إيرانية تُحاكم بتهمة قتل 11 زوجًا

mainThumb
كلثوم أكبري

08-08-2025 10:13 AM

السوسنة - تُحاكم السلطات القضائية الإيرانية حاليًا سيدة تُدعى كلثوم أكبري، بعد اعترافها بارتكاب سلسلة من جرائم القتل بحق 11 رجلًا كانوا جميعًا أزواجًا لها، وذلك على مدار نحو عقدين من الزمن، في قضية أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإيرانية.

وبحسب ما أفادت به شرطة مقاطعة ساري شمال إيران، فقد تم اعتقال المتهمة في شهر أيلول من عام 2023، عقب وفاة زوجها الثمانيني، حيث بدأت التحقيقات في ملابسات الوفاة، لتكشف لاحقًا عن اعترافها بقتل عشرة رجال آخرين خلال السنوات الماضية، جميعهم كانوا مرتبطين بها بعقود زواج دائمة أو مؤقتة.

وتشير التحقيقات إلى أن عدد ضحاياها قد يكون أكبر من الرقم المعلن، إذ تبين أنها عقدت 18 زواجًا مؤقتًا و19 زواجًا دائمًا، توفي جميع الأزواج خلالها، ما يرفع عدد الضحايا المحتمل إلى أكثر من 20 شخصًا.

وبحسب ما نشرته صحيفة "هفت صبح" الإيرانية، فإن المتهمة كانت تُظهر نفسها كزوجة مثالية، وتتقرب من رجال مسنين ميسوري الحال بعد التأكد من أوضاعهم المالية، ثم تقوم بتسميمهم بطريقة دقيقة لا تُثير الشبهات.

وكانت تستخدم أدوية خاصة بمرضى السكري أو الضغط، وتذيبها في مشروباتهم بجرعات متزايدة تدريجيًا، ما يجعل الأعراض تظهر بشكل طبيعي دون إثارة الريبة، ثم تنقلهم إلى المستشفى في محاولة ظاهرية لإنقاذهم، قبل أن تعاود تسميمهم حتى الوفاة.

وفي إحدى الجرائم الأولى، استخدمت مزيجًا قاتلًا من الكحول الصناعي، ثم أقدمت على خنق الضحية باستخدام وسادة، لتقوم لاحقًا بوراثة أرض واسعة كانت باسمه.

وقد ظلت هذه الجرائم تمرّ دون إثارة الشكوك لسنوات، نظرًا لتقدم الضحايا في السن وحالتهم الصحية غير المستقرة، ما جعل وفاتهم تبدو طبيعية.

إلا أن الشكوك بدأت تحوم حول المتهمة في منتصف عام 2023، بعد وفاة رجل مسن يُدعى غلام رضا بابايي، الذي أعرب قبل وفاته عن ريبة من تصرفات زوجته، ما دفع شقيقه إلى تقديم بلاغ رسمي، أدى إلى فتح تحقيق شامل في القضية.

وخلال جلسات المحاكمة، أنكرت المتهمة في البداية التهم الموجهة إليها، لكنها اضطرت للاعتراف بعد عرض المحكمة مقطع فيديو يُظهر إعادة تمثيل الجرائم التي نفذتها بنفسها. وقالت أمام القاضي بنبرة ندم: "لو كنت أعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد، لما فعلت ذلك"، فيما رد أحد أولياء الدم بأن دقة تنفيذ الجرائم وتخطيطها المنهجي لا تدل على جنون، بل على وعي تام وخطة مُحكمة.

وطالب محامي الدفاع بإجراء فحص نفسي لموكلته، إلا أن النيابة العامة أكدت أن الجرائم نُفذت باستخدام أدوية مختارة بعناية، ما يُثبت سلوكًا جنائيًا مدروسًا وليس ناتجًا عن اختلال عقلي.

وحضرت عائلات أربعة من الضحايا إلى جلسة المحاكمة، وطالبوا بتنفيذ حكم القصاص، فيما يُنتظر أن تُقدّم باقي العائلات مطالبها في الجلسات القادمة. ويُقدر عدد الشاكين في القضية بأكثر من 45 شخصًا، من بينهم أولياء دم وورثة الضحايا.

وقد ناشدت هذه العائلات وسائل الإعلام بعدم التعامل مع القضية كقصة ساخرة أو مادة للترفيه، مؤكدين أن الجريمة تسببت في جراح عميقة لا تزال مفتوحة، ويجب احترامها.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد