قانون معدل السّير يسير بنا نحو طريق آمن

mainThumb

20-06-2023 11:47 AM

بنظرة واقعية، وبلسان أهل الحكمة الذين ينادون بأعلى أصواتهم، مطالبين بإيقاف الأخطاء المتكررة على الطرقات الداخلية والخارجية، في أردننا الحبيب الغالي، نجد أنّ رفع المخالفات يُعدّ رادعًا لازمًا، لمنع وتقليل تلك الأخطاء.
فقد اعتدنا على كثرة الجاهات والوجاهات، والصكوك العشائرية، للتنازل عن الدّم، وعن الكسور والعاهات التي تسببها حوادث السّيْر، وأنا –حتمًا- لا أعني هنا ما يكون قضاءً وقدرًا صِرفًا، ولكنني أعني: الحوادث التي يتسبب بها المتهوّرون، والمستخفّون بدماء الناس وأرواحهم، حينما لا يفرّقون بين وقتٍ ووقت، ولا مكانٍ ذي خصوصية وآخر يمكنه أن يطير فيه بجناحي طائر، فيطيشون بسرعات جنونية أفقدتنا أعزاء وأحباء من ذووينا.
فكان لزاما الحدّ من قطع الإشارات، ومن السرعات الزائدة عن حدّ المعقول، وغير ذلك مما يؤدي إلى النّدم والحسرة، بقوانين تحاول إصلاح الخطأ قبل وقوعه.
وقد ينزعج الكثيرون من السماع بقانون معدّل السّيْر، بدعوى أنّه يعرّضنا إلى دفع الغرامات الباهظة، ولكننا إذا علمنا أننا أصبحنا نعيش في عبثية على الطرق الداخلية والخارجية، وأننا تأخرنا كثيرا عن مصافّ الدّول التي كان بعضها بالأمس يستعين بخبرائنا لإقامة قانون السّيْر في بلادهم. ولا عجب!! فمن تأخرَ فالعتب عليه.
فلا تنزعج أخي المواطن، من قانون السّيْر المعدّل، بل انزعج لأنه تأخر عنا كثيرا، أما لماذا؟. فدعني أقول لك شيئا ولو في عجالة من أمرنا:
ننطلق في الصباح الباكر لطلب الرزق، وإذ بنا نسابق الرّيح، ونتجاوز عن اليمين وعن الشمال، ونطلق الزوامير كأننا في زفّة عريس، وأما الحمولات الزائدة من الحجر والشجر والبشر، والأخشاب والحديد، فالطرقات تئنّ منها، والانقلابات تنبئك عنها.
وهناك تغيير المسرب المفاجئ، وهذا يمسك الجوال وآخر يشرب القهوة ثمّ يرميها فارغة وملأى، وآخر يُبرز قوّته وشبابَه – يحفظ اللهُ شبابَنا- في مزاحمة السيارات.
وأما في الطرقات الداخلية، فمكبّرات الصوت تعمل بما لا يسمح لنا بالنوم ولا بالراحة، دون انتباه لأماكن العبادة أو المستشفيات أو المدارس أو غير ذلك ممن لا يبالي إن كان في الساعة الواحدة ليلا أم بعدها.
وهنا.. أودّ التذكير بأمور:
أولا: التأكيد على خطورة مرور المشاة أمام السيارات في غير الأماكن المسموح بها للمشاة، فتلك تحتاج إلى قوانين صارمة، وخصوصا على الطرق السريعة، وأذكّر هنا أنّ الأردنّ كان سبّاقًا في ضبط (قطع الشارع) أوائل ثمانينات القرن الماضي.
ثانيا: تذكير المواطنين والمقيمين، من أنّ القوانين الصارمة لصالحنا قولا وفعلا، وأنّها ترتقي بمجتمعنا كلما تقيدنا بقواعد السيْر، ففي أحد الدول العربية، يتم مخالفة السائق الذي لم يُعطِ إشارة (غمّاز) يمين أو يسار، قبل (200) متر.
ثالثا: قانون السّير يسير بنا إلى هدوء وسَعة صدر أثناء قيادة السيارات على الطرقات، فلا الزمن يسابقنا، والطريق ليس لنا وحدنا فيحتاج منّا صبرا وأناةً لنكون عليها آمنين: (إنّ اللهَ مع الصابرين)، فالأرواح أمانة غالية لا يجوز تعريضها للأخطار.
رابعا: تجنيب العواطف، فإننا قد حصدنا خسائر مادية ومعنوية بسببها، فعند رؤيتنا لخطر أو مخالفة، فلنسارع ولنتعاون لكبح جماح ذلك الخطر ومنعه من الوصول إلينا.
وأخيرا.. دمتم سالمين، بعيدا عن المخالفات بأنواعها.


محمد عبدالجبار الزبن
agaweed1966@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد