ أبي العبد وعرف الديك وطرامة والميل ويوجد في البلدة ٧ حارات بالإضافة الى حي الفرجة وحي الظَهر. ومن أودية حانم الخلابة وادي الكيفة وروض عين البيضاء وروض يروفة ووادي الحشاش ووادي عشوش الغراب.

البيوت التراثية في بلدة حاتم "بيت ازعيلة" ..مثالا

اشتهرت حاتم ببيوتها التراثية التي كانت منتشرة في أرجاء البلدة ولعل من الشواهد الشامخة الباقية ما يعرف "ببيت ازعيلة" واشتهر اسم البيت بإسم راعيته وزوحها أحمد المحاميد حيث عاشوا بعيدين نسبيا عن البلدة في هذا البيت في منطقة الغابة وهناك بيوت تراثية أخرى تؤرخ عقود من السنين. ربما لطبيعة بلدة حاتم التضاريسية والجيولوجية حيث أن اتساع مساحة المناطق الصخرية مقارنة بأحواض التربة الحمراء الزراعية جعل الأهالي يعيدون بناء البيوت القديمة (بيوت الحجر والطين والقناطر والقصيب) إلى ببوت ذات طابع حديث كما هو الحال في باقي البلدات المجاورة وذلك للحفاط على الأراضي الزراعية.

-الزراعة الموسمية والدائمة والثروة الحيوانية

لقد تغير النمط الزراعي من الزراعة الموسمية حيث اشتهر أهل حاتم قديما بزراعة القمح والشعير والعدس وغيرها وكانت مواسم الحصاد فيها الرجد والدرس والسهر والتعب المضني لتوفير مؤنة البيوت على مدار العام. ولكن تحول الأهالي إلى زراعة الأرض بأشجار الزيتون والتين والعنب وبعض اللوزيات ولقد وصل اعداد شجر الزيتون الى حوالي 5 الاف شجرة. هذا الزيتون الحاتمي ذو جودة عالية واصناف فريدة تطورت معه طرق عصر الزيتون من المعاصر القديمة "معاصر حجر البد" إلى المعاصر الاتوماتكية جيث يوجد في البلدة واطرافها 3 معاصر زيتون حديثة.
ويهتم الأهالي في بلدة حاتم بتربية المواشي والأبقار و يتواجد في البلدة عدة مزارع للدواجن (الدجاج والبط)

اكتشاف نفق الشكارة (مغذي نفق اليرموك-ديكابولس)

بعد رحلة تقصي لعدة سنوات ولوفرة الينابيع في بلدة حاتم عبر العصور ومن الأمثلة على الينابيع التي عرفت في السابق بغزارة مياهها وهي عين حمود وعين القرية وعين الهدم وعين البيضا وعين سارة وعين الصارف وعين حامد والتي تقع على الحد الفاصل بين بلدة حاتم وبلدة إسعرة. ولعل أهم هذه العيون هي عين القصير (تصغير قصر) حيث لازالت بقايا بناء روماني فوق العين ولقوة تدفق المياه فيها أنشأ الرومان نفقا يربط عين القصير مع عين أم اللجا (الواقعة في وادي اللجا على الطرف الشمالي من البلدة). هذا النفق اطلقنا عليه إسم نفق الشكارة وهو يمر من تحت البلدة ويمتد ل 5 كيلومترات حيث يربط عيون الماء هذه مع نفق اليرموك- ديكابولس القادم من كفرسوم مرورا بعين التراب وهو فرصة حقيقة لتأهيله ليصبح مقصدا سياحيا بعد ان خفت او جفت عيون الماء. ولعل من الجدير التركيز عليه (قيد البحث) هل يمتد النفق من عين القصير باتجاه الجنوب نحو وادي العرب او ربما ابعد من ذلك بكثير؟ سؤال برسم الإجابة.

إن توفر الآثار الرومانية في منطقة عين القصير جعلت المنطقة محط اهتمام كبير حيث اكتشفت العديد من الكهوف المحفورة متعددة الإستخدام وكذلك وجدت القبور المنحوته بالصخر على أعماق تتجاور المترين وفيها انماط انشائية بديعة منها متاهات ذكية، وكانت تنحت عن طريق الحفر الرأسي لعدة أمتار يكون بعدها سرداب او مدافن جانبية مختلفة الابعاد والاحجام وتكون مخفية لحماية جثث الموتى من العبث والدمار.

التعليم والجيش والرياضة

حاتم اليوم اصبحت بلدة العلم والتعليم حيث تعد حاتم من أحد اكثر المناطق على مستوى اللواء فيها متعلمين وحملة الشهادات العليا مقارنة بعدد سكانها الذي يقارب ال9 آلاف نسمة. ولعل إثبات المرأة نفسها في التعليم العالي من مميزات بلدة حاتم فمنهن على سبيل المثال العالمة الدكتورة سناء العودات التي خدمت في جامعات عربية في السعودية وغيرها وهي الآن في جامعة اليرموك وتبوءت مناصب في إدارة الأقسام والعمادات في الجامعة .
ولا بد من التركيز أيضا على الإعلاميين من البلدة أمثال الأستاذ طايل الضامن و الأستاذ ظاهر الضامن "موقع صحيفة السوسنة وصحيفة الرأي وغيرها" والتي تنشر فيها هذه السلسلة، إضافة الكثير من الأساتذة والمعلمين والمعلمات والرياضيين المميزين أمثال المرحوم راتب الضامن الذي طالما تغنت جماهير نادي الحسين فيه وكان من أفضل حارس في الأندية الاردنية والمنتخب الوطني
،
بالإضافة إلى الجنود والضباط من أبناء القوات الاردنية المسلحة والذي يتجاوز عددهم ألف جندي بتسليل رتب مختلفة ومنهم اللواء المتقاعد فهد الضامن. وقدمت بلدة حاتم شهداء وعددهم ٦ رحمهم الله ارتقوا في سبيل الوطن ودفاعا عن فلسطين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد