مذكرات مضر بدران:إخوان الأردن وافقوا على عرض سعودي بـ 8 مليارات دولار

mainThumb

24-04-2023 08:03 PM

السوسنةـ نفت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، رواية ذُكرت في مذكرات رئيس الوزراء الأردني الأسبق المرحوم مضر بدران حول موافقتهم على عرض السعودية بحل مجلس النواب 1989 مقابل تسديد ديون الاردن.

وقال بدران، ليخاطب ملك السعودية "إذا أردتم إلغاء الديمقراطية في الأردن، وحل مجلس النواب، فالأمر بسيطٌ وسهل، ويمكن أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، لكن مقابل حل اقتصادي جذري لمشكلتنا". استوضح الملك فهد، فأوضح مضر بدران إنها ثمانية مليارات دولارات إن أردتم أنتم سداد الديوان أو خمسة مليارات إذا تقدّم بها الأردن مستفيدا من السداد المبكر، ليردّ الملك فهد مستوضحا أكثر إن كان هذا سيعني حل مجلس النواب، ليجيب بدران إن ذلك سيحدُث بلا تأخير، ثم يعقب الملك "ستبدأ اللجان بالعمل على الأمر، وسأدفع لكم مديونيتكم". ويستطرد بدران إنه تاليا، استضاف في منزله في عمّان نواب كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان، وأبلغهم هذا كله، ليردّوا بالموافقة، بل والترحيب. وفي اليوم التالي، اجتمع مع النواب القوميين واليساريين، فوافقوا أيضا. ويكتب مضر بدران "لقد قدّر نواب المعارضة كلفة حل مجلس النواب بثمانية مليارات دولار، واعتبروه ثمنا يكافئ حل مجلسهم، لأن في تلك المعادلة ثمّة مصلحة وطنية أهم من كل الإعتبارات الأخرى". (266). ثم بعد أشهر وقع اجتياح الجيش العراقي الكويت، قبل أن تتبلور وعود الملك فهد على الواقع.

وصدرت مذكرات رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران بعنوان "القرار" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وشهدت رواجا لدى القراء لتناولها مرحلة مهمة من التاريخ السياسي الأردني.

ووفقا لبيان عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تناول الكتاب في فصوله وأبوابه طبيعة المحطات الحياتية والتعليمية بين محافظتي جرش والكرك، لتبدأ بعدها رحلة تعليم بدران الجامعي بكلية الحقوق في دمشق بعد عدم تمكنه من دراسة الطب، ثم عودته إلى عمان بعدها وانضمامه لصفوف الجيش العربي.

ويسرد صاحب الكتاب نصف قرن من تاريخ الأردن كأول رئيس للوزراء بعد عودة الحياة البرلمانية، إذ تقدم لنيل ثقة مجلس النواب الحادي عشر، واستمع إلى مناقشات عاصفة لبيانه، قبل أن ينال الثقة.

وكشف الكتاب قصة تأسيس دائرة المخابرات العامة، بعد تشكيل مكتب المباحث العامة، وطبيعة اختيار الأشخاص الذين أسسوا تلك المرحلة وصياغة قانون دائرة المخابرات، والتحديات الأمنية التي كانت تقف وراء رحلة تأسيس جهاز أمني محترف.

كما كشف الكتاب عن قصص كثيرة عن طبيعة الجهود المضنية التي كان لها الدور الكبير في إفشال مؤامرات كانت تستهدف الراحل الملك الحسين، وعددا من المؤسسات الحيوية في ذلك الوقت.

وقدم الكتاب رواية خاصة في قراءة تداعيات احتلال الضفة الغربية عام 1967، ومقدمات معركة الكرامة عام 1968 وبطولات الجيش العربي في تلك المعركة.

وانتقل الكتاب بين المواقع التي خدم فيها بدران؛ مديرا لدائرة المخابرات ثم مستشارا في الديوان الملكي، ووزيرا للتربية والتعليم ورئيسا للديوان الملكي، قبل أن يختاره جلالة الملك الراحل الحسين رئيسا للوزراء في عام 1976.

كما تناول قصة تأسيس مشاريع البنى التحتية في نهايات سبعينيات القرن الماضي، وسط ظروف سياسية مضطربة، وتحديات اقتصادية كان الهدف منها الضغط على جلالة الملك الراحل الحسين للحاق بالرئيس المصري محمد أنور السادات لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل.

ولخص بدران مقدمات التحول الديمقراطي بعد أحداث هبة نيسان الشهيرة، وإجراء الانتخابات النيابية عام 1989، مخصصا في الكتاب جانبا مهما للكشف عن كواليس مراكز القرار إبان احتلال العراق للكويت في عام 1990 وتداعيات الحرب على العراق، وموقف الأردن الصلب في تلك المرحلة.

ونتيجة للإقبال على اقتناء الكتاب، تسعى دار النشر إلى اصدار طبعة ثانية من الكتاب لتلبية الطلب المتزايد على الكتاب في المملكة.

وكان رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران انتقل إلى رحمة الله تعالى، السبت 2242023.

وولد الراحل في جرش عام 1934، وفي عام 1956 حصل على ليسانس حقوق من جامعة دمشق، وفي العام نفسه حصل على دبلوم مالية واقتصاد من جامعة دمشق. وهو مُتزوج وله أربعة أولاد.

وتقلدَ الراحل عددًا من المناصب؛ منها رئيس الوزراء ووزير للدفاع، وزير الخارجية، رئيس الديوان الملكي، مدير المخابرات العامة، مساعد مدير المخابرات الأردنية للقسم الخارجي، عضو في مجلس الأعيان، مستشار عدلي في القوات المسلحة الأردنية، مدعي عام خزينة القوات المسلحة، وزير التربية والتعليم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد