دبي الرقمية تطلق أول أسرة افتراضية بلهجة إماراتية

mainThumb
فتاة صغيرة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي

08-08-2025 01:11 PM

السوسنة - في خطوة مبتكرة تعكس التوجهات الرقمية المتسارعة في دولة الإمارات، أطلقت "دبي الرقمية" أول أسرة إماراتية افتراضية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن مبادرة "عام المجتمع"، في محاولة لدمج التكنولوجيا بالهوية الثقافية وتعزيز التواصل الإنساني عبر المنصات الرقمية.

وظهرت الشخصية الأولى من هذه الأسرة، وهي فتاة صغيرة ترتدي الزي الإماراتي وتتحدث بلهجة محلية مألوفة، في فيديو قصير على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعت الجمهور إلى اختيار اسمها من بين ثلاثة خيارات: "دبي"، "ميرة"، أو "لطيفة"، في إشارة إلى أن المشروع قائم على التفاعل المجتمعي منذ لحظاته الأولى.

ويهدف المشروع إلى بناء أسرة رقمية متكاملة تشمل لاحقًا شخصيات تمثل الأب والأم والأخ، بحيث تتعاون هذه الشخصيات في تقديم المعلومات حول الخدمات الحكومية، وتبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي بطريقة ممتعة وهادفة، تستهدف مختلف الفئات العمرية، لا سيما الأطفال والعائلات.

ورغم أن المشروع لا يُعد سابقة عالمية من حيث التقنية، إلا أن لغته، وطريقة تفاعله، ومرجعيته الثقافية تجعله مختلفًا عن النماذج المماثلة في دول أخرى، حيث تسعى دبي إلى تقديم تجربة رقمية ذات طابع إنساني، تتحدث بلسان الناس وتخاطبهم بلهجتهم.
وأوضح الخبير في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أحمد الزغلامي أن هذا التوجه يتناغم مع استراتيجية الإمارات الرامية إلى دخول قائمة الدول العشر الأولى في مؤشر الحكومة الذكية بحلول عام 2031، مشيرًا إلى أن التجارب العالمية غالبًا ما تركز على الأبعاد التقنية البحتة، بينما تنفرد دبي بجعل القيم المجتمعية في صلب مشروعها الرقمي.

وأضاف الزغلامي أن الشخصية الافتراضية الإماراتية تقدم 90% من محتواها باللهجة المحلية، مقارنة بـ40% فقط في مشروع "ميساء" السعودي، لافتًا إلى نتائج استطلاع رأي أظهر أن 75% من المستخدمين شعروا بأن هذه الشخصيات الرقمية تمثلهم بالفعل.

ورغم أن التكلفة التقديرية للمشروع بلغت نحو 12 مليون درهم، إلا أنه يحقق وفورات كبيرة في وقت الموظفين الحكوميين تصل إلى 30%، بفضل أتمتة الردود الذكية. كما أشار الزغلامي إلى أن الشخصية تستخدم نموذج الذكاء الاصطناعي "Falcon 180B" لتوليد محتوى تفاعلي، حيث صُممت 85% من التفاعلات على هيئة ألعاب تعليمية، وهي نسبة تفوق مشاريع مماثلة مثل "سوما" في الهند التي تكتفي بنسبة 50%.

وأكد الزغلامي أن هذه المقاربة رفعت نسبة استخدام تطبيق "ديواني" بنسبة 40% لدى العائلات خلال المرحلة التجريبية، مضيفًا أن المشروع يعيد صياغة العلاقة بين التقنية والبيئة الأسرية، ويمنح الذكاء الاصطناعي بعدًا ثقافيًا وإنسانيًا غير مسبوق.

وفي مقارنة عالمية، أشار الزغلامي إلى أن شخصيات رقمية مثل "أزومي آي" في اليابان مخصصة لمساعدة السياح بلغتين فقط، دون طابع عائلي أو تفاعل مجتمعي، بينما تحاكي "Zaein" في كوريا الجنوبية نجمات الترفيه ولا تقدم محتوى خدميًا. أما في دبي، فالمشروع يتجاوز هذه النماذج، ويقدم شخصية دافئة تخاطب الناس بلغتهم وتشاركهم تفاصيل الحياة اليومية.

واختتم الزغلامي حديثه بالتأكيد على أن هذه الشخصيات ليست رموزًا جمالية، بل أدوات فعالة ومجتمعية، تعمل على تحسين جودة الحياة الرقمية، مع الحفاظ على الشفافية الكاملة بفضل قانون بيانات الذكاء الاصطناعي الإماراتي، مشددًا على أن التكنولوجيا في هذا المشروع تُوظَّف كوسيلة تربط الإنسان بالخدمة، وتصل بين الأسرة والمستقبل، والثقافة والذكاء الاصطناعي.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد